Advertisement

Typography

أعلنت مؤخراً كليّة ستيفن م. روس للأعمال في جامعة ميشيغان عن الفائزين بمنحة لتمكين المرأة في دول مجلس التعاون الخليجي. ونظراً لدور المرأة الفعّال في المنطقة، تهدف هذه المنحة إلى تطوير وتحسين المهارات القيادية لدى المديرين التنفيذيين في دول مجلس التعاون الخليجي مع الالتزام بالتنوع بين الجنسين وتمكين المرأة. هبة سيّد، مديرة التسويق، في شركة IBM ، Watson Customer Engagement في الشرق الأوسط وافريقيا، كانت من بين الفائزين.

تساهم السيدة سيّد بدعمها الدائم للنظام البيئي، والمشاريع الناشئة والقيادات النسائية من خلال الحلقات الحوارية، ومشاركة المعرفة، بما فيها من أحداث مع القيادات العربية الشابة، ومؤسسة الامارات لتنمية الشباب وكذلك المنتدى النسائي الرقمي. كما ساعدت مئات من المواهب المحلية لتطوير مهاراتهم في الحقل التكنولوجي، والذكاء الاصطناعي، والتسويق الذاتي وتخطيط الأعمال وكذلك التسويق والاعلام، كما تمّ اختيارها من قبل لينكد-إن كواحدة من بين 10 أفضل أصوات في منطقة الخليج لمساهمتها في التركيز على دور التكنولوجيا بتحويل العديد من القطاعات والمهن.

كان لمجلة تكنوتل مقابلة حصرية مع هبة سيّد، حيث شاركت تجربتها كامرأة رائدة في قطاع المعلومات والاتصالات.

تهانينا لحصولك على منحة تمكين المرأة في دول مجلس التعاون الخليجي. أولاً والأهم، بأي طريقة  يمكن تشجيع مشاركة المرأة في الأدوار الرائدة والقيادية في قطاع المعلومات والاتصالات؟

الطريقة الأفضل لدعم مشاركة المرأة في قطاع المعلومات والاتصالات هو المباشرة بذلك في وقت مبكر. أعتقد أن هناك نقصاً بتمثيل المرأة في المراحل المبكرة من وظائف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

يجب أن يكون هناك تركيز  قوي على تلك النساء الرائدات اللواتي يطوّرن أنفسهن، من الوظائف المبكرة إلى الوظائف  المتوسطة إلى الادراة فالادراة العليا. أعتقد أن ما يحصل في الكثير من الشركات هو رغبة الناس بدعم دور المرأة، إنما لا يملكون عدداً من المهارات الكافية للاختيار من بينها كون الأساس لم يكن مهيّأ منذ البداية.

ما هو السبب الأساس لعدم تمثيل المرأة في قطاع المعلومات والاتصالات؟

بالاضافة إلى المذكور أعلاه، ان التركيز على توظيف عدد من النساء لتولي أدوار في المراحل المبتدئة من المعلومات والاتصالات يوازي بأهميتة تشجيع المرأة لتسلّم القيادة. بهذه الطريقة لديك عدد من المرشحات في كل مرحلة من مراحل العمل مستعدات للانتقال إلى المستوى التالي وبالتالي لن تتعثّر لايجاد  المواهب اللازمة للمرحلة التنفيذية. من المهم أن يكون هناك توازن بين تبوّؤ النساء والرجال الوظائف في كافة المراحل. في غياب هذا التوازن، يمكن أن تخسر النساء اللواتي يمِلن إلى الانتقال إلى القطاعات أو الوظائف التي يتمثّلن فيها بشكل أفضل.

كامرأة في منصب إداري في المجال، ما هي التحديات التي واجهتك في طريقك الى النجاح، وكيف تغلبت عليها؟

أنا زوجة وأم لولدين، إذاً إيجاد التوازن بين عائلتي وعملي هو تحدٍ دائم. لذلك يجب أن أتمتع دائمًا بالقدرة لايجاد التوازن. أنا محظوظة لايجاد شركة تدعم هذا الجزء من حياتي وأشجّع سائر الشركات في مجالاتها على القيام بالأمر نفسه.

التحدي الثاني هو التصوّر، أنا امرأة في مجال يطغى عليه العنصر الذكوري. قد يحدث في بعض الأحيان سوء فهم بأن عملي يدور حول "حدث"، في حين أن في الواقع عملي هو أكثر استراتيجياً. كمسوّق، أنت صوت الزبون، ويجب ان تفهم التحديات التي يواجهها وتحاربها من نظرة استراتيجية فالموضوع لا يقتصر على التكتيك وحسب.

تحدٍ آخر هو التعامل مع النظام المعتمد، ليس في IBM وحسب، بل في القطاع بالمجمل. يتحوّل كل من عالمي المعلومات والاتصالات والتسويق بوتيرة سريعة، ممّا قد يجعل من القدرة على مواكبة هذا التحول تحدياً كبيراً. إحدى الطرق التي تمكنت من خلالها التغّلب على كل هذه التحديات هي الارشاد والرعاية. لقد كنت محظوظة بالفعل لانني عملت مع زملاء في المجال أثق بهم وكانوا يرون الأمور من منظار مختلف. تطلب مني ذلك نظرة جديدة خولتني العودة الى لطريق الصحيح.

 

تجبر العديد من النساء على الخروج من قطاع المعلومات والاتصالات بسبب عدم القدرة على حفظ التوازن بين العمل والحياة. ماهي الاستراتيجيات التي ممكن أن تحسّن ذلك؟

 بالاضافة إلى وجود مكان عمل يدعم التوازن بين حياتك وعملك، من المهم أيضاً ان تلقى الدعم خارج العمل: العائلة، الاصدقاء والعلاقات المهنية. لا يمكن لأي واحد منا، نساءً ورجالاً، القيام بذلك بمفرده من دون وجود من يدعمنا من حولنا.

أمر آخر كان يجب أن أتقبّله هو أنه لا بأس إذا لم أكن مثالية أغلب الأوقات. على قدر ما نسعى ليكون كل شيء مثالياً إلا أنه من المستحيل أن نكون مثاليين في كل الأمور مرّة واحدة. أهم شيء يجب القيام به هو معرفة أن هناك توازناً والانتباه حيث لا وجود لهذا التوازن.

 

هناك مستقبل كبير للمرأة في قطاع المعلومات والاتصالات. ما النصيحة التي تعطينها للقياديات المحتملات؟

قبل أي شيء، أود أن أنصحهن أن يجدن صورتهن الخاصة، وفهم ما الذي يجعلهن فريدات في كل شيء تقمن به. اعطي نفسك مراجعة مهنية، وخطّة لتطوير ذاتك. اسألي نفسك، ما هي مهاراتك؟ ما هي حدودك؟ ما هي المهارات التي تحتاجين إليها لتخوّلك الوصول إلى حيث أنت بحاجة للوصول إليه. أشدّد على القيام بذلك كل سنة. يجب أن تتأكدي أنك على صلة ليس فقط بعملك، بل بالمجال ككل. من هناك، من المهم تقييم المساعدة التي انت بحاجة إليها للوصل إلى حيث تريدين (فئة معينة، معلم، إلخ). هذا أمر مهم خصوصاً في القطاعات التي تتغّير باستمرار كقطاع المعلومات والاتصالات.