Advertisement

Typography

على الرغم من العقبات والتحديات التي تفرضها جائحة كوفيد-19، تمكنت  Channel Vas من الاستفادة من هذا الوضع وتقديم الخدمة لعملائها بسلاسة.

في مقابلة حصرية مع تيليكوم ريفيو عربية، تحدث باسم حيدر، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لمجموعة Channel VAS عن نطاق أعمال الشركة وكيف تلبي الخدمات التي تقدمها احتياجات العملاء.

أولاً هل يمكن أن تعطينا لمحة عامة عن Channel Vas، وما هي الخدمات الأساسية التي تقدمونها ومن هم العملاء المستهدفون؟

Channel Vas هي شركة عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا المالية، حيث تقدم مجموعة متنوعة من الخدمات لمشغلي شبكات الهاتف المحمول والمؤسسات المالية. نحن نقدم حلولًا متطورة في مجالات الخدمات المالية عبر الهاتف المحمول، وخدمات ائتمان البيانات والبث، بالإضافة إلى قروض الهواتف وقدرات تحليل البيانات الضخمة. نتواجد حالياً في 42 دولة على مستوى العالم، مع تركيزنا على البلدان الناشئة في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط وآسيا وأميركا اللاتينية، كما نعمل الآن مع أكثر من 50 من أكبر المشغلين لشبكات المحمول والمؤسسات المالية، وجميعهم من بين الرواد في مناطقهم، وندعمهم في تقديم أكثر من 12 مليون دولار أميركي في شكل قروض يومية لأكثر من 750 مليون مشترك. وبينما نواصل النمو والتوسع في مناطق وخدمات جديدة، فإننا نركّز دائماً على أننا مؤسسة اجتماعية، ومن خلال هذا المنظور، فإن الرؤية التي نتشاركها هي قيادة التنمية الاقتصادية والاجتماعية العالمية من خلال الاحتواء المالي للجميع، خاصة في المناطق الناشئة والتي تعاني من نقص البنوك. تكتسب هذه الرؤية أهمية أكبر حيث لا يزال العالم يحاول التخلص من جائحة مروعة.

 

بإعتبار الشركة متخصصة في الخدمات المالية والتكنولوجيا المالية عبر الهاتف المحمول، كيف تساهم في الاحتواء المالي في المناطق التي تعمل فيها، خاصة في الأسواق الناشئة؟

يُعتبرالاحتواء المالي جزءاً أساسياً للحد من الفقر وتحفيز النمو الاقتصادي. ففي المناطق الناشئة حيث القطاع المصرفي التقليدي بطيء الحركة وغير متطور على حد سواء، تقفز حلول التكنولوجيا المالية Fintech لسد الفجوة للأشخاص الذين لا يتعاملون مع البنوك والذين قد يعيشون في مناطق واسعة، حيث أقرب موقع حقيقي قد يكون مؤسسة مالية على بعد مئات الكيلومترات. ومع وجود حوالى 1.7 مليار بالغ لا يتعاملون مع البنوك في جميع أنحاء العالم، وفقًا للبنك الدولي، لا يزال هناك مجال كبير لتحسين حياة الناس اليومية ورفاهيتهم من خلال خدمات التكنولوجيا المالية، لذلك لا يزال أمامنا طريق طويل لنجتازه.

تركز Channel Vas على تقديم حلول تمويل صغرى بكلفة مدروسة لهؤلاء السكان الذين لا وصول لهم إلى البنوك، لمساعدتهم على تغطية الاحتياجات الأساسية لأنفسهم وشركاتهم الصغيرة، من خلال راحة هواتفهم المحمولة. إحدى الخصائص الرئيسية للأسواق الناشئة هي أنه بسبب نقص البنية التحتية منذ العقود السابقة، تعتمد على الهاتف المحمول بشكل أساسي، لذلك، فنحن قادرون على الاستفادة من اتصال الإنترنت عبر الهاتف المحمول لتزويدهم بفرصة الاستفادة من الموارد المالية. لذلك، في حين أن البنوك في كثير من الأحيان لا ترغب في تمويل الأشخاص ذوي الدخل المنخفض، فإننا نستخدم بيانات الهاتف المحمول والاتصالات السلكية واللاسلكية، ومن خلال تكنولوجيا التحليلات الخاصة بنا، نتغلب على قيود النظام المصرفي التقليدي ونصل إلى هؤلاء العملاء من خلال تنفيذ درجات ائتمانية دقيقة. بالاضافة إلى ذلك، نحاول أيضاً دعم أولئك الذين ليس لديهم حتى الآن إمكانية الحصول على هاتف ذكي للاستفادة من كل هذه الإمكانات، من خلال تقديم خطط تمويل مرنة في مناطق مختلفة.

 

ما هي التحديات التي يمكن أن تعيق الوصول إلى خدمات Fintech وكيف يمكن أن تواجهها Channel Vas لتقديم خدماتها للعملاء والمستخدمين؟

هناك العديد من التحديات التي تمنعنا من نشر إمكاناتنا الكاملة ليستفيد منها الناس، بالإضافة إلى المشاكل التنموية المتأصلة في المناطق الناشئة التي تم وصفها آنفًا. مثلاً، ها نحن  نحاول بشكل يومي معالجة "الحلقة المفرغة للإقصاء المالي": يتم استبعاد الأشخاص من خدمات Fintech لأنهم لا يستطيعون شراء هاتف ذكي، في حين أن السبب الأساسي لذلك هو استبعادهم مالياً. لقد بذلنا جهودًا لكسر هذه الدائرة من الاتصال المحدود، فقامت Channel Vas بتصور وتنفيذ طرق تمويل عبر الهاتف، من أجل تزويد الناس بطريقة سهلة وبأسعار معقولة للوصول إلى التكنولوجيا التي يحتاجون إليها ليصبحوا مشمولين مالياً، نظرًا إلى أن الأجهزة المدعمة بالإنترنت هي الوسيلة الوحيدة لهم للوصول إلى الانترنت. من خلال وضع الأجهزة في أيديهم، نقوم بتحسين إمكانية زيادة الاتصال وإدراج أفضل.

تتجاوز الخدمات المالية عبر الهاتف المحمول مجرد مساعدة الأفراد بشكل مباشر في حياتهم اليومية، حيث تم إعداد عروض التكنولوجيا المالية لتوفيرالدفعة اللازمة للاقتصادات الإقليمية بشكل عام. فمن المتوقع مثلاً أن تصل مساهمة Fintech في الناتج الاقتصادي لأفريقيا جنوب الصحراء إلى 150 مليار دولار بحلول عام 2022. وكي يحدث ذلك، نحتاج إلى تحسين الفهم الكامل للتكنولوجيا المالية من قبل المنظمين والهيئات الإدارية، على الصعيدين الوطني والدولي، في هذه المناطق.

غالباً ما يحتفظ المنظمون بعقلية قديمة ومجموعة من القواعد، بالإضافة إلى أنهم غالبًا ما يكونون غير مستعدين للتغيير والتكيف مع الظروف الجديدة، وهو أمر يتناقض بشكل مباشر مع نمو شركات التكنولوجيا المالية وتقنيتها سريعة الحركة. ربما قد يسبب هذا النقص عقبة كبيرة أمام شركات التكنولوجيا المالية لتوفير الشمول المالي للعديد من الأشخاص. إلى جانب ذلك، غالباً ما تحتفظ المؤسسات المالية التقليدية ببيانات العملاء أكثر مما هو ضروري وترفض مشاركتها بأمان ومسؤولية.

نحن نؤيد جداً الفكرة القائمة على أنه من خلال مركزية البيانات المنتشرة حالياً  بين كيانات مختلفة مثل المؤسسات المالية وشركات الهاتف وشركات التأمين وخدمات الدفع، يمكننا التوصل إلى نموذج يفيد جميع المعنيين. وباعتبارنا مزودي التكنولوجيا المالية، سنكون قادرين على تحليل البيانات لتوفير حلول أفضل للسكان من أجل شمولهم المالي، كما ستشهد الحكومات نتيجة لذلك المزيد من النمو الاقتصادي على المدى المتوسط ​​والطويل، في حين أن المستهلكين أنفسهم سيكون لديهم تحكم  أفضل وأكبر في الكيانات التي يمكنها الوصول إلى بياناتهم.

كما هنالك بعض المشاكل التي تظهر وهي متعلقة بفرض الضرائب على استخدام التطبيقات المالية عبر الهاتف المحمول التي بدأت عدة دول فرضها في أفريقيا. في حين أن الضرائب أمر مفهوم، إلا أن الحكومات ستحتاج إلى جعلها مدروسة جيداً ومصممة بشكل صحيح، حتى لا تؤثر على الاحتواء المالي بطريقة سلبية، خاصة على المدى الطويل.

بشكل عام، يتعين على الهيئات الإدارية أن تفهم أنها بحاجة إلى التغيير، لتكون أكثر مرونة وتتكيّف مع العصر الجديد، ليس فقط العصر المتقدم تقنياً ولكن أيضاً في فترة ما بعد الجائحة. نحن نحاول جاهدين إيصال هذه الرسالة إليهم وإعلامهم بأننا بإعتبارنا رواد القطاع، أكثر من راغبين في العمل معهم لوضع إطار سياسة موحد سيكون مفيداً للجميع وهذا ما سيؤدي إلى مستقبل أكثر إشراقاً.

 

ازدهرت خدمات الأموال عبر الهاتف المحمول خلال جائحة كوفيد-19، نظراً لنموذجها اللاتلامسي المطلوب بشدة في مثل هذه الظروف. كيف استفادتVAS  Channel من هذا الواقع؟

من المهم أن نفهم أنه  لا سيما في البلدان النامية حيث المناطق المعزولة والبنية التحتية المحدودة، كانت التكنولوجيا المالية دائماً ضرورة لهؤلاء الأشخاص بدلاً من كونها وسيلة للرفاهية كما هي الحال في البلدان الأكثر تقدماً. وفي ظل الوضع الاستثنائي الذي يمرّ به العالم مع انتشار الوباء، أدرك الناس أن هذه الضرورة قد توسعت بحكم التعريف، حيث بدأ المزيد من الناس استخدام المعاملات عن بُعد اللاتلامسية، إما بسبب الخوف من الفيروس أو بسبب عمليات الإغلاق المحلية.

ونحن من موقعنا كـVAS  Channel، نشعر أن هذا الوضع العالمي قد سرّع اعتماد هذه الأساليب، لذلك استفدنا من قدراتنا في استخراج البيانات وتحليلها لمعالجة هذه الزيادة في الطلب. ونحن نبني خدماتنا ونتطلع إلى الأمام مع إدراك أن هذا الوضع الوبائي كان، بطريقة ما، "اختبار تصادم" كبير للأشخاص لفهم وتقدير قيمة عروض Fintech، وهي قيمة يجب عليهم العودة إليها مرة أخرى، الآن بعد أن اكتشفوا ذلك. بشكل عام، تعد البيانات مكونًا رئيسيًا في جهودنا لتعزيز الاحتواء المالي لعدد متزايد من الناس. ولضمان التبني الواسع لهذا الشمول المالي في السنوات القادمة، يجب علينا الاعتماد بشدة على علم البيانات باعتباره المحرك الرئيسي لنمو القطاع.

 

تحليلات البيانات هي إحدى القدرات الرئيسية لـ  VAS Channel. كيف تساعدك تحليلات البيانات على اقتناص أفضل الفرص في سوق الخدمات المالية عبر الهاتف المحمول؟

تعد البيانات، ببساطة، أحد أجزاء عملنا الأساسية. يشكل علم البيانات أساس ابتكارات السوق الحديثة، وقد منحتنا البيانات الضخمة رؤية غير مسبوقة لاحتياجات العملاء، وبالتالي تمكين الابتكار وتقديم عروض أكثر ملاءمة. في القطاع المالي، أحدثت البيانات الضخمة ثورة في تصنيف وتقييم مخاطر الائتمان، مما سمح لشركات Fintech بإجراء هذا النوع من التحليل المتقدم الذي كان في السابق امتيازاً حصرياً للمؤسسات المالية الكبرى مثل البنوك.

بينما في الوقت نفسه، يمكن أن تؤدي الأنظمة الآلية والذكاء الاصطناعي مهامّ تتطلب وقتاً طويلاً مثل تقييم المخاطر على القروض منخفضة القيمة وإكمالها في جزء صغير من الوقت. بالاضافة إلى ذلك، كلما زادت البيانات التي يمكننا الحصول عليها، كانت توقعاتنا أفضل من حيث درجات الائتمان منخفضة المخاطر. من الواضح أن كل هذه الأمور تعتمد على القدرة الفعلية التي تمتلكها شركات الـ Fintech، ليس فقط لمعالجة البيانات المعينة بشكل صحيح، ولكن لتحويلها أيضاً إلى عوامل قرار مهم يناسب مستوى ائتمان العميل.

في VAS Channel ، ندمج منصة تسجيل ملكية يمكنها إلتقاط مئات من نقاط البيانات لكل عميل وتحليلها بشكل هادف، للوصول إلى استنتاجات مفيدة من خلال منهجيات تنبؤية قوية. لهذا السبب، نستخدم القوى العاملة لقسم علوم بيانات قوي للغاية ومتوسع، الذي يدعم عملياتنا لتسجيل الائتمان، من أجل تقليل المخاطر وتوفير الحل المناسب لكل عميل على حدة.

من الواضح أن هذا يعيدنا مرة أخرى إلى الحديث نفسه وأهمية توفر البيانات والتأكد من وجود إطار حكم شفاف وآمن وقوي للوصول إلى الحد الأقصى من البيانات المتاحة، لضمان قدرتنا على الوصول إلى المزيد من الناس وتعزيز الاحتواء المالي.

 

أصبح سوق خدمات الـFintech مشبعًا تماماً. إذاً ما الذي يميّزكم عن منافسيكم؟

في حين أن قطاع التكنولوجيا المالية ينمو بالفعل بشكل كبير مع إطلاق العديد من خدمات الأموال عبر الهاتف المحمول في بلدان مختلفة، وهو دليل على نجاحها وإمكاناتها الهائلة، كانت VAS Channel رائدة في طليعة خدمات التمويل عبر الهاتف المحمول بالكامل منذ إنشائها. لقد راقبنا تطور العمليات من عمليات تحويل الأموال البسيطة إلى الخدمات المخصصة التي تشمل تقريباً كل شيء قد يرغب الشخص في القيام به، سواء كان ذلك مدفوعات المرافق أو مدفوعات البث / سلف البيانات أو قروض بمبالغ صغيرة، وقد كنا متواجدين منذ البداية لتقديم هذه الخدمات لهم. من خلال القيام بذلك، طوّرنا أنفسنا إلى حد أن يضمن لنا وضعنا الخاص سلامة خدماتنا. لذلك كان من الطبيعي أن يتم الاعتراف بنا من قبل الصناديق الدولية التي استثمرت عدة ملايين من الدولارات لشركتنا حتى نتمكن من التوسع أكثر بشكل أسرع، ونقدر ونثق في خريطة الطريق القوية التي تجمع بين النمو العالمي وفهم التطورات المستقبلية، مع التركيز الحاد على كل تفاصيل العمل.

كذلك هنالك عامل تمييز رئيسي آخر هو استثمارنا الدؤوب في البحث والتطوير، حيث نستخدم أحدث التقنيات والتعلم الآلي من خلال خبرتنا التي تمتد لعقد من الزمن، لإنشاء منصات خاصة يمكنها تقديم دقة التنبؤ وتقليل مخاطر الائتمان.

أخيراً، مع قدومنا من أفريقيا، لدينا معرفة عميقة بالمناطق الناشئة التي نركز عليها، مما يضعنا في مكانة مميزة. ببساطة، نحن نعي أن الـFintech هي نقطة وصل، لا تعطيل. من خلال منح Fintech إمكانية الوصول إلى الجماهير التي لا تتعامل مع البنوك في هذه المناطق، فإننا نوفر لهم القنوات الأساسية نحو شمولهم المالي الأساسي، وليس مجرد نموذج ملائم لجعل حياتهم أسهل. في حين أن بعض الشركات المحلية الصغيرة قد يكون لديها النظرة نفسها، ولكن ليس لها القدرة على دعم هذا النطاق، ومن ناحية أخرى، قد يكون لدى بعض الشركات المتعددة الجنسيات الوسائل ولكن مع غياب المعرفة العميقة بتعقيدات الدولة أو المنطقة، فإننا نجمع بين أفضل ما في كلا العالمين من خلال دمج القدرات القوية مع الفهم الشامل لاحتياجات الناس اليومية في تلك المناطق.

 

كان عام 2020 عاماً مليئاً بالتحديات. كيف تمكنت من الحفاظ على قيادتك رغم كل العقبات التي ظهرت هذا العام؟

مع تضرر المجالات الاقتصادية في جميع أنحاء العالم، أظهرت بعض القطاعات والشركات مرونة قوية في مجال الأعمال في مواجهة الظروف الوبائية. لسوء الحظ، بينما كانت Fintech في طليعة دعم الأشخاص، لم يكن هذا هو الحال بالنسبة للعديد من شركات Fintech، لا سيما تلك التي تفتقر إلى أي أساس متين وتعمل بقدرة محدودة. بكل بساطة، نفد النقد واضطرت إلى الاقفال.

لقد تمكنا أن نكون من بين الأقلية المرنة التي خرجت بوضع سليم، ويعود ذلك أساساً إلى القدرة على التكيّف وردود الفعل التي أظهرناها منذ أن بدأ الوباء، على الرغم من أنه من الواضح أنه حتى أكبر شركات التكنولوجيا على الأرجح لم تكن لديها خطط قوية لمواجهة تحديات بهذا الحجم. ولكن إحدى مزايا الالتزام بتوفير "أفضل التقنيات" من أجل تحسين حياة الناس اليومية، هو أنه يمكننا أن نسعى ليشمل أيضًا الطريقة التي يعمل بها موظفونا. نحن محظوظون في الوصول إلى أدواتنا الرقمية أينما كنا حتى نتمكن من العمل من أي بيئة وموقع، وهو أمر ضروري في وضع اليوم حيث يمكننا تقليل المخاطر التي يتعرض لها موظفونا في جميع أنحاء العالم، مع ضمان استمرارية الأعمال والحفاظ على خدمة عالية المستوى التي يتوقعها عملاؤنا منا. الأكيد، لعب حجم شركتنا والخبرة القيّمة التي جمعناها على طول الطريق في هذا المجال دوراً مهماً أيضاً، مما سمح لنا بإجراء التعديلات المبكرة اللازمة ومساعدتنا في النهاية على تحقيق النجاح خلال هذه الأوقات العصيبة، بحيث حققنا نتيجة إيجابية للغاية في العام 2020 رغم الظروف.

برأيك، ما هي التغييرات التي أحدثها الوباء في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وهل ستستمر تلك التغييرات في المرحلة المقبلة؟

ستكون الآثار التي سيحدثها الوباء في العديد من جوانب أعمالنا وحياتنا متعددة وسترسم مستقبل القطاعات  بأساليب غير متوقعة. يعتبر التغيير الأكبر في حقيقة أن الدفع وإتمام المعاملات عبر الهاتف المحمول وبشكل لاتلامسي، الخيار الأفضل لعدد كبير من الأشخاص منذ بداية الوباء، في حين زادت الحاجة إلى المزيد من وقت البث وتقدُّم البيانات، حيث أراد الناس البقاء على اتصال مع أحبائهم، خاصة وأن عمليات الاقفال الإقليمية أصبحت هي القاعدة في عام 2020. وقد ثبت أن الحاجة إلى الاتصال وإمكانية الوصول من خلال الأجهزة المحمولة أكثر أهمية من أي وقت مضى، خلال هذه الظروف الكارثية والتدابير ذات الصلة المتخذة لمواجهتها.

بعد انحسار الوباء، لن تعود الأمور إلى سابق عهدها. يدرك الناس الآن أن هذه الأدوات الرقمية التي لجأوا إليها للحصول على المساعدة خلال هذه الفترة هي في الواقع مفيدة لهم بغض النظر عن الظروف  الراهنة، وتوفر لهم خدمات قيمة، ولم تكن مجرد وسيلة ترفيهية بينما كانت توقفت الطرق "التقليدية" بسبب الفيروس. كذلك سيستمرون في استخدام هذه الخدمات التي تم تقديمها إليهم خلال الوباء لفترة طويلة، حيث أصبح ما قد يكون خارج منطقة الراحة الخاصة بهم الآن جزءًا لا يتجزأ من حياتهم.

قد يكون الوباء أيضاً الحافز الحاسم للتبني الواسع النطاق للتطبيقات المالية عبر الهاتف المحمول، مما سيؤثر على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأكمله الذي يحتاج إلى التكيف وفقًا لذلك، مع ضمان وجود البنية التحتية اللازمة للتعامل مع الطلب المتزايد لهذه الاحتياجات. لذلك، سيحتاج مشغلو الشبكات إلى العمل على هيكليتهم الداخلية وكذلك على إقامة شراكات جديدة مع مزودي الخدمة هذه الخدمات المالية المتنقلة.

وبالطبع، مع تكيف الناس مع الظروف الجديدة، سيتوفر أيضاً العديد من الفرص أمام الشركات في فترة ما بعد الوباء. ستنشأ مجالات جديدة وأفكار واتجاهات مثيرة، خاصة في قطاعات التكنولوجيا المتطورة مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لذلك يجب أن يكون التركيز الرئيسي بالنسبة لنا على الاستمرار في مساعدة الشركات الصغيرة المبتكرة التي قد تبتكر هذه الأفكار الجديدة الرائعة، لمنحها فرصة للازدهار في مرحلة ما بعد الجائحة. أما الشيء المؤكد هو أن عالماً جديداً سيظهر في مرحلة ما بعد كوفيد، لذا فإن الأمر في أيدي شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمضي قدماً بالطريقة التي تعتمدها VAS Channel: من خلال التكيف مع تلك التغييرات، وتحديد الفرص واحتضان الأفكار الجديدة والمبتكرة من أجل قيادة القطاع إلى الأمام في هذا العصر الجديد.