Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

قد يكون الحديث عن الإنترنت الفضائي شبه خيالي في المرحلة السابقة أما الآن فيمكننا الإستعداد إلى شبكات خارقة السرعة مصدرها العالم الخارجي. لهذه الغاية تعمل شركات الفضاء على تطوير صواريخها ومشاريعها لتوفير الإنترنت الفضائي عالي السرعة لمختلف أجزاء الأرض.

 يقترب رؤساء شركات الفضاء من هدفهم وتشتد المنافسة بينهم، على الرغم من أن العديد منّا قد يغيب عنه الكثير من المعلومات المتعلّقة بإنترنت الفضاء وكيفيّة الاستفادة منه على أرض الواقع: فما هو إنترنت الفضاء؟ انه عبارة عن شبكات إنترنت مصدرها العالم الخارجي  أي الفضاء، يتوفر للناس عن طريق الأقمار الصناعية الصغيرة التي تتواجد في مدار قريب جداً من الأرض لتكوّن شبكة كبيرة بين بعضها وبالتالي تعمل على نقل الانترنت السريع!

 

الإنترنت الفضائي بمتناول اليد

ترتكز مشاريع الإنترنت الفضائي على توسيع هذه الشبكات الخارجية لتطال نطاقاً أوسع من الأرض وتصبح جاهزة للإستخدام الفعلي. في هذا الإطار، يشير أيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة الفضاء سبيس إكس، أن مشروع الإنترنت الفضائي أصبح جاهزاً للإستخدام بعد إطلاق أقمار "ستارلينك" الصناعية الأخيرة، على أن يتم إطلاق آلاف الأقمار الصناعية مستقبلياً تكون قادرة على إرسال النطاق العريض إلى 99% من العالم. 

وقد عملت شركة سبيس إكس على إرسال 60 قمراً صناعياً إلى مدار أرضي منخفض – أي بمسافة أقرب من الأقمار الصناعية الأخرى - خلال عام 2020 ليصل بذلك عدد الأقمار الصناعية المُرسلة إلى 800.

بالاضافة إلى ذلك، أشار ماسك الى أنه بعد إطلاق هذه الأقمار الصناعية ووصولها إلى موقعها المستهدف، ستتمكّن شركة الفضاء من طرح نسخة تجريبية واسعة تصل إلى الولايات المتحدة وربّما كندا. وقد وفّرت شبكة ستارلينك التجريبية إلى الولايات المتحدة خدمة إنترنت سريعة عند الحالات الطارئة.

 

ماذا عن سرعة خدمة الأقمار؟

ما إن أطلق أيلون ماسك الصاروخ الأول من شركة سبيس اكس عام 2019، حاملاً معه 60 قمراً صناعياً لتأمين الانترنت الفضائي السريع، تحوّل إنترنت الفضاء من فكرة خيالية إلى مشروع واقعي.

إنطلاقاً من ذلك، يعمل ماسك على إطلاق نحو 12 قمراً صناعياً خلال السنوات المقبلة بهدف تقديم الخدمة السريعة بمعدل تأخير Latency  يصل إلى 3 ملي ثانية متوفرة لنحو 3.5 مليار نسمة  من كل المناطق على هذه الأرض حتى النائية منها التي تعاني من خدمة بطيئة في الانترنت.

على الخط نفسه، يطرح مشروع "ستارلينك" أقماراً ستتواجد على مدارات قريبة من الأرض وموزّعة على 3 مجموعات: المجموعة الأولى 1440 قمراً، ترتفع 550 كلم فقط عن سطح الأرض، أما المجوعة الثانية فتتألف من 2825 قمراً صناعياً على بُعد 1110 كلم بينما المجموعة الثالثة والأخيرة فتتألف من 7500 قمراً صناعياً وترتفع على بُعد 340 كلم.

تٌعتبر المسافة التي تفصل هذه الأقمار والأرض قريبة جداً نسبةً لأقمار صناعية أخرى. هذا العامل سيساعد الأقمار الصناعية على تغطية مناطق معيّنة أثناء الحركة مما سيدعم سرعة الانترنت ويخفّض زمن الإستجابة.

 

إنترنت فضائي في منطقة العالم العربي!

بعد التعرّف على السرعة الخارقة التي يؤمّنها إنترنت الفضاء، لا بدّ من الإشارة إلى بعض الأمور الأساسية التي يجب توفّرها من أجل الحصول على هذه الخدمات. أولاً يتوجّب على المستخدم وضع صحن وجهاز إستقبال أو Receiver وتوجيهه إلى السماء لاستقبال موجات الأقمار الصناعية القريبة منه.

وبحسب تقرير نشرته وسائل إعلام بريطانية، أكّد مستخدمو خدمة إنترنت الفضاء أنها أسرع 95% من مزودي الانترنت المحليين كذلك تمكّنوا من تحميل العديد من الفيديوات والصور خلال ثوان معدودة من دون الانتظار. وفقاً للمعلومات، تصل سرعة الانترنت الفضائي إلى 150 ميغابايت في الثانية بزمن إستجابة قصير يتراوح بين 20 و40 ميل / الثانية. 

في هذا الاطار، تشير الدراسات إلى إقبال شعوب العالم العربي على إعتماد الانترنت وهنا نذكر مصر، المملكة العربية السعودية، الامارات، الجزائر التي تُعتبر من أكثر البلدان حاجةً للانترنت نظراً لعدد سكانها وخدماتها الرقمية. مقابل ذلك يأتي هدف ستارلينك بتوفير الانترنت في البلدان الشبيهة للتي ذكرناها أو أي دولة غير قادرة للوصول إلى الانترنت.

 

مَن الفائز بحرب إنترنت الفضاء ستارلينك أو أمازون؟

يتنافس كل من أمازون وستارلينك لثبيت مكانتهما وإبراز خدماتهما لتوفير أفضل خدمة من إنترنت الفضاء، حيث أن عدد الٌأقمار الموجودة حالياً التابعة لستار ينك تبلغ 1440 قمراً في حين أن شركة أمازون لا يوجد لها أقمار صناعية بعد. 

وبحسب الأرقام تُخطط شركة ستارلينك لنشر نحو 12 ألف قمر صناعي بينما عدد الأقمار المخطط نشرها من قبل أمازون يبلغ عددها 3236 قمراً. وفي ما يتعلّق بسعر الاشتراك الشهري، يشير الرئيس التنفيذي لشركة ستارلينك إلى الهدف الأساس وهو تأمين الخدمة السريعة بسعر مدروس يُناسب الجميع حيث أن الاشتراك سيبلغ 99 دولاراً في الشهر، أما سعر الاشتراك الشهري مع أمازون فيصل إلى 400 دولار.

أما سرعة الانترنت فتتراوح بين 150 – 300 ميغابت في الثانية لأقمار ستارلينك في حين أن سرعة الانترنت المتوفرة من أمازون تصل إلى 400 ميغابت في الثانية.

وفي ما يتعلق بالايرادات المتوقعة لكل من الشركتين، فتبلغ 30 مليار دولار لستارلينك، بينما تسجّل 100 مليار دولار فقط لشركة أمازون.

 

تعديل بيئة سوق العمل إلى مرحلة أكثر إزدهاراً

يوفّر إنتشار الانترنت سرعة كبيرة في الخدمات حول العالم مما يعزّز إستمرارية الأعمال والقطاعات بوتيرة سريعة. وبعد تعدُّد إحتياجات الانسان الرقمية، يساعد الانترنت على رفع الإنتاجية وبالتالي تعزيز الاقتصاد ورفع الأرباح خصوصاً في القطاعات التي تدخل فيها التكنولوجيا والرقمنة إلى جانب تأمين فرص أكبر لمن يعملون عن بُعد.

على الخط نفسه، يدعم إنترنت الفضاء تصفّح المواقع الالكترونية وإنشاء الأعمال الحرة عبر المنصات أونلاين بالاضافة إلى تأمين التواصل عن بُعد بين أفراد المؤسسة الواحدة ونقل الأعمال والمشاريع إلى مراحل متقدمة جداً.

 

لم ينحصر مشروع إطلاق الأقمار الصناعية الداعمة للانترنت الفضائي بين شركتين فقط. إلى جانب أمازون وستارلينك فقد كان لغوغل، فيسبوك، وون ويب المدعومة من شركة إيرباص الفرنسية تجربة في مجال الصورايخ. كما لا بدّ من الاشارة إلى التكاليف الباهظة التي تتكبّدها هذه الشركات حيث أشار أيلون ماسك الى أن مشروع إطلاق الاقمار الصناعية سيكلّفه نحو 10 مليارات دولار على أمل تحقيق أرباح سنوية تُقدّر بثلاثين مليار دولار.

وبحسب المصادر، وصل حجم سوق الفضاء عام 2019 إلى 350 مليار دولار على أن يرتفع بحلول عام 2040 ليصل إلى 1 تريليون دولار. فبين الفضاء والأرض لم تعُد المسافة بعيدة إلى هذا الحدّ.