Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

فتكت الأزمة الصحيّة والإقتصادية بالعديد من المؤسسات والمنظّمات التي لم تتمكّن من الصمود طويلاً أمام هذا الكم من التحديات. وبينما العالم يشهد مرحلة إنتقالية سريعة، كانت بعض الشركات الأخرى قادرة على التكيّف مع الوضع والمضي قدماً نحو نظام جديد في العمل النظري والتطبيقي.

 بينما كان جزء من القطاعات يعاني بسبب تراجع الإيرادات والأرباح منذ بداية 2020 إلى 2021، تجاهل هؤلاء مدى الفوائد التي يمكن إستغلالها في الحلول الرقمية والتكنولوجية من خلال مختلف منصات التواصل الاجتماعي التي نقضي معها معظم أوقاتنا. ووفقاً للإحصاءات هناك 50% من الشركات الصغيرة التي لم تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي لتسويق منتجاتها فكانت خسائرها أكثر من الشركات التي تعاملت مع الأزمة باستخدام هذه المنصات. فبين ارتفاع عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة المنصات الرقمية فُرض إستخدام الانترنت بشكل أكبر ليرتبط نجاح أي شركة بمدى نشاطها على المواقع الاكترونية والتواصل الاجتماعي.

 

واقع التسويق الرقمي بعد العام 2021

لا شكّ أن إنتشار الجائحة فرض واقعاً جديداً على جميع الدول وكذلك على طريقة إستخدام شبكات التواصل. بحسب الأرقام التي أشار إليها موقع datareportal.com  وفقاً لإحصاءات التسويق الرقمي حول العالم، إرتفع عدد مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي إلى 4.2 مليارات مستخدم خلال شهر يناير 2021 ليحقق بذلك نمواً بنسبة 13% مقارنةً بالفترة نفسها من العام 2020. كذلك الوضع بالنسبة لمستخدمي الهواتف المحمولة الذين بلغ عددهم 5.22 مليارات وأكثر حول العالم.

على ضوء ذلك، بات من الضروري الأخذ بالاعتبار وجود الحلول التكنولوجية والأجهزة الذكية لإنجاز أي من الأعمال وتوجّه الشركات إلى الاستثمار بصفحاتها أونلاين ودعم حملاتها التسويقية والإعلانية على مواقع التواصل الاجتماعي لضمان إستمراريتها من جهة ومواكبة رغبة المستخدم بالحصول  على كل ما يريده عبر الانترنت.

 

الإتجاه الأمثل لاعتماد التسويق الرقمي ونشر المحتوى الجيّد

لا يقتصر النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي بمشاركة صور أو محتوى جيّد فقط، بل يجب أن يستهدف هذا المحتوى الجمهور الصحيح.  في هذا الإطار، هناك بعض الاستراتيجيات والقواعد العملية التي يمكن تطبيقها لتسويق جيّد على مواقع التواصل، فالخطط القديمة لم تعُد مجدية.

تؤكّد الإحصاءات الصادرة عن موقع datareportal.com أن نصف الاشخاص باتوا يمضون وقتاً أطول على مواقع التواصل ويعتمدون على الخدمات الشرائية أونلاين خصوصاً بعد انتشار الوباء أي بعد شهر يونيو - حزيران 2020. على ضوء ذلك، كان لا بدّ من إستجابة التجّار إلى الانقلاب الحاصل والتوجّه نحو إستراتيجية ناجحة تنقسم إلى ست خطوات.

تتمثّل الخطوة الأولى بإنشاء هوية موحّدة لموقعك الالكتروني أو الصفحة أو لحسابات إنستغرام وفيسبوك بشكل يشبه المحتوى والمنتجات التي تتم مشاركتها. هذه المنشورات ستعكس بالتالي صورة وهوية الشركة والمنتج بطريقة أوضح للجمهور والمتابعين. ويرى المتخصصون أن المنشورات التي تقوم على تخاطب المتابعين بشكل مباشر هي من أفضل الطرق لإيصال الرسالة .  

أما الخطوة الثانية، وهي إعتماد برامج إدارة المحتوى على المواقع الالكترونية تفُعدّ هذه الإستراتيجية من الأنجح حيث تسمح للمستثمر بإدارة المحتوى على كل الحسابات والمنصات من خلال جدولة المنشورات مسبقاً، كتابة وتقسيم المحتوى. هذه الاستراتيجية تضمن التفاعل الدائم بين الشركة والمتابعين من دون إنقطاع.

ثالثاً، يتطلّب من الشركة تحليل المنافسين وما يقدمونه ومقارنة الاستراتيجية التسويقية المعتمدة من قبلهم لمعرفة ما إذا كنت بحاجة لإعتمادها لتسويق منتجك على الانترنت أو عليك إعتماد خطط أكثر فعالية للعلامة التجارية.

كذلك من المهم دعم العلاقة بين الشركة والمتابعين من خلال تعزيز التفاعل عبر تنظيم المسابقات. تساعد هذه المسابقات على جذب عدد أكبر من المتابعين إلى الصفحة ونشر المنتج بشكل أوسع. وتعتبر أهم المسابقات هي التي يتم التعاون بها مع أحد المؤثرين أو مع وجه معروف على مواقع التواصل.

الخطوة الخامسة والأهم هي تحديد الجمهور المستهدف ومعرفة سلوكه. من المهم لأي شركة تريد أن تفعّل التسويق الرقمي لديها أن تركّز على نوعية الجمهور الذي تتجّه إليه لتلبي إحتياجاته. فإلى جانب المحتوى الجيّد، يجب معرفة الطريقة الأنسب للتواصل مع الجمهور (صورة أو ستوري)، ومعرفة الفئة العمرية التي ينتمون إليها. لهذه الغاية خصصت بعض التطبيقات جزءاً لتحديد هذه المعلومات عن متابعي الصفحة مثل google Analytics و Hubspot و FacebookInsights و  Instagram Insights.

أخيراً التركيز على المحتوى المرئي الذي يجذب المتابع 40 مرة أكثر من المحتوى النصي. كذلك مقاطع الفيديو التي تعتبر من أفضل الطرق لتسويق المنتج، فبحسب الارقام تشكّل مقاطع الفيديو عبر الانترنت 82% من إجمالي حركة مرور المستهلكين على الشبكة بحلول عام 2022.

 

التسويق الرقمي يغني سوق العمل وهذه المجالات المتاحة

يفتح التسويق عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي مجالات واسعة في سوق العمل. هذه الفرصة ستتيح للشباب والجيل الجديد إبراز مهاراتهم في قطاع التكنولوجيا واستراتيجيات التسويق "الحديث".  وبمجّرد العمل في التسويق الرقمي سيكون أمامك فرصة لتكون ضمن فريق العمل داخل المؤسسة  أو التعامل مع وكالة إعلانية حيث ستكون المجالات متنوعّة والمنتجات المطروحة كثيرة. والخيار الأنسب للكثيرين هو العمل الحر الذي يمكّنك من التعامل به مع عدّة شركات في وقت واحد والتنويع بالحملات التسويقية على المنصات.

أما عن الإختصاصات فبإمكانك أن تتولى إدارة المجتمع الالكتروني أو Moderator لتنسيق التواصل مع العملاء والمتابعين الذين يريدون الاستفسار أكثر عن المحتوى. إلى جانب ذلك يمكنك أن تصبح مسؤولاً عن تنفيذ وإدارة محتوى مختلف منصات التواصل الاجتماعي – Social Media Specialist.

كما باتت الشركات تلجأ إلى من يصنع لها المحتوى على صفحاتها الالكترونية لتحويل الفكرة إلى محتوى أوسع وهذا ما يتطلب Content Creator. بالاضافة إلى مسؤول تحليل للمنصات أو Social Media Analyst الذي يقوم بتحضير التقارير ومراقبة تفاعل المتابعين مع الحملات الإعلانية. كذلك بإمكانك أن تتولى منصب مدير منصات التواصل الاجتماعي أو Social Media Manager  الذي يتطلب منه وضع إستراتيجية التسويق الرقمي وتوزيع الأدوار على فريق العمل المتخصّص.

 

الشرق الأوسط يأخذ حصّته من حملات التسويق الرقمية

إنطلقت شركات منطقة الشرق الأوسط في مجال التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي لتحقق أرباحاً طائلة سنة تلوى الأخرى. واختبرت هذه الأخيرة حملات إعلانية متنوعّة تطوّرت مع الوقت لترضي العملاء من خلال الترويج الجيد وحسن إختيار المحتوى المناسب للجمهور المناسب. فبحسب الاحصاءات هناك نحو 40% من الأشخاص حول العالم تأثروا بوجوه معروفة على المنصات فقاموا باختبار خدمة ما أو شراء منتج معيّن عبر الانترنت بسببهم، حيث وصل سوق المؤثرين عام 2020 إلى 9.7 مليارات دولار.

مقابل ذلك، إرتفع عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لا سيّما منصة إنستغرام الذي وصل عدد مستخدميها إلى 500 مليون مستخدم نشطوا في تصفّح القصص أو stories، وفقاً لموقع ستاتيستا.    

 

الإيجابيات خلف إعتماد التسويق على السوشيل ميديا

بعد تناول أهم الاستراتيجيات العملية التي يجب تطبيقها لعام 2021 هناك الكثير من الفوائد لاعتماد التسويق الرقمي على المنصات أونلاين. فمن الناحية المالية، لن تحتاج الشركة أو الفرد إلى رأس مال كبير بل الكلفة هنا منخفضة. إلى جانب ذلك، ستتيح المنصات الالكترونية للشركة أن تعرّف عن ذاتها وتنشر محتواها الذي سيصل إلى عدد أكبر من المتابعين محلياً وعالمياً وبالتالي بناء علاقة متينة وآمنة التواصل بين الشركة والعميل.

 

الوقت والابتكار هما العنصران الأساسيان لتنظيم خطة عملية واستراتيجية واضحة للتسويق على المنصات أونلاين، في حين أن أكثر من 91% من المسوقين صرّحوا بأن جهودهم في مجال التسويق إرتكزت على تخصيص الوقت الكافي في اليوم لمتابعة الصفحات الالكترونية مما أدى إلى زيادة إنتشارهم ووصول علامتهم التجارية أسرع إلى الجمهور.