Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

فرضت الظروف التي يواجهها العالم تغيير الكثير من الحياة التقليدية لتصبح أكثر ذكاءً وسرعة. إلا أن هذه التغييرات لن تُطبّق فقط خلال الفترة الراهنة بل ستواكبنا حتى للمرحلة المقبلة أي ما بعد إنتهاء الجائحة. ومن أهم العناصر التي ساهمت باستمرار النشاطات دون إنقطاع كانت تطبيقات المؤتمرات الافتراضية التي شكّلت شريان الحياة طيلة عام 2020 وما زالت كذلك حتى اليوم.

 على الرغم من تعددها، قد تتشابه تطبيقات المؤتمرات الافتراضية إلى حدّ ما مع العلم أن الشركات التكنولوجية تعمل كل ما بوسعها للتميّز في هذا المجال. فما الفرق بين تطبيق زووم أو "غوغل ميت" أو "مايكروسوفت تيمز"؟ تعليقاً على ذلك، يشير بعض الخبراء التقنيين الى ضرورة المضي بالافكار الجديدة لتقديم محتوى مبتكر ومختلف عن سائر التطبيقات. فتجربة كورونا أكّدت ضرورة التطوّر في هذه التطبيقات لتصبح ممتعة أكثر وعلى قدر تطلعات المستخدم. من ناحية أخرى، لا يمكن أن ننكر الأرباح التي جنتها بعض هذه التطبيقات وأهمها تطبيق زووم.

  

أرباح طائلة لأشهر تطبيقات المؤتمرات الافتراضية

شهد تطبيق المؤتمرات الافتراضية زووم أرباحاً طائلة جراء انتشار وباء كورونا. فبعد التزام ثلث سكان العالم منازلهم ومتابعة أعمالهم عن بُعد، إرتفع سهم تطبيق زووم 500% ليشكل بذلك نتائج غير مسبوقة ما بين أعوام 2019 ،2020 و2021.

فبعدما كانت إيرادات التطبيق عام 2019 تسجّل فقط 0.63 مليار دولار، إرتفعت في العام 2020 لتصل إلى 2.65 مليار دولار. أما بالنسبة لأعداد المستخدمين فارتفعت بدورها من 10 ملايين مستخدم عام 2019 إلى أكثر من 300 مليون عام 2020.

 

كوفيد-19 يرفع زووم إلى مرحلة متقدمة

وفي وقت أرخى كوفيد-19 بظلاله على العديد من المؤسسات والشركات الخاصة والعامة التي عانت منذ ظهور الجائحة بسبب إجراءات الإغلاق التام، كان تطبيق زووم بعكس التيار حيث أطاح بالكثير من التطبيقات المنافسة له؛ فبعدما بلغت قيمته السوقية عام 2019، 18 مليار دولار وصلت في شهر مارس عام 2020 إلى 108 مليارات  دولار.

على خلفيّة الأرباح الهائلة التي حققها التطبيق في أقل من 3 سنوات، إنعكس ذلك بطبيعة الحال على ثروة إيريك يوان، المدير التنفيذي لـزووم. فقد بلغت ثروة يوان عام 2019/ 3.6 مليارات دولار لتصل خلال شهر مارس 2020 إلى 18 مليار  دولار.

 

ماذا بعد خدمة الفيديو الإفتراضي؟ 

بعد الانتشار العالمي الذي عرفه زووم لن تقتصر خدمات الشركة على المؤتمرات والفيديو الافتراضي، بل تتطلع زووم إلى توسيع نطاق عملها وتطوير خدمة البريد الالكتروني. وفي هذا الاطار، بدأت زووم المرحلة الاختبارية للخدمة على أن يتم طرحها خلال عام 2021.

على الخط نفسه، تبيّن أحدث التقارير عمل هذه التطبيقات على تطوير خدماتها أكثر من مجرّد جمع عدد من الأشخاص بإجتماع واحد، حيث طوّر تطبيق زووم سياسة الخصوصية لديه لحماية بيانات كل مستخدم. وبدوره طرح تطبيق "مايكروسوفت تيمز" ميزة جديدة تسمح بوضع خلفيات إفتراضية مبتكرة لأماكن متعددة أثناء إنعقاد الاجتماع.

كذلك تعمل شركة "Spatial" على دمج الفيديو بالعالم الافتراضي تماماً مثل الألعاب الالكترونية.

 

عناصر تفتقر إليها تطبيقات المؤتمرات وتحدّ من جودة خدماتها

بعد الجهود التي تبذلها شركات التكنولوجيا من أجل تحسين أدائها وتطوير خدماتها، يأتي تقييم التقنيين لتسليط الضوء على بعض النواقص التي لا تعمتدها تطبيقات مؤتمرات الفيديو مما يجعلها تقع في فخ التكرار وعدم التميّز. تتشابه هذه التطبيقات إلى درجة كبيرة إن كان من حيث تصميمها، حجمها وسعتها لاستيعاب أعداد المشاركين في إجتماع واحد.

يمكن أن تكون هذه المعايير هي الافضل من ناحية المستخدم لكن الأكيد أنه بالإمكان تحسين عملية التواصل الافتراضية بعد.

لا يقتصر الأمر على ذلك، بل من المهم أيضاً الاهتمام بنوعية الشبكة اللاسلكية المعتمدة والأجهزة الذكية التي يمكن تشغيل التطبيقات عبرها.

 

 

هل نودّع الاجتماعات الحضورية إلى الأبد؟

ليس من الضروري أن تكون المؤتمرات الافتراضية هي الأحب على قلب المستخدم بقدر ما هي الحل الوحيد المتوفر أمامه لاستكمال الأعمال عن بُعد. إلى جانب ذلك، توسّعت الأهداف لاستخدام تطبيقات المؤتمرات الافتراضية ليس فقط للعمل وحسب بل للتعلم والترفيه وحتى لخدمة القطاع الصحي ومتابعة العلاجات عن بُعد.

بعيداً عن المعارضين لعالم الرقمنة والتطبيقات المذكورة، إلا أنه قد يجد البعض أن الاجتماعات أونلاين توفّر المال والجهد والوقت وهي مناسبة أكثر لكل شخص ملمَ بالتقنيات التكنولوجية. بينما البعض الآخر يرى أن المؤتمرات الافتراضية تمنع التواصل المباشر الأكثر فعالية على حدّ تعبيرهم.

لا بدّ من الاشارة إلى سلسلة العوائق التي يواجهها المستخدم حالياً مع إتصاله بالانترنت. يرتبط نجاح كل التطبيقات الذكية بسرعة شبكة الانترنت الذي يتم الاتصال بها. ففي حال لم تؤمّن البنية التحتية الرقمية القادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من المستخدمين فهذا سيعيق بالتالي جودة المؤتمرات الافتراضية وغيرها من التطبيقات والخدمات أونلاين.