Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

 تأخذ خدمات الرعاية الصحية عن بُعد طابعاً جديداً لا سيّما تحت الظروف الصعبة التي فرضها الوباء على الجميع. على ضوء ذلك، تأتي شركات الاتصالات وعمالقة التقنية والتكنولوجيا لتقدم مشاريع عدّة بهدف تطوير القطاع الصحي، تسهيل عملية الاستشارات الطبية بين الأطباء والمريض وتوفير الخدمات الاستشفائية للجميع دون استثناء.

 بعدما كان مزودو ومشغلو خدمات الاتصالات يبتعدون عن فكرة الاستثمار أو التردد في الدخول الى القطاع الصحي، بسبب محدودية الآفاق المرتقبة في هذا الصدد، ها هم يبرهنون اليوم عن ثقتهم الكاملة في العلاجات عن بُعد. وبحسب تقرير IDC Health Insights، وُصف عام 2010 بـ"نقطة تحوّل" في استراتيجية الانتقال إلى السوق لمزودي خدمات الاتصالات، مع الاشارة إلى أن العديد من الشركات قد استلمت زمام الأمور وأعلنت عن مبادرات جديدة مخصصة لتقديم خدمات الرعاية الصحية عن بُعد. نتيجة لذلك، بدأ التوسّع بالأجهزة الذكية والبرمجيات السريعة على السحابة أو التي ترتكز على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وغيرها من الحلول التكنولوجية.

 

هواوي تطوّر برامجها في مجال الرعاية الصحية

أعلنت هواوي عن تنفيذ ثلاثة برامج للبحوث الصحية: إدارة ارتفاع ضغط الدم، مراقبة درجة حرارة الجسم أما البرنامج الثالث فيتعلق بأمراض القلب التاجية، على أن يتم دمجها مع مجموعة الأجهزة القابلة للارتداء – ساعات هواوي الذكية، النظارات والأربطة الذكية – التي تمتلك أكثر من 13 مركزاً بحثياً حول العالم تطوّر فيها الأبحاث والبرامج الصحية إلى جانب تصميم الأجهزة الذكية.

وتعليقاً منها على هذا المشروع، تشير هواوي إلى أن هذه الطريقة ستساعد المستخدم في متابعة وإدارة مخاوفه الصحية بصورة أفضل، لا سيّما الذين يعانون من أمراض مزمنة ومن كافة الأعمار. إلا أن تنفيذ هذا النوع من الأجهزة يتطلب القيام بالكثير من الأبحاث وتأمين التعاون الكافي بين الشركات المصنّعة للأجهزة الذكية التكنولوجية والقابلة للارتداء.

في هذا السياق قال رن تشنغفي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة هواوي: " نستثمر 20 مليار دولار أميركي في البحث والتطوير سنوياً، علّنا نجلب الأمل للآخرين تماماً مثلما فعلت الشركات الأوروبية والأميركية واليابانية والروسية الرائدة في هذا المجال".

تُمثّل هذه الخطوة مدى مغامرة هواوي ورغبتها في دخول كافة المجالات على الرغم من الضغوطات التي تواجهها مع السلطات الأميركية.

 

"زين" تُطلق منصة Zain Health لدعم العملاء

ضمن إطار سعيها لدعم الرعاية الصحية عن بُعد، أعلنت "زين"، مزود خدمات الاتصالات الرقمية في الكويت عن إطلاق منصة Zain Health وذلك بالتعاون مع شركة NXN . تسمح هذه المنصة لكل الأطباء بتتبع حالة المريض إفتراضياً أي عن بُعد من خلال الأجهزة الطبية الذكية وعبر استخدام المنصة التي تعتمد على تقنية إنترنت الاشياء.

وعن كيفية عمل المنصة، ترتكز Zain Health  على الأجهزة الطبية القابلة للارتداء والتي بإمكانها تحليل وقراءة المؤشرات الجسدية للمريض. تُعتبر هذه المبادرة من أهم المبادرات التي أطلقتها "زين" في ظل تفشي كوفيد-19 مما سهّل العمل بين الهيئات التمريضية والجهات الصحية والمريض الذي بات بإمكانه متابعة علاجه من المنزل بنقرة واحدة.

وعن إطلاق هذه المنصة، أعلنت "زين" أن Zain Health تأتي ضمن استراتيجية الشركة بتوسيع نطاق التحول الرقمي في الدولة خصوصاً في المجال الصحي. لهذه الغاية تعمل "زين" على تطوير حلولها التكنولوجية لتوفير خدمات متعددة وأكثر كفاءة.

وتشير "زين" إلى إمكانية المنصة بحفظ ملفات المريض ودمج سجله الطبي الالكتروني، إلى جانب توفير خدمة التراسل الفوري، تقييم وتقديم الاستشارات الطبية أونلاين، متابعة الأمراض المزمنة، التدريب والتشخيص ومتابعة الحالة عن بُعد.

 

"اتصالات" تعزز خدماتها المبتكرة لالتزام عملائها بالاجراءات

بدورها كان لشركة "اتصالات مصر" فرصة التعاون مع "فيزيتا" منصة الرعاية الصحية الرقمية في الشرق الأوسط وأفريقيا، بهدف تعزيز خدمات الرعاية الصحية عن بُعد.

وفي هذا السياق، أكدت اتصالات الاستراتيجية التي تعمل عليها من أجل تطوير الخدمات الطبية الرقمية المتوفرة للعملاء، حيث أن هذا التعاون سيساعدهم في الحصول على الاستشارات الطبية إما عبر الفيديو أو من خلال المكالمات الهاتفية على تطبيق فيزيتا، فبعد اليوم لا داعي لزيارة العيادة ومضيعة الوقت والانتظار.

من ناحية أخرى، يساهم هذا التعاون بخفض الازدحام في المستشفيات والعيادات حيث بات بإمكان المريض أن يحصل على الارشادات والتعليمات من طبيبه عن طريق المنصة التي تضم أكثر من 18 ألف طبيب و41 تخصصاً طبياً.

كذلك وقّعت شركة "اتصالات" اتفاقيات عدة لمساعدة مزودي الخدمات الصحية  في الامارات على تأمين التواصل الجيد بين المرضى والأطباء في الدولة وإمكانية إجراء الفحوصات العامة عن بُعد.

 

دمج خدمات الاتصالات والخدمات الصحية: فرصة لا تفّوّت

يعتبر المسؤولون في شركات الاتصالات أن الشراكات الاستراتيجية التي يقومون بها تهدف إلى تشكيل منصة طبية  تتوفر للجميع بدون شروط. من جهة أخرى تساهم هذه المذكرات في تحقيق رؤية شركات الاتصالات بتسريع التحول الرقمي ونقل القطاع الطبي إلى مرحلة متقدمة. كما تتيح الرعاية الصحية عن بُعد للمريض أن يتابع حياته بشكل طبيعي ويتجنًب خطر العدوى خلال هذه الفترة الحرجة.

وضمن سلسلة الايجابيات لا بدّ أن نذكر أن العلاجات عن بُعد توفّر مستويات رعاية عالية الجودة وبكلقة مدروسة حيث أن كل التكاليف غير الضرورية يتم إلغاؤها لتنحصر  فقط بفحوصات وتحاليل العلاج عن بُعد.

شركات التكنولوجيا تطوّر أجهزتها  لأهداف طبيّة

ترتفع  قيمة الطب الالكتروني حيث قدرت قيمة السوق العالمي للعلاج عن بُعد بـ 27.04 مليار دولار أميركي عام 2019 ومن المتوقع أن تصل إلى 171.81 مليار دولار أميركي بحلول عام 2026 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 37.2%.

نظراً لهذه الأرقام، تقوم شركة Alphabet Inc. الشركة الأم لغوغل بتطوير أجهزة قابلة للارتداء مزودة بأجهزة استشعار، مثل العدسات اللاصقة التي تراقب مستويات الغلوكوز في الجسم. بدورها شركة آبل التي تدعم مطوري التطبيقات التي تتعقب البيانات الصحية للمستهلكين، ومشاركة المعلومات مباشرة مع الأطباء. هذا بالاضافة إلى انها تساعد عشرات الشركات التكنولوجية الناشئة التي تطوّر برامجها مؤخراً لتؤمن الاتصال الدائم بين الطبيب والمريض دون أي عوائق.  

 

العوائق التي تقف بوجه الطب الافتراضي

إن الطريق نحو تطبيق نظام صحي سريع، ذكي ومتكامل لن تكون بهذه السهولة. صحيح أن المبادرات والاتفاقيات والابتكارات التي تنظمّها شركات الاتصالات والتكنولوجيا تكرّس أولاً تحقيق التحول الرقمي والحصول على رعاية صحية 100% عن بُعد إلا أن هناك بعض العوائق التي تتمثّل وفقاً لقدرة كل دولة.

هذا التحول يتطلب وجود بنية تحتية رقمية  قوية لاستيعاب النشاط المكثّف على شبكة الانترنت والقدرة على الاستجابة للمريض في الوقت الآني. كما يجب على الطاقم الطبي أن يوسّع ثقافته "التقنية" من ناحية استخدام الأجهزة والبرامج التكنولوجية واعتمادها ضمن العمل على مدار الساعة .