Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تُعوّل شركات الاتصالات والسيارات على سوق المركبات الذكيّة ذاتية القيادة التي يُرجّح أن تُهيمن على الأسواق العالمية والمحليّة خلال السنوات القليلة المقبلة. أما تكنولوجيا الجيل الخامس المنتظرة فلن توفّر سرعة فائقة بتنزيل البيانات فحسب، بل ستكون ضرورية لاعتمادها في السيارات ذاتية القيادة.

 

تتوسّع خدمات القيادة المستقلة مع ارتفاع عدد الاختبارات الميدانية للسيارات الذكية والكهربائية. يتم تجهيز المركبات الجديدة بمئات المستشعرات لربط كل معلومات السيارة - أحوال الطرق، الطقس، خدمات تقنية - عبر شبكة اتصالات من دون تدخّل بشري. على ضوء ذلك، تعتزم شركات الاتصالات اليوم استثمار ملايين الدولارات في تكنولوجيا القيادة الذاتية والسيارات الذكية مع ارتفاع حدّة المنافسة في عالم صناعة السيارات حول العالم.

 

سباق من نوع آخر بين شركات التكنولوجيا... والمنافسة في أوجّها

كثّفت شركات التكنولوجيا خططها لتطوير السيارات ذاتية القيادة الخاصة بها حيث أخذت علامات تجارية في مجال التكنولوجيا والاتصالات تُعلن عن تعاونها مع عمالقة السيارات لتوظيف خدماتها ضمن مركبات المستقبل.

في هذا الإطار، سبق أن أعلن عملاق التكنولوجيا مايكروسوفت عن شراكة استراتيجية طويلة الأمد، حيث قدّمت نحو ملياري دولار إلى جانب شركات "هوندا" و"جنرال موتورز" لشركة "كروز" المتخصّصة في السيارات ذاتية القيادة. تهدف هذه الإتفاقية إلى توسيع الأفق في صناعة المركبات الذكية لمضاعفة عدد السيارات الكهربائية المطروحة  في الأسواق.

بدورها، مددت إحدى الشركات التابعة لغوغل في الخريف الماضي خدماتها لسيارات الأجرة ذاتية القيادة. في غضون ذلك، يشير أحد الخبراء الى أن أبرز التحديات التي تواجه هذه التكنولوجيا هي مدى قدرة تعامل الناس مع أجهزة ذكية كتلك التي تتواجد في المركبات الذكية مع الأخذ بالاعتبار أن سوق المركبات الكهربائية وذاتية القيادة ستبلغ  نحو ألف مليار دولار خلال العقد المقبل.


هواوي تستثمر بالملايين في سوق المركبات الكهربائية

بعيداً عن صناعة الهواتف الذكية، تسعى شركة هواوي الصينية لإستثمار مليار دولار في تكنولوجيا القيادة الذاتية إلى جانب تطوير خططها مع أكبر الشركات في عامل السيارات.

وتعليقاً على هذه الخطوة، قال إريك شو، رئيس مجلس إدارة "هواوي" بالتناوب  لاحد المواقع الالكترونية ، إن تكنولوجيا هواوي للقيادة الذاتية تجاوزت كل التوقعات لتُصدّر هواوي أكبر المشاريع بأعمال السيارات الكهربائية  على أن تُنتج سيارات ذاتية القيادة تحت إسم الشركة الصينية.

هذا وقد أعلنت هواوي في وقت سابق خلال معرض شنغهاي للسيارات عن اتفاقيات مع ثلاث شركات سيارات صينية لتزويدها بنظام التشغيل الذكي للسيارات Huawei Inside في وقت تُرجّح الاحصاءات أن تشكل مبيعات السيارات الكهربائية 20%من إجمالي مبيعات السيارات السنوية في الصين بحلول عام 2025.

 

دبي الأولى بعد أميركا في تشغيل السيارات ذاتية القيادة بحلول عام 2023

سعياً منها إلى تحقيق رؤية دبي المستقبلية، تعمل هيئة الطرق والمواصلات في الإمارة على إقامة علاقات استراتيجية مع أهم شركات السيارات العالمية لتشغيل المركبات ذاتية القيادة في دبي إعتباراً من العام 2023 ليصل عددها إلى 4000 سيارة.

على هذا الخط، أوضح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أن دبي ستكون المقرّ الأول خارج أميركا في تشغيل سيارات للتنقل الذاتي. وأضاف أن الهدف الأساس هو تحويل نحو 25% من إجمالي رحلات التنقل في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول عام 2023. إلى جانب ذلك، خفض تكاليف النقل بنحو 900 مليون درهم سنوياً بالاضافة إلى تحقيق العائدات الاقتصادية التي تُقدّر بـ18 مليار درهم سنوياً.

 

هل تعتمد المركبات الذاتية على الجيل الخامس أو الشبكات اللاسلكية "واي فاي"؟

 نظراً إلى تعدد الخدمات التي تحتويها السيارات ذاتية القيادة، يتطلّب ذلك سرعة في الاستجابة للعوامل الخارجية (الطرقات) ومعالجة البيانات بين المستشعرات على حواسب المركبة ذاتية القيادة بسرعة – أي ما يُعادل 2 مللي ثانية.

على ضوء ذلك، يرى بعض الخبراء في صناعة السيارات أن هذا النوع من المركبات لا يحتاج إلى الجيل الخامس بما أن خلال تطويرها تم استخدام شبكات الجيل الرابع والانترنت اللاسلكي "واي فاي".

مقابل هذه النظرية يُعارضها رئيس كوالكوم أوروبا معتبراً أن مستوى الاتصالات في المركبات ذاتية القيادة يتطلّب قوّة عالية وشبكات اتصال قوية كتلك التي تقدّمها شبكات الجيل الخامس.

 

مركبات ذكية غير آمنة... والذكاء الاصطناعي يحلّ المشكلة

تُعتبر السيارات ذاتية القيادة الأكثر عرضة للهجمات السيبرانية والاختراقات الالكترونية كونها متصلة بالانترنت إلى جانب وجود أنظمة متصلة بأطراف خارجية.

يشير الباحثون الى أن عملية الاختراق لا تُكلّف الكثير بل يكفي أن يصل المقرصن إلى نقطة ضعيفة من برمجة السيارة ليخترق النظام بأكمله. لذلك على المستخدم أن يدرك المؤشرات الأساسية التي تدل على وجود اختراق: السرعة المفاجئة، نفاد البطارية بسرعة.

ولتفادي أي مشكلة محتملة، طور فريق من الباحثين في جامعة ميونغ التقنية في ألمانيا تقنية جديدة قائمة على الذكاء الاصطناعي لتنبيه السيارات الذكية. ترتكز هذه التقنية على توجيه إنذارات مبكرة، قبل 7 ثوان من حدوث أي مشكلة  لا يمكن للسيارة أو تحلّها بنفسها؛ كل ذلك بفضل الذكاء الاصطناعي والاعتماد على البيانات التي يتم تسجيلها.

يقول أحد أعضاء الفريق أن هذه التقنية تُحسّن أنظمة القيادة الذاتية لتسهيل التعاطي مع السيارة الذكيّة وفهم نمط عملها. 

 

لا تزال المركبة الذكية، ذاتية القيادة أو الكهربائية  في مراحل مبكرة من التقييم النهائي. وها هي الدول تخطو خطوتها الأولى نحو هذه التكنولوجيا . فبعد الولايات المتحدة ودبي، أعلنت حكومة المملكة المتحدة أن الأنواع الأولى من السيارات ذاتية القيادة ستسير على الطرقات البريطانية بحلول نهاية العام الجاري وهي مجهزّة ببرامج آمنة وتمر في الممرات المخصصة لها.

 

تعِد هذه المركبات بالكثير حيث ستفتح المجال لفرص عمل جديدة كما من المرجح أن تنمو قيمة هذه  الصناعة لتبلغ 58 مليار دولار في بريطانيا بحلول عام 2035.  ويؤكّد الخبراء أنه بإمكان السائق أن يتواصل مع السيارة ويُرسل الرسائل النصيّة لتبليغها بمكان الزحمة أو لتغيير وجهتها. وفي حين تقود السيارة نفسها بنفسها، يتطلّب ذلك تشغيل مستشعرات عدّة ومستويات مختلفة لأتمتة السيارات ليتحكّم بها قائدها وفقاً لنوعية الطريق التي تسلكها المركبة.