Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

غيّرت شبكة الجيل الخامس معالم المجتمعات خصوصاً مع تطوّر تقنية إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي التي تبّنتها الشركات لتعزيز مستوى خدماتها. على ضوء ذلك تستعد دول الخليج لتطوير بنيتها التحتية لدعم الجيل الخامس على أراضيها  فتلعب دورها الرائد في مجال التكنولوجيا الرقمية.   

 

خطت دول الخليج شوطاً كبيراً في مسيرتها نحو التحوّل الرقمي لتصبح اليوم من بين رواد عالم الاتصال والتقنية. على الرغم من ذلك، لا تزال بعض الدول المجاورة تنقصها القدرات الكافية لتأمين شبكات الجيل التالي المتطوّرة على نطاق أوسع. ويُرجّح الخبراء أن يؤدي هذا التفاوت إلى شرخ كبير بين الدول الخليجية النامية تكنولوجياً وتلك التي قدرتها محدودة في هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

رؤية الخليج للسنوات المقبلة.. والمدن الذكية ضمن الأولوية

في إطار سعيها إلى التوسّع في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تضع دول الخليج جهدها لبناء رؤية تدعم من خلالها التطوّر الرقمي وتنوّع التقنيات التكنولوجية.

على رأس هذه الدول تأتي رؤية السعودية 2030  التي من أهدافها تصنيف المملكة السعودية من أفضل المدن في العالم، فالتقدّم في مؤشر الحكومات الالكترونية، رفع نسبة الناتج المحلي، وتحقيق التنمية على كافة المستويات في مختلف أنحاء المملكة.

كذلك الإمارات العربية المتحدة التي سبق أن أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "رؤية الإمارات 2021" منذ العام 2010  ويهدف من خلالها الى تطوير الطاقات والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في الإمارات لتكون أفضل مدن العالم خلال العام الجاري. على الخط نفسه، استثمرت أبوظبي في تطوير تقنيات الجيل الخامس بالاضافة إلى تبني الامارات مشاريع تدمج من خلالها الجيل الخامس بالبنية التحتية للبلاد.

وتسعى الامارات إلى إدخال المركبات ذاتية القيادة لتشكل 25% من جميع الرحلات في الامارات بحلول عام 2030. كما نذكر الهدف بتحويل المدن التقليدية إلى مدن ذكية، تأمين بنية تحتية رقمية  في المراكز والمؤسسات. هذا بالاضافة إلى تحديث البنية التحتية في الرياض والدوحة ودبي ومشاريع تطوير المدن لنشر شبكة الجيل الخامس فيها.

 

 

تعرّف على المدن مع أسرع خدمات الجيل الخامس

لاقت تجربة نشر شبكات الجيل الخامس تفاوتاً بين المدن الرائدة والمتمكّنة تكنولوجياً والمدن المتوسّطة إن من حيث السرعة أو الجودة. وبحسب البيانات التي نشرها موقع ستاتيستا، تتمتع كوريا الجنوبية بأسرع سرعات تنزيل للجيل الخامس بلغت 361 ميغابت في الثانية، تليها تايوان بمعدل 309.9 ميغابت في الثانية ثم الامارات بمعدل 269 ميغابت في الثانية.

ووفقاً لتحليل قياسات شبكات الجيل الخامس الذي أصدرته شركة الخرائط السلكية Opensignal تبيّن أن خدمات الجيل الخامس كانت أفضل في المدن الرائدة من المدن التي تتمتع بتقّدم تكنولوجي. في غضون ذلك، تحتل مدينة جيونجو المرتبة 16 بين أكبر مدن كوريا الجنوبية  التي تتمتع بأسرع سرعة جيل خامس. ويستفيد سكان المدينة بسرعة تنزيل تبلغ 415.6 ميغابت في الثانية أي أسرع 15% من متوسط السرعات في كوريا الجنوبية.

أما في المرتبة الثانية فتأتي مدينة هيسنتشو في تايوان بسرعة تنزيل تبلغ 360.1 ميغابت في الثانية. والجدير ذكره هو دخول المملكة العربية السعودية القائمة حيث احتلت الرياض المرتبة الثالثة بمعدل بلغ 317.3 ميغابت في الثانية.  

 

منطقة الشرق الأوسط على كامل استعدادها للجيل الجديد

بحسب تشارلز يانغ، رئيس هواوي في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الرغم من التحديات التي فرضها الوباء، تمكّنت دول منطقة الشرق الأوسط من توفير البنية التحتية الرقمية لتأمين شبكات الاتصالات اللازمة ونشر شبكات الجيل الخامس المتطوّرة.

واعتبر يانغ أن البنية التحتية للاتصالات ساهمت في تمكين قسم كبير من دول المنطقة بمواكبة ارتفاع الطلب على البيانات لا سيّما مع زيادة استخدام الانترنت للتسوق أونلاين، التعلم والعمل عن بُعد. على ضوء ذلك، ارتفع الاعتماد على التقنيات الرقمية بشكل يعادل ما تحقق خلال 5 سنوات. في غضون ذلك، أشار يانغ إلى ازدياد حجم البيانات التي يتم نقلها عبر شبكات الاتصالات في الشرق الأوسط لتصل إلى 40% خلال العام الجاري.

بدورها تعاونت هواوي مع العديد من المؤسسات والمنظمات من القطاع العام والخاص لتنمية المواهب في قطاع التقنية وتحقيق التحول الرقمي، إلى جانب تدريب الخبراء وتطوير المواهب في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات في الشرق الأوسط.

 

 

أثر كورونا على انتشار تقنية الجيل الخامس

أخّر الوباء مشاريع توسعة الجيل الخامس إلا أن انتشار الجيل الخامس على الصعيد العالمي بقي بوتيرة مستقرّة حيث كان الوسيلة الأساسية لمحاربة الوباء والحفاظ على التواصل الاجتماعي.

أما خلال فترات الاقفال التام، فتكثّفت المؤتمرات الافتراضية بين فرق العمل مما أظهر أهمية انتشار الجيل الخامس لتعزيز الاقتصاد، استمرار الأعمال والاستثمارات بما ينعكس إيجاباً على القطاعات كافة.

أما مزودو الخدمات، فعملوا على مساعدة الدول في المنطقة لنشر شبكات الجيل الخامس بطريقة أسرع والأهم مع الحفاظ على جودة عالية في الخدمات.

إنطلاقاً من هنا، يشير الخبراء إلى امتلاك منطقة الشرق الأوسط القدرات والتقنيات الرقمية المطلوبة لدعم الشبكة.

 

تهتم الشركات بتعزيز مشاريعها للاستفادة من خدمات الجيل الخامس ودمجها مع كافة القطاعات لتحقيق التحول الرقمي والارتقاء بحياة أفضل في البلاد. فبين عصر السرعة والسعي إلى مواكبة التغيّرات في التكنولوجيا سيستفيد المستخدم من حياة عصرية على كافة المستويات لتطوير أعماله ودعم الاتصال.