Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

في عصر تكنولوجي متقلّب وسريع التغيّر، تواكب المنطقة مرحلة جديدة من الابتكار والتحوّل في كافة القطاعات. مقابل ذلك، تظهر الهجمات الالكترونية التي تهدد الأمن السيبراني وبيانات المستخدمين نتيجة الانتقال إلى العمل الهجين واستخدام الانترنت المتزايد من دون احترام سياسة الخصوصية.

 

تحدد المملكة العربية السعودية أهدافها على ضوء رؤية المملكة 2030 وهي رؤية مستقبلية ترسم خططاً طويلة الأمد ترتقي بخدمات المؤسسات والمنظمات الحكومية والعامة. كما سبق أن اعلنت المملكة عن سلسلة من الشراكات التي تطمح للقيام بها إلى جانب مواصلة العمل على تسهيل الاستثمارات لتحسين بيئة الأعمال وتطوير القطاعات لا سيّما تلك المتعلّقة بمجال التقنية والتكنولوجيا.  وبحسب الخبراء يتجه المعنيون إلى إنشاء مراكز إلكترونية حديثة تحاكي المستقبل الرقمي  بالاضافة إلى  بناء المدن الذكية وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وانترنت الاشياء التي تُعد من العناصر الأساسية  لتحقيق ذلك بشكل أسرع.

 

السعودية تواجه التهديدات الالكترونية وقيمة سوق البيانات نحو 892 مليون دولار

أثّر هذا التحول ايجاباً على المملكة العربية السعودية وطوّر مكانتها بين الدول النامية تقنياً لتصبح صورة عن الدولة العربية المتقدمة في قطاع  تكنولوجيا المعلومات والاتصالات  من حيث التخطيط السليم وطرح الابتكارات وتشجيع الاستثمار في التقنيات الناشئة. إن التزام المملكة  بتحقيق التحول الرقمي عزّز الموارد المالية وزاد من ايرادات الشركات على مستوى المملكة والعالم. فمع هيمنة الاتصالات والانترنت اعتمدت غالبية الشركات السعودية الخدمات الرقمية  للعملاء مما عرّضها إلى الهجمات والتهديدات السيبرانية بشكل يومي لتصبح المسؤولية أكبر على عاتق المسؤولين والمدراء التنفيذيين للحفاظ على الأمن السيبراني وتحفيز فريق العمل لديهم على متابعة الممارسات الأمنية. 

خلال السنوات الماضية ومع ظهور وباء كوفيد-19، استُهدفت المنظمات والشركات السعودية في مختلف القطاعات بموجة واسعة من الهجمات السيبرانية، اذ تتحدّث التقارير عن حصول أكثرمن سبعة ملايين هجمة إلكترونية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام 2021 والتي صعّبت المهمّة أمام الشركات لكيفية حفاظها على أمن البيانات وتطوير فريق العمل لديها لمتابعة التطورات والتحديات المتمثلّة في هذا الاطار.

تعليقاً على ذلك يقول بعض الخبراء من شركات في منطقة الشرق الأوسط إن المملكة  تعمل على انشاء نظام متكامل يدمج تحليلات البيانات والنطاق العريض عالي السرعة،  يستجيب إلى الذكاء الاصطناعي ويعتمد حلولاً الذكية. من المتوقع أن يصل سوق البيانات والذكاء الاصطناعي  إلى نحو  892 مليون دولار أي بزيادة 32.6% سنوياً غن العام 2017.

 

تأهيل الخبراء المتخصصين في التقنية وتأسيس شركات خاصة بالذكاء الاصطناعي 

تستهدف السعودية المهارات الشابة في الدولة  وتعمل على تنظيم ورش العمل والأكاديميات الخاصة لتدريب المشاركين على التقنيات الذكية خصوصاَ وأن الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي تعتمد على القدرات البشرية والقوة العاملة. في غضون ذلك، يشير رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، إلى التركيز حالياً على تدريب نحو 25 ألف مختص وخبير على التقنيات المتطورة  ودعم قدراتهم في مجال الذكاء الاصطناعي. وسيكون هؤلاء الخبراء النواة للقدرة على إنشاء نحو 400 شركة بحلول العام 2030 على أمل أن يصل حجم الاستثمارات إلى 80 مليار ريال سعودي في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي.

 

ترتيب الدول في مستويات الاختراق الرقمي... والأوروبيون الأكثر عرضة لخروقات البيانات

أكثر من 4.5 مليارات شخص يستخدمون الانترنت حول العالم مع اتجاه نحو أكثر من نصف اجمالي السكان إلى اعتماد مواقع التواصل الاجتماعي بحلول منتصف العام الجاري. وبحسب التقارير الأخيرة، فإن هذا الاتجاه سيزيد نسبة الاختراقات الرقمية في العالم وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط التي تحمل نحو 70% من مستخدمي الانترنت عند 182.1 مليون مستخدم مع الأخذ  بالاعتبار تعرّض الدول العربية والخليجية إلى خطر الاختراق أكثر من غيرها.

وبحسب الدراسات فإن الدول التي أتت في أعلى مستويات الاختراق الرقمي للانترنت هي أيسلندا مع 99% كذلك الكويت، قطر، الامارات. 99% لبرمودا، الدنمارك، النرويج و97% لـ أوروبا ولوكسمبورغ.

أما ترتيب الدول في أدنى مستويات الاختراق الرقمي للانترنت فكانت كوريا الشمالية، جنوب السودان مع نسبة 8% فقط، أخيراً وسط أفريقيا مع وصول نسبة خطر اختراق الانترنت لديها إلى 14%.

على الخط نفسه، تصدر الهولنديون قائمة شعوب الاتحاد الاوروبي الأكثر عرضة لخروقات البيانات بعد رصد نحو 40.6 ألف حالة اختراق منذ العام 2018 حتى العام 2020. وأتت ألمانيا في المرتبة الثانية مع 37 ألف حالة اختراق لكل 100 ألف نسمة أما في المرتبة الثالثة فبريطانيا مع 22 ألف حالة اختراق.

 

 

 

 

انسجام رؤية السعودية 2030 مع تطلعات قطاع التكنولوجيا

تنسجم رؤية السعودية مع التطورات التي فرضها الوباء على قطاع التكنولوجيا والتقنية حيث تسعى من خلالها الحكومة السعودية الى إقامة العديد من المشاريع للانتقال إلى الاقتصاد الرقمي واعتماد الحلول الذكية لدعم الشركات والابتكارات الناشئة.

كما تهدف المملكة العربية السعودية الى أن تصبح بين أفضل دول العالم في التقنية وتنتقل إلى الحكومة الالكترونية مع توسيع خدماتها عبر الانترنت وتحسين جودة التواصل والاتصال افتراضياً.

تشمل هذه الخطة تطوير برامج التعليم والتوظيف والعمل عن بُعد، إتمام المعاملات الرسمية عبر الانترنت واصدار التراخيص الرسمية بكبسة زر. إلى جانب ذلك، تنطوي رؤية السعودية 2030 على دعم التجارة الالكترونية  لتسيطر على أكثر من 80% من قطاعات التجزئة في الدولة بحلول العام 2030.

أما الشركات داخل السعودية فتتوفّر أمامها الفرصة للاستفادة من أهداف رؤية 2030 لتطوير التكنولوجيا والاتصالات وتحسين بيئة الأعمال مع تغيير نمط الإدارة، الانتقال إلى العمل الهجين وتطوير مهارات الموظفين.

 

تسارع وتيرة الهجمات الرقمية على الرغم من تعهّد الشركات بحماية أمن البيانات

سرّعت جائحة كوفيد-19 وتيرة الهجمات الرقمية عالمياً مع تعدد أنواع البرامج الضارة والبرمجيات الخبيثة. على هذا الخط، رصدت الوكالة الوطنية للأمن السيبراني الرسائل الالكترونية الاحتيالية التي تظهر وكأنها تابعة لجهات رسمية لتعطي معلومات مغلوطة حول الجائحة وكيفية محاربة الفيروس.

وتلفت الوكالة الوطنية  للأمن السيبراني القطرية إلى استغلال المخترقين الأزمة الصحية لجذب المستخدمين وايقاع أكبر عدد ممكن منهم في الفخ للاستيلاء على بياناتهم عبر الانترنت. لذلك، ترى الوكالة أنه من الضروري تفعيل برامج الحماية وتحديثها لدى الأفراد والشركات للتصدي للهجمات خصوصاً مع توجه المجتمع إلى اعتماد العمل عن بُعد.

وبينما تتعهد العديد من الشركات التكنولوجية بحماية البيانات إلا أن الكثير منها فشل بتحقيق ذلك مع وجود ثغرات في برامجها الرقمية. وفي وقت تملك فيه هذه الشركات القدرة على تخزين سعة ضخمة من البيانات، بإمكانها أن توظّفها لعمليات شخصية وتحقق أرباحاً طائلة حيال ذلك. 

 

تُعد منطقة الشرق الأوسط والدول الخليجية من أبرز الدول التي تهدف إلى تعزيز قدراتها التقنية والبشرية في خدمة القطاعات الرقمية والتكنولوجية. كما تسعى إلى تحسين الأعمال وتطوير الاستثمارات لجذب اليد العاملة الشابة الملمّة في هذا المجال. وها هي السعودية تطرح رؤيتها المستقبلية لتكون في صدارة مشهد التحول الرقمي على مدى السنوات القليلة المقبلة.