Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تتسابق الدول الكبرى على اطلاق المميّزات التكنولوجية الخاصة بها  لتزيد رصيدها المالي وتجذب الاستثمارات والشركات الناشئة إليها. وعلى الرغم من الركود الاقتصادي والاجتماعي الذي خلّفه الوباء، بقيت الانجازات التكنولوجية تلقى صداها فزادت الأعمال وارتفعت نسبة براءات الاختراع عالمياً.

 

شهدت الصين خلال السنوات الأخيرة مرحلة صعبة على صعيد القطاعين الصحي والاقتصادي مع بدء تفشي الوباء من عاصمتها وصولاً إلى فرض الولايات المتحدة العقوبات على شركاتها. هذه العوائق لم تحد من نشاط الصين بل حفّزت عمالقة التكنولوجيا لديها على المثابرة لتحقيق الرؤية المستقبلية التي تدفع البلاد نحو الازدهار عالمياً. من هنا تصدرت الشركات الصينية السباق العالمي في التقنية لتأخذ الصين الحصة الأكبر من براءات الاختراع لتقنيات الجيلين الخامس والسادس إلا أن العقوبات الأميركية والضغوط التي فُرضت عليها أثرت سلباً بالاضافة الى عدم ثقة الشركات للاستثمار في الصين.

 

الصين تسيطر على الصين مع شبكات الجيلين الخامس والسادس

على الرغم من تداعيات كورونا على كافة المستويات إلا أن عدد براءات الاختراع ارتفع دولياً بشكل ملحوظ خلال العام 2020. وبحسب معهد الابداع السيبراني - cyber creative institute، تصدّرت الصين القائمة مع أكبر حصّة من اجمالي براءات الاختراع لتقنية الجيل السادس مع 40.3% و38% لتقنية الجيل الخامس. هذا وقد سجّلت الصين وحدها 68 ألفاً و720 براءة اختراع لترتفع النسبة إلى 16.1% مقارنةً مع العام 2019. اما الولايات المتحدة فاحتلت المرتبة الثانية مع 35.2% لتقنية الجيل السادس و17.8% لتقنية الجيل الخامس. أما اليابان فكانت حصتها من اجمالي براءات الاختراع 9.9% لشبكات الجيل السادس و7.5% لشبكات الجيل الخامس. أوروبا أخذت 8.9% من اجمالي براءات الاختراع لتقنية الجيل السادس و13.4% لشبكات الجيل الخامس، بينما كوريا الجنوبية كانت حصتها من براءات الاختراع 4.2% لتقنية الجيل السادس و16.7% لتقنية الجيل الخامس.

لم تكن وحدها الصين المتفوقة في براءات الاختراع حيث يشير المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، دارين تانغ،الى ان ارتفاع طلبات براءات الاختراع توسع ليصل إلى مختلف منطقة آسيا وصولاً إلى سينغافروة، ماليزيا وكوريا الجنوبية التي ارتفعت طلبات الاختراع لديها مقارنةً مع الفترة السابقة.

انحصرت طلبات تسجيل براءات الاختراع بالابتكارات في قطاعات التكنولوجيا الطبية، أشباه الموصلات، الحوسبة وقطاع الاتصالات.

 

هواوي: أكثر من 3 آلاف براءة اختراع مُعلنة للجيل الخامس

أعلن العملاق الصيني هواوي أنه يمتلك أكثرمن 100 ألف براءة اختراع في أكثر من 40 ألف فئة براءة اختراع في العالم متحديةاً بذلك كل العقوبات والضغوطات التي فرضت عليه من قبل الولايات المتحدة . وبحسب الشركة، فإن حوالى 18,3% من براءات اختراع هواوي تعود لشبكات الجيل الخامس وهي تُعد براءة اختراع أساسية للاستخدام.

هذا وأعلنت هواوي سابقاً عن رغبتها في السماح للشركات المصنّعة للهواتف الذكية باستخدام شبكات الجيل الخامس التي تمتلك هي براءة اختراعها مع العلم أنها تملك العدد الأكبر من براءات الاختراع لتكنولوجيا الجيل الخامس عالمياً.

إلى جانب ذلك، يسعى العملاق الصيني الى نشر نموذج ترخيص استخدام الجيل الخامس  الذي يهدف من خلاله الى منح صناعة معدات الاتصالات والهواتف المحمولة  تكلفة  دقيقة أكثر.

 

استمرار الصراع الصيني – الأميركي والشركات تستعد للمنافسة

يستمر الصراع بين الصين والولايات المتحدة للسيطرة على الجيل الخامس وشبكات الاتصال الجديدة، فيعتمد كل منها على براءات الاختراع التي يمتلكها لمنافسة الأسواق العالمية. ففي وقت تحصّن الصين نفسها جيداً، سارعت الولايات المتحدة إلى خلق برمجيات خاصة بها لتتميّزها عن الصين.

حسب تقرير أعدته مجموعة "ديلورو" لأبحاث البنية التحتية، بلغ سوق شبكات الاتصالات اللاسلكية العالمية 90 مليار دولار على أن ينمو خلال العام 2022 بين 3 و 5% ويتراجع عن 7% عام 2019، ويعود ذلك إلى انتشار كورونا وتأثيره على سلاسل الإمداد العالمية.

وكانت للولايات المتحدة مبادرات قامت بها مع ارتفاع عدد براءات الاختراع والابتكارات التي أطلقتها الصين حيث قامت بمناورة البرمجيات ذات المصادر المفتوحة لتختلف بذلك عن الصين. هذا وقد أعلن البيت الأبيض في وقت سابق أنه تم اتفاق بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الياباني، سوجا يوشيهيدي على التعاون بين البلدين بهدف تعزيز الجيل الخامس ودعم الابتكارات الرقمية والمزودين في هذا المجال.

 

العالم العربي يتقدم بطلبات براءة الاختراع

في عصر تهيمن فيه الابتكارات التكنولوجيا الحديثة تتحدّد على ضوء ذلك الاتجاهات التي ستسلكها الدول حيال هذا التحول خلال السنوات المقبلة. من جهتهم، يرى الخبراء الاقتصاديون أن كورونا ليس السبب الوحيد خلف هذا الارتفاع بعدد طلبات الاختراع لكنه من العناصر الأساسية التي سرّعت ذلك على صعيد الدول العربية والغربية.

وكما برزت الصين باصدار طلبات لبراءات الاختراع الخاصة بها، حددت الولايات المتحدة الدول التي برزت أيضاً في هذا المجال مع ارتفاع عدد الطلبات لديها بشكل ملحوظ. من بين هذه الدول، البرازيل، تشيلي والمملكة العربية السعودية التي ملأت نحو 952 طلباً لبراءات الاختراع خلال العام 2020 مسجلة بذلك ارتفاعاً بنسبة 73%.

من المرجّح أن يرتفع عدد طلبات الاختراع خلال العام 2021 لتظهر أمامنا تأثيرات الوباء المباشرة وغير المباشرة في مجال الاتصالات، التقنية والتكنولوجيا. فعلى الرغم من الحصار الأميركي وصلت عائدات هواوي مثلاً عام 2020 إلى 136.7 ملياراً كما توسّع الشركة أبحاثها واستثماراتها في عمليات الابتكار الرقمي.