Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

ويب 3.0، المعروف أيضاً بشبكة الاتصالات اللامركزية - الجيل الثالث، هو المرحلة التالية التي وصلت إليها شبكة الويب العالمية. يوفر هذا الجيل شبكة ويب دلالية تعتمد على البيانات اللامركزية بهدف تطوير تجربة أكثر ذكاءً وتواصلًاً  للمستخدمين.

 تُعد شبكة الويب التقليدية شبكة ثابتة غير قادرة على التكيّف مع الاحتياجات الفردية لكل شخص يقوم باستخدامها. بينما شبكة ويب 3.0  اللامركزية فهي أكثر ديناميكية وتفاعلية. من خلال تطبيق الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين، ستعيد تعريف تجربة الويب بالتغييرات الهيكلية لضمان التحول المرن عبر جميع جوانب الإنترنت.

يقوم ويب 3.0 بتخزين البيانات بشكل آمن وتوزيعها عبر عدّة أجهزة، مما يلغي الحاجة إلى الخوادم المركزية. يقلل مثل هذا التصميم من مخاطر تسرّب البيانات كونها لم تعد مخزنة مركزياً – وهذا ما يجعلها أكثر مرونة. بعد الانتقال من الويب 1.0 إلى ويب 2.0، لم يتم اعتماد شبكة الويب 3.0 بشكل تام من قبل كافة الشركات والأفراد لغاية اللحظة، فلا يزال الخبراء يطرحون العديد من التساؤلات حول مكانة الشبكة اللامركزية ومدى قدرتها على خدمة المستخدم. على ضوء ذلك، يتم تطوير الآلات والتقنيات التي بإمكانها أن تتبنى هذه الشبكة لا سيّما مع انتشار تقنيات البلوك تشين وإنترنت الأشياء والمنازل والأجهزة الذكية.

يرتكز عمل ويب 3.0 على الانترنت اللامركزي، الهواتف المحمولة، الذكاء الاصطناعي وتخزين البيانات ليسمح للشركات الصغيرة والكبيرة والأفراد التحكم ببياناتهم عبر شبكة لامركزية  دون الحاجة إلى طرف خارجي. هذا وتتميز شبكة ويب 3.0 بقدرتها على تزويد المستخدمين باتصال محسّن، توحيد الأنظمة بين كافة التطبيقات إلى جانب استخدام الواقع الافتراضي. هذه الخدمات وسواها توفر تداول المعلومات والتعاون بين المستخدمين مما سيزيد الاستثمارات في كافة القطاعات وازدهار الاقتصاد الرقمي عالمياً.

 

الويب 3.0 يستجيب لنمو حركة البيانات

لا يزال الجدل قائماً حول تعريف ومكانة الويب 3.0 وعلاقته بالعالم الرقمي؛ فهل مستقبل الانترنت مرتبط بالجيل الثالث من الشبكة اللامركزية؟. في وقت تتزايد فيه استخدامات الأجهزة الذكية والاتصال بالمواقع الالكترونية بات ضرورياً، يوفّر لك الجيل الجديد مساحة هائلة لنقل البيانات وتخزينها. بحسب الدراسات، ارتفعت حركة مرور بروتوكول الانترنت للمستهلكين ثلاثة أضعاف منذ العام 2017 بمعدل سنوي مركب بنسبة 27% وصولاً إلى العام 2022. في العام 2020 فقط، تم إنشاء 2.5 كوينتيليون بايت من البيانات يومياً، 40% منها آلياً. ويقدر الخبراء أنه بحلول العام 2025، سيكون هناك 152200 جهاز متصل بالانترنت في الدقيقة الواحدة.

يتميّز الويب 3.0 بلامركزيته مدعومة بتقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي والبلوك تشين مما يضمن التواصل الآمن بين الأفراد. إلى جانب ذلك، يحافظ العملاء على خصوصية بياناتهم والتحكم بها أو تداولها دون فقدان الملكية. كذلك يتيح الويب 3.0 للمستخدمين تسجيل الدخول إلى أي موقع إلكتروني من دون تعقب هوية الانترنت الخاصة بهم.

على الصعيد العالمي، تستفيد الدول من الويب 3.0 لأعمال أكثر مرونة وكفاءة. من السهل نسبياً تحديد الاختلافات بين ويب 1.0 وويب 2.0، إنما مع جيل الويب الثالث للانترنت فلم تُحدّد الاختلافات بوضوح غير أنه يسهّل العلاقة والتفاعل بين العملاء والمنصات الالكترونية.  

أما الشركات والمصانع فيمكن أن تُثبت أنشطة ريادة الأعمال والاستثمار في المستقبل من خلال الويب 3.0 وامتلاك البيانات عبر الأصول الرقمية المرمّزة. يتجاوز دور الويب 3.0 ذلك فعلياً بل هي تسمح بالتفاعل بنطاق عالٍ وربط البيانات مما يؤدي إلى ظهور أسواق جديدة بشكل جديد إلى جانب نماذج الأعمال المرتبطة بها.

 

إنترنت الأشياء وخدمات شبكات الاتصالات اللامركزية

تتوسّع تقنية إنترنت الأشياء على نطاق أكبر لتشمل مختلف أنواع الأجهزة والأنظمة وذلك بهدف  تطوير بيئة الأعمال بالإجمال. في هذا الخصوص، أنفقت الشركات العام الماضي أكثر من 16.5 مليار دولار  لربط أجهزتها بالانترنت وتزويد الآلات بتكنولوجيا إنترنت الأشياء.

هذا وتعتمد الشركات على بنية لامركزية كتلك التي يقدمها ويب 3.0 كونها تقدم برامج مفتوحة المصادر يمكن الوصول إليها من قبل المطورين وتنفيذها والتفاعل معها مع كل الأفراد حول العالم دون إذن من هيئة إدارية.

مع ظهور الكثير من التقنيات التكنولوجيا إلى جانب إنترنت الأشياء، برز ويب 3.0 أمام المستخدمين والشركات لاعتماد الآلات المدعومة به والتفاعل عبر شبكة اتصالات لامركزية. من الواضح أن ويب 3.0 يوفر اليوم مساحة كبيرة لمزودي الخدمات لابتكار المزيد من التطبيقات الجديدة مع الأخذ بالاعتبار الجودة والكفاءة والتجربة المميزة. قد يعتبر البعض أن إنترنت الأشياء والويب 3.0 لا يكملان بعضهما بل هما مختلفان من حيث طريقة تقديم المنصات وطريقة إزالة الحدود بين العالم والماضي والمحتوى الرقمي.

ومع ذلك، قد يحتاج الويب 3.0 إلى دعم التقنيات التكنولوجية ذات الصلة لتقديم المبادئ الأساسية للانفتاح والمشاركة الأوسع للبيانات. بهذه الحالة سيكون إنترنت الأشياء إحدى السمات الحاسمة في تطوير البنية التحتية للويب 3.0.

 

ويب 3.0 ينقل التبادلات بالعملات المشفرة إلى مرحلة جديدة

توسّع سوق العملات المشفرّة خلال السنوات القليلة الماضية مع تطوّر التكنولوجيا ورواج الاستثمارات في عالم ميتافيرس. أما العام 2022 فسيكون فرصة لانطلاق العملات المشفرة وتقنية البلوك تشين التي تدعم الشبكات اللامركزية مثل ويب 3.0.

بالاضافة إلى دعم العالم الافراضي، يمكّن الويب 3.0 وجود العملات الرقمية المشفرّة – غير قابلة  للاستبدال  NFTs. إن الهدف الأساس هو نفس المبادئ التي تحققها شبكة البلوك تشين للحفاظ على الأنظمة المعتمدة وضمان ثباتها. هذا ويقدّم الويب 3.0 آفاقاً نموذجية بعيدة عن العمل التقليدي لنمو الاقتصاد والمجتمع. وترى الشركات الناشئة سهولة أكبر لتداول العملات المشفرّة مما يعزز دور اللاعبين الأساسيين في توزيع هذه العملات خصوصاً وأن مستقبل العالم الرقمي يرتكز أساساً على هذا النوع من العملات.

من هنا، تُعد تقنية البلوك تشين  ركيزة أساسية للويب 3.0؛ يستفيد مطورو البرامج من الأمان والخصوصية المحسنين اللذين تقدمهما تقنية البلوك تشين لجذب مستخدمي الإنترنت. بإعتبار هذه التقنية شبكة لامركزية، فلا توجد نقطة تحكم واحدة يمكن اختراقها بسهولة. بالنسبة للويب 3.0، هذا يعني أن مواقع الويب الفردية والإنترنت بشكل عام، ستكون أكثر أمانًا لصد الهجمات السيبرانية. البلوك تشين وويب 3.0 معاً  سيسمحان بتداول وتعدين أفضل للعملات المشفرة.

 

تتجاوز موجات ويب 3.0 قدرات الأجيال السابقة مع ربط البيانات والشركات والآلات والأفراد بشبكة لامركزية آمنة. مع الشبكة الجديدة، يمكن للذكاء الاصطناعي الاستجابة إلى رغبات المستخدم وإلتقاط المعلومات بشكل مباشرمما يسمح لمعالجة الكلمات والصور في آن واحد. أما عن عالم الألعاب، فسيتيح الويب 3.0 أيضاً رسومات ثلاثية الأبعاد لتقّرب العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي. هذا وستتوفّر لديك الاعلانات، التطبيقات، البرامج، المواقع الالكترونية والبحث الفوري بطريقة أفضل من خلال التفاعل المباشر مع الأجهزة الذكية. إذاً ها نحن أمام مرحلة جديدة حيث سيغيّر الويب 3.0 عالم الانترنت ليكون نقطة فاصلة في الثورة الصناعية الرابعة مما يتطلب أنظمة جديدة تقودها الشركات المواكبة للتطورات.