Advertisement

Typography

 يطرح شارلز يانغ، الرئيس التنفيذي لشركة هواوي الشرق الأوسط أهمية الرقمنة ودور قطاع التكنولوجيا والمعلومات في إعادة بناء ودعم الاقتصاد ما بعد مرحلة الوباء وكيفية توفّر الحلول الرقمية للجميع لضمان الاتصال الدائم وعالم ذكي.

نعيش حالياً في أكثر مرحلة تحوّلية في هذا العقد. تمكّن كوفيد-19 من السيطرة على منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع بطريقة لم يشهدها سوى القلّة منا في حياته، حيث تم إغلاق المجتمعات حِرَفياً والحكومات فرضت الحجر المنزلي محاولةً الحد من إنتشار الوباء.

الآن، وفيما بدأنا نخرج شيئاً فشيئاً من مرحلة إنتشار الوباء والحياة بدأت تعود إلى طبيعتها جزئياً، بات من الواضح أهمية ودور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الحفاظ على الاتصال بين الناس، والأعمال والتلامذة  حتى خلال فترة الحجر، وهذا ما يهيّئ لإنشاء مجتمعات مستقبلية مستدامة في جميع أنحاء العالم.

وفي حديثنا مع شارلز يانغ، الرئيس التنفيذي لشركة هواوي الشرق الأوسط سلّطنا الضوء على دور قطاع التكنولوجيا والاتصالات خلال مرحلة ما بعد الوباء.

بحسب يانغ الذي يترأس هواوي الشرق الأوسط منذ أكثر من خمس سنوات: "كان للوباء تأثير مدمر في جميع أنحاء العالم، حيث تسبب في العديد من الوفيات ووجّه ضربة قوية للاقتصاد العالمي". مضيفاً: " لقد عدّل الوباء بشكل سريع واستثنائي  طريقة عيشنا وعملنا. وهنا استجاب  قطاع الاتصالات والتكنولوجيا لهذا الوباء بعدة طرق،  بدءًا من المساعدة في البحث لإيجاد لقاح إلى مراقبة المرضى، وتحديد وتوقع نسب العدوى، وبالطبع الحفاظ على الاتصال بين الناس خلال الأوقات الحرجة".

تم استخدام الحلول المرتكزة على قدرات الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والسحابة والجيل الخامس في جميع أنحاء المنطقة والعالم وذلك لمواجهة فيروس كورونا. من اختبار كوفيد-19 المعزز بالذكاء الاصطناعي في أبو ظبي إلى الأساور الذكية في البحرين التي تراقب تحركات الأشخاص في الحجر الصحي، كانت التطبيقات مطروحة بشكل واسع ومتنوع.

كما استُخدم الذكاء الاصطناعي لزيادة سرعة التشخيص في المستشفيات كذلك في البحث عن لقاح. وفي جهة أخرى من العالم، لعبت الروبوتات دورها في مساعدة وحماية الجسم الطبي العامل في الصفوف الأمامية في المستشفيات من تعرضه للمرضى المصابين بالفيروس، كما تم اللجوء إلى مراقبة الحشود لتحديد الأفراد الذين قد تظهر عليهم الأعراض، مثل درجة حرارة أعلى من المعتاد، حيث أثبتت أنظمة التتبع والتعقب نجاحها في العديد من البلدان.

المؤكّد أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ساعدنا في البقاء على تواصل في ظل إلتزام الحجر والتباعد الاجتماعي. في هذا الاطار أشار يانغ: " خلال فترة الحجر، كان على الشركات والمؤسسات التعليمية إيجاد طريقة ما للحفاظ على التواصل على مدار الساعة، أما الذين تمكنوا من الحفاظ على استمرارية العمل في هذه الظروف غير الاعتيادية هم من كانوا يتمتعون ببنى تحتية قوية سمحت بالانتقال للعمل عن بُعد، وتقليص وقت التوقف عن العمل ودعم الانتاجية. تمتلك دول مجلس التعاون الخليجي بعضاً من البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأكثر تقدماً، والتي مكّنت الشركات والمدارس والجامعات من تسريع مبادرات الرقمنة والتكيّف بشكل أسرع مع الظروف الوبائية".

 

أثبتت التكنولوجيا مكانتها الضرورية في المجتمع لا سيّما خلال هذه الفترة. وتأكيداً على ذلك، لجأت المستشفيات، المختبرات، مراكز الرعاية الصحية والأبحاث إلى التعاون مع خبراء التكنولوجيا والمعلومات لتسهيل الكثير من الأمور سوياً. كما يعتمد قطاع اللوجستيات على التكنولوجيا بشكل متزايد مثل ميناء الشحن الأكثر ازدحاماً في العالم، ميناء نينغبو- تشوشان في الصين، باستخدام  الجيل الخامس للتحكم عن بُعد في الرافعات الجسرية لتحقيق قدر ما يمكن من السلامة مع تقليل فرصة  تعطّل الأعمال.

إلى جانب ذلك، تم استخدام مزيج من الطائرات بدون طيار وتقنية الذكاء الاصطناعي في قطاع الكهرباء لفحص خطوط الطاقة دون الحاجة إلى وجود أشخاص في الموقع، وبالتالي زيادة الفعالية والحفاظ على التباعد الاجتماعي.

ولفت يانغ إلى أن التكنولوجيا  الرقمية تعتمد بشكل أكبر ضمن كل القطاعات ونتيجة لذلك ها هي الحكومات  تزيد استثماراتها لبناء البنية التحتية اللازمة لقطاع الاتصالات وتكنولجيا المعلومات  والقدرة على الاعتراف بها باعتبارها محركاً حيوياً لانعاش الاقتصاد بعد الوباء.

بصورة خاصة، تتسابق الدول على الاستثمار بشبكة الجيل الخامس مما سيوفر اندفاعاً هائلة نحو الرقمنة الصناعية الشاملة. ووفقًا لـيانغ، سيشكل قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأساس لتنمية الاقتصاد الرقمي ما سيدفع النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية في عالم ما بعد الوباء – حيث سيكون الجيل الخامس المحور الأساس في ذلك.

باعتبارها تقدمًا جديدًا في تكنولوجيا الشبكات، يدخل الجيل الخامس مرحلة تطوير جديدة. هناك 87 شبكة تجارية للجيل الخامس في جميع أنحاء العالم. وعلى وجه الخصوص، إن سوق الجيل الخامس من الأعمال  (B2B) هو أمر يجب على شركات الاتصالات اعتباره مصدراً جديداً للنمو. بحسب يانغ، هناك 49 نموذجاً صناعياً للجيل الخامس في الاستخدامات التجارية، والتي يمكن أن تدعم التطبيق واسع النطاق للجيل الخامس عبر مختلف القطاعات.

في هذا السياق، قال يانغ: " تتطور شبكة الجيل الخامس من تقنية قابلة للاستخدام فقط، إلى تقنية ممتعة - وسنرى قريباً أنها تنطلق في مجال الـ B2B مع استمرار التطور في هذا المجال".

وتابع مفسّرًا أهمية اختيار القطاع المناسب للتركيز عليه ودعمه بتقنية الجيل الخامس إلى جانب ضرورة الأخذ بالاعتبار ثلاثة عناصر للقيام بذلك:

  • أولاً، وجود عنصر الانجذاب للقطاع – بمعنى آخر مدى حاجة القطاع للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وتحديد ما إذا كان سوق تطبيقات الجيل الخامس كبيراً بما يكفي؛
  • ثانياً، القدرة التجارية. هل لهذا القطاع أرضية رقمية قوية؟ وهل الناس مستعدون للدفع مقابل خدمات الجيل الخامس؟
  • أخيراً، القدرة التقنية؛ وما إذا كانت حلول الجيل الخامس يمكنها تلبية مختلف احتياجات القطاع أم لا.

من وجهة نظر يانغ: " بعد الأخذ بالاعتبار هذه العناصر الثلاثة، بإمكاننا تحقيق خطوط خاصة ومربحة لأعمال الـB2B" أما القطاعات التي أوصى بها يانغ للاهتمام بها وتزويدها بالجيل الخامس فتشمل النفط والغاز وتقطيع الشبكة وقطاع المرافئ.

لكي يتم اعتمادها في مختلف القطاعات، يجب أن توفر شبكة الجيل  الخامس اتفاقيات مستوى خدمة مضمونة (SLAs) وتلبية الشبكة والتطبيقات بمختلف السيناريوات وذلك من خلال استخدام حوسبة متطورة وتقسيم الشبكة والسحابة والذكاء الاصطناعي.

لذلك، تحتاج شركات الاتصالات إلى النظر في أفضل السبل لبناء القدرات في التخطيط والبناء والصيانة والتحسين والعمليات التي تستهدف مجال الـ B2B، كتحسين قدرات تخطيط الشبكة المخصصة لاستهداف  مختلف بيئات الإنتاج. كما بجب الأخذ بالاعتبار الحاجة إلى تقديم الحلول والمنتجات لتلبية حاجات القطاع بما في ذلك مقاومة الغبار ومقاومة درجات الحرارة العالية والمقاومة للانفجار. بالاضافة إلى ذلك، تحتاج شركات الاتصالات إلى تطوير منصات  الخدمات والنظام البيئي وتوفير منتجات وخدمات موحدة ، وبناء نماذج أعمال قابلة للتطبيق.

وبالعودة  إلى يانغ يقول: "سيشهد إنشاء هذه القدرات نتائج ملموسة مع نشر الجيل الخامس على نطاق واسع في مجال الـ B2B، بدلاً من بقائه ضمن خانة التسويق. "يعتمد تطوير الجيل الخامس بشكل أساس على  الـB2B ومعايير الصناعة الموحدة" أما يانغ فهو سعيد للابلاغ عن أن التعاون عبر القطاع  جارٍ على قدم وساق، مع "إنشاء العديد من تحالفات النظم البيئية الصناعية التي تتعاون على المعايير".

كما تم الإعلان عن الإصدار 16 بصيغته النهائية خلال اجتماع مشروع شراكة الجيل الثالث (3GPP) في شهر يوليو من هذا العام. بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحسين المستمر للجيل الخامس من حيث النطاق الترددي العالي وزمن الوصول المنخفض، بالاضافة إلى أن الإصدار 16 يتضمّن معايير لقدرات الجيل الخامس الأساسية والجديدة للقطاعات المهمة.

وبإعتبارها مزوداً عالمياً رائداً للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومبتكراً عالمياً، طورت هواوي الأدوات اللازمة لبناء شبكات قوية - بما في ذلك شبكة الجيل الخامس- والأنظمة اللازمة لتعزيز القطاعات والاستفادة من الإمكانات الرقمية لتحقيق مكاسب اقتصادية.

ومع ذلك، وكما ذكر السيد يانغ، فإن هواوي تؤمن بما هو  أكثر من مجرد سباق نحو أفضل التقنيات المقبلة وأرقام المبيعات الرائعة؛ حيث تحمل الشركة مسؤولية استخدام قدراتها في مجال التكنولوجيا والابتكار لإحداث تأثير إيجابي على المجتمعات. ينعكس ذلك في رؤية هواوي ورسالتها، المتمثلة في "توفير الرقمنة لكل شخص ومنزل ومنظمة من أجل عالم ذكي متصل بالكامل".

"بإعتبارنا شركة تكنولوجيا معلومات واتصالات، يبقى من مسؤوليتنا استخدام التكنولوجيا، بالتعاون مع شركائنا والعملاء بمن فيهم الشركات، لتحقيق التأثير الايجابي في مجتمعنا"، قال يانغ.

"تتمثّل  رؤيتنا بمستقبل أكثر ارتباطًا وذكاءً وابتكاراً، كما نعتقد أيضًا أنه سيكون أكثر شمولاً واستدامة وأفضل للجميع. من أجل تحقيق ذلك، يجب بذل جهد مشترك، واعتماد تصميمات من الأعلى إلى الأسفل، بالإضافة إلى الإبداع والحيوية  من الأسفل إلى الأعلى".

وأضاف يانغ: "مع تراجع خطر كوفيد-19، وعودة فتح البلدان واستكمال حركتها الاقتصادية، بات الآن الوقت الأنسب للتركيز على قدرة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والرقمنة للمساعدة في نهوض الاقتصاد من جديد خصوصاً عبر رقمنة القطاع. على كل قطاع العمل بجهد لتحقيق التحول الرقمي بما أن التكنولوجيا قادرة على جلب فوائد عدة وضمان النمو".

وشرح يانغ كيف أصدر المنظمون في جميع أنحاء العالم سياسات داعمة للقطاعات، والتي ستقود نحو الاقتصاد الرقمي ونشر البنية التحتية الرقمية، لا سيما إطلاق الجيل الخامس. ففي ألمانيا، تم تطوير إرشادات جديدة تهدف إلى فتح مرافق حضرية لمواقع الجيل الخامس، بينما في العاصمة النمسوية، فيينا، تخطط الحكومة لتقديم دعم بقيمة 27000 يورو لكل موقع للجيل الخامس، مما يشجع على إطلاق خدمات هذه الشبكة. أما في المملكة المتحدة فيتم الترويج للنطاق العريض للألياف لضمان وصولها  إلى كل المباني الجديدة.

وفي هذا السياق يقول يانغ: " إن سياسات كهذه تساهم بتطوير البنية التحتية، بالإضافة إلى التحضير لإعادة نهوض الاقتصاد. علينا أن نشجّع على القيام بكل الجهود الجماعية المطلوبة لدعم النظام البيئي لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات".

تؤمن هواوي بالنهج التعاوني للرقمنة على نطاق واسع. فتدافع الشركة عن الأنظمة البيئية المفتوحة. كما تؤمن هواوي بأهمية التعاون بين جميع أصحاب المجال من القطاعين العام والخاص لتعزيز النظام البيئي للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، من البنية التحتية وصولاً إلى تطوير المواهب.

هذا الأمر ينطبق فعلياً في ما يتعلّق بالجيل الخامس. وعند السؤال عن إطلاق الإمكانات الكاملة لتقنية الشبكة التحويلية هذه، كان يانغ واضحاً بالرّد: "يحتاج القطاع بأكمله إلى التعاون لتحقيق التآزر والانسجام المطلوبين، حتى تنجح شبكة الجيل الخامس تجارياً".

يمتد العمل على الجيل الخامس إلى أبعد من الاتصال، حيث يشمل تقنيات مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي، إلى جانب أمور أخرى تعزز بعضها البعض لخلق قيمة أكبر في جميع أنحاء النظام البيئي. إن تحقيق هذا المستوى من التآزر يمكّن هواوي من تطوير حلول قائمة على سيناريوات تلبي الاحتياجات الفريدة لعملائها، والتي تم تطويرها خصيصاً لمساعدتهم على تحقيق نجاح الأعمال.

ومع انتشار أكثر من 1500 شبكة ضمن أكثر من 170 دولة ومنطقة على مدى العقود الثلاثة الماضية، تتمتع هواوي بخبرة كبيرة ليس فقط في تطوير الشبكات، ولكن في بناء مقاربات تعاونية مع العملاء والشركاء التي تضمن نظاماً بيئياً قوياً ومستداماً، حيث تطبيقات القطاع يمكن أن تولد قيمة حقيقية.

إن القيمة هي اعتبار مهم لا سيما في ظل الجهود الرامية إلى إعادة إطلاق اقتصاد تأثر بأحداث مشابهة لكوفيد-19. للمساهمة في ذلك، أشار السيد يانغ الى أن هواوي "ستضاعف جهودها لتسليح شركائنا بالقدرات اللازمة، ودعم الابتكار الجماعي، وتعزيز النمو لجميع أطراف سلسلة القيم".

وأضاف يانغ أن مع الوضع الاقتصادي الحالي على الشركات أن تركّز على أهداف قصيرة وطويلة المدى من خلال النشر المركّز الذي سيحقق إلى أقصى مدى قيمة شبكاتهم.

بالنسبة لـيانغ، هناك ثلاث طرق لتحقيق ذلك:

  • أولاً، يجب على شركات الاتصالات أن تضع تجربة المستخدم كأولوية لديها ودفق المال في المكان المناسب مما يساهم بزيادة قيمة شبكة الاتصال المتوفرة لديهم.
  • ثانياً، على شركات الاتصالات تحقيق أقصى استفادة من شبكات الجيل الرابع و FTTx الحالية، ودمجها مع شبكات الجيل الخامس الجديدة من خلال خطة محددة.
  • ثالثاً، يجب أن تعطي خطط نشر الجيل الخامس الأولوية للنقاط الساخنة والتطبيقات الرئيسية. هذه هي الطريقة الأساسية لشركات الاتصالات لإطلاق الإمكانات الكاملة للجيل الخامس.

 

"تحتاج شركات الاتصالات أيضاً إلى تحديد أفضل طريقة لتطوير شبكاتها، بشكل يلبي المتطلبات الخاصة بالسيناريو"، بحسب السيد يانغ.

 "يجب أن تأخذ خطط الشبكة المستقبلية في الاعتبار أربعة عوامل رئيسية،  نمو الأعمال، وعدم اليقين، والمسؤولية الاجتماعية، وتحسين التكلفة. الشبكة المثالية هي تلك التي توفر اتصالاً موثوقاً به واسع النطاق، مع كونها مبسّطة وذكية ومستدامة. ومع ذلك، يجب أن يكون الهدف الأساس في تطوير الشبكة هو زيادة قيمتها لإطلاق الإمكانات الكاملة، ودفع نجاح الأعمال في كل المجالات".

في حين أن تطوير الشبكة المستدامة وخلق القيمة هما أمران ضروريان، ويوضّح السيد يانغ أن على شركات الاتصالات في جميع أنحاء المنطقة والعالم التغلب أولاً على سلسلة من المشاكل والتحديات التي تقف بوجه تحقيق النجاح التجاري.

وهذا يتطلب التحضير في المجالات الأساسية لبناء الشبكات وتطوير الأعمال، مما سيمكنهم من تحقيق إمكانات الشبكة الكاملة مع التمهيد لنمو الأعمال أيضاً. يعود ذلك إلى التركيز على زيادة القيمة، وتحسين التكلفة الإجمالية للملكية (TCO) والاستجابة بسرعة لمتطلبات حركة البيانات المتزايدة.

يرى يانغ أن ايطاليا هي خير مثال على ذلك. " لقد سبّب الحجر الذي فرضته ايطاليا نتيجة تفشي الوباء زيادة حركة البيانات إلى 25% بأيام قليلة. وسعت شركات الاتصالات  الى إضافة لوحات  لاستبدال وحدات الراديو الموجودة عن بُعد. بالاضافة إلى ذلك، استجابت شركات الاتصالات لحركة المرور المتزايدة من خلال إعادة صياغة النطاق 2.1 جيغاهرتز، وترقية شبكات الجيل الثالث إلى الجيل الرابع".

كما يعطي إندونيسيا كمثال آخر، حيث قامت شركة الاتصالات بتحديث شبكة LTE الخاصة بها باستخدام البرامج وأكملت توسعة السعة في أربعة أيام فقط، مما أدى إلى زيادة حركة مرور الشبكة بنسبة 11.8% في أسبوع واحد فقط. مثال آخر على كيفية التحسين هو مراعاة متطلبات الطاقة. كما يشرح يانغ: "تقلل الطاقة المتقطعة من فقدان الطاقة في الكابلات وأنظمة التبريد بنسبة 85%، ويمكن نشرها في مواقع الجيل الخامس على نفس أقطاب وحدات الراديو عن بُعد".

"قد تشتهر هواوي بالتزامنا بالابتكار وتطور الاتصالات، لكننا ملتزمون أيضاً بالعمل مع شركائنا وعملائنا للتوصل إلى طرق جديدة تدعم أعمالهم. يتطور قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات كسائر المجالات الأخرى، ويجب على شركات الاتصالات إيجاد طرق جديدة لتحقيق القيمة من الأصول الحالية والجديدة على حد سواء. نحن نعمل مع شركائنا من شركات الاتصالات لتحسين التكلفة الإجمالية للملكية في مواقعهم، من خلال تقديم حلول مبسطة للموقع - مثل الهوائيات المتكاملة وأجهزة الميكروويف اللاسلكية. هذه هي الطريقة التي نخلق بها نظاماً بيئياً أقوى، من خلال التعاون لتحديد الحلول التي يفوز فيها الجميع".

بالنظر إلى معدل التطور الذي يشهده قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، يؤكد يانغ ضرورة أن يتمتع قطاع الاتصالات برؤية مستقبلية. وقال إن "دور الاتصالات يتغير باستمرار مع تغير متطلبات المستهلكين"، وأن "شبكات الاتصالات يجب أن تكون مرنة وقابلة للتكيف مع الاحتياجات المتغيرة باستمرار للأفراد والعائلات والشركات، مع إدراكها أيضاً الحاجة إلى دعم الاقتصاد الرقمي المتنامي".

لا يوجد مجال لشركات الاتصالات لتكون مكتفية في هذا الوقت الديناميكي، لأن أولئك الذين يفشلون في العمل بعقلية مستقبلية، والذين يتأخرون من حيث الابتكار وخلق قيمة جديدة، سيعانون لتلبية متطلبات شبكة الغد.

ويشير يانغ إلى أن هذا هو المجال الذي تكمن فيه خبرة هواوي. تبذل الشركة قصارى جهدها لمساعدة شركات الاتصالات على بناء شبكات مستهدفة موجهة نحو المستقبل والتي ستدعم نجاحها المستمر.

 

يتطلب المستقبل المستدام لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أكثر من التكنولوجيا. يسلط تقرير حديث للبنك الدولي الضوء على الفجوة الهائلة بين الاقتصاد الرقمي العالمي سريع النمو ونقص المهارات الرقمية. وقال السيد يانغ: "يمكننا بناء الشبكات الأكثر تقدماً التي ستؤسس الاقتصاد الرقمي اليوم، ولكن لكي يكون هذا مستداماً ويستمر قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الازدهار، يجب علينا رعاية الأفراد الموهوبين الذين لديهم المهارات والمعرفة والشغف لإدامة تطوير التكنولوجيا".

تحقيقا لهذه الغاية، استثمرت هواوي - من خلال منصة الدمج الرقمي TECH4ALL - بشكل كبير في دعم تطوير المواهب في الأسواق في جميع أنحاء المنطقة، من خلال العديد من المبادرات. وهذا يشمل برنامج بذور المستقبل الرائد، الذي ساعد منذ العام 2008 على تطوير المواهب المحلية في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتعزيز تبادل المعرفة، وتعزيز الاهتمام بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مع تشجيع البلدان على بناء مجتمعاتها الرقمية.

كما تستضيف هواوي مسابقة الشرق الأوسط السنوية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، التي ترى الشباب الموهوبين من جميع أنحاء الشرق الأوسط يتنافسون على المستوى الوطني والإقليمي والدولي من خلال إظهار قدرتهم على الابتكار التكنولوجي، وتعطيهم فرصة الفوز بجوائز مثيرة.

على المستوى الوطني، أطلقت هواوي العديد من أكاديميات Huawei ICT في جميع أنحاء المنطقة. توفر هذه الأخيرة لمتخصصي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الفرصة لتعلم مهارات رقمية جديدة  من خلال دورات عالية الجودة وأنظمة دعم، بالشراكة مع جامعات رائدة.

بشكل عام، قدمت هواوي  الدعم والتدريب لأكثر من 12000 طالب ومحترف في جميع أنحاء الشرق الأوسط منذ مارس 2020. هذا بالاضافة إلى  العديد من الشراكات في القطاعين العام والخاص، مع شركات الاتصالات والشركات الأخرى على حد سواء، وأدى ذلك إلى لعب هواوي دوراً مهماً في تطوير النظام الإيكولوجي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة - والذي سيساهم بدوره في تعزيز الاقتصاد الرقمي الذي من شأنه رفع مستوى المنطقة في مرحلة ما بعد الجائحة.

"كما قال رئيسنا التنفيذي، السيد رين زيغفي Ren Zhengfei، نحن نركّز على القيام بأفضل ما نقوم به"؛ قال يانغ ذلك عند سؤاله عن مستقبل هواوي ودورها في مواصلة تطوير قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المنطقة .

"بغض النظر عن التحديات التي تواجهنا، فإننا سنفي بالتزاماتنا تجاه عملائنا وموردينا. سنتجاوز هذا الأمر ونواصل التقدم، ونساعد في تنمية الاقتصاد الرقمي ودفع التكنولوجيا إلى الأمام".

مع سجل حافل بالفرادة والتميّز مثل  سجل هواوي، من السهل جداً التأكيد أن هذه الشركة ستظل عامل تمكين رئيسياً لمستقبل مستدام وممكّنًا رقمياً وذكياً للجميع.