Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تشهد التقنيات الجديدة فترة من الازدهار المتسارع خلال المرحلة الأولى من نشرها. وغالباً ما تواجه التقنية المبتكرة حديثاً تحديات عديدة خلال هذه الفترة قبل أن تثبت كفاءتها بشكل واضح ويتم اعتمادها على نطاق واسع، لتمر بعد ذلك بنقطة تحول على صعيد تزايد اهتمام المستهلكين على ضوء تفهمهم للمميزات والخدمات الجديدة التي توفرها التقنية الجديدة، ليتسارع بذلك ازدياد عدد المستخدمين نوعياً.

دخلت عمليات نشر تقنية الجيل الخامس مرحلة جديدة ومهمة بعد فترة التطور التي استمرت 18-24 شهراً، حيث حقق الجيل الخامس في المرحلة الأولى من نشره على المستوى العالمي إنجازات كبيرة في تطوير الأعمال. وعلى مدار العام الماضي حقق مشغلو الاتصالات في الصين وكوريا الجنوبية أرباحاً كبيرة بفضل نشر تقنية الجيل الخامس، حيث شهدت شركة LG U+ الكورية الجنوبية - على سبيل المثال - نمواً في إيرادات الخدمات وصل إلى 6.5% في النصف الأول من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. كما تزايدت أرباح مشغل الاتصالات الكوري قبل الفائدة والضرائب والإهلاك واستهلاك الدين بنسبة 8.8% في نفس الفترة، فيما شهدت الشركة انخفاضاً مستداماً في معدل الاستنزاف على مدار الأرباع الأربعة الماضية على التوالي.

في دول مجلس التعاون الخليجي، شهدت مرحلة البدء بنشر الجيل الخامس فترة ازدهار على مدار العامين الماضيين، وبدأت الدخول في مرحلة التحول في الوقت الحالي بشكل تجاوز توقعات العديد من الشركات. وحقق بعض شركات الاتصالات الرائدة في دول الخليج نتائج إيجابية من حيث المؤشرات التجارية لشبكة الجيل الخامس مثل نمو الإيرادات والأرباح وفقاً لتقارير النصف الأول من عام 2021. وتُعزى هذه النتائج إلى التركيز على عمليات نشر الجيل الخامس التي تمت بين عامي 2019 و2020 والحرص على الاستفادة من مميزاته على مستوى الشركات والأفراد ومختلف القطاعات والصناعات. ما الذي ساهم في تحقيق هذا النجاح الكبير، وما أهمية ذلك في المستقبل؟                        

 

العوامل التي ساهمت في ازدهار أعمال الجيل الخامس بشكل متسارع

بحسب آخر التقارير، تجاوز العدد الإجمالي لمستخدمي الجيل الخامس 340 مليون شخص على المستوى العالمي خلال أول عامين من نشر شبكات الجيل الخامس التجارية على نطاق واسع، أي أنه تم نشر الجيل الخامس بسرعة أكبر بثلاث مرات من الجيل الرابع. وساهمت العديد من العوامل في نشر شبكات الجيل الخامس بشكل أفضل والحفاظ على المزايا التي يوفرها ونمو الأعمال التجارية في وقت قصير نسبياً. وتشمل هذه العوامل التغطية الشاملة التي توفرها شبكات الجيل الخامس وتجارب الشبكة المعززة والهواتف الذكية التي تتوفر بأسعار متنوعة وتصميم السعر الملائم والتسويق المركّز وتوفير خدمات جديدة تعتمد على الجيل الخامس.

 

التغطية الشاملة التي يوفرها الجيل الخامس: تدرك الشركات الرائدة في الجيل الخامس أنه لا يمكن توفير تجارب الشبكة من دون التركيز على عامل التغطية الجغرافية. لذا، عملت الشركات على بناء شبكات الجيل الخامس في كل مكان لتوفير تجارب شبكة ثابتة ومميزة. وتمكنت شركت الاتصالات LG U+ في كوريا الجنوبية – على سبيل المثال لا الحصر – من توفير شبكة من الجيل الخامس تجاوزت نسبة تغطيتها 95% من سكان سيؤول. أما شركة CMCC الصينية، فقد وفرت خدمات الجيل الخامس لـ97% من السكان في مدينة هانغزهو. ونتيجة للتغطية الكبيرة التي وفرها الجيل الخامس في الحالتين المذكورتين، حققت مدينتا سيؤول وهانغزهو نمواً سريعاً في مستخدمي الجيل الخامس وتجاوزت معدلات نشر الجيل الخامس لدى الشركتين 25%. وفي دول الخليج، تحقق شركات الاتصالات الرائدة تقدماً مماثلاً من جميع النواحي.

 

تجربة الشبكة المعززة: بفضل التقنيات المتطورة مثل تقنية Massive MIMO والأنظمة الرائدة، ساهمت المحطات الأساسية للجيل الخامس في تعزيز كفاءة الطيف الترددي بـ5 إلى 10 مرات مقارنة بشبكات الجيل الرابع التي تعتمد على جهازي إرسال وجهازي استقبال، وبالتالي تمكنت العديد من شركات الاتصالات من تعزيز تجربة المستخدم بـ5 إلى 10 مرات من خلال شبكاتهم التجارية من الجيل الخامس. وأشارت تقارير الأطراف الخارجية إلى أن الجيل الخامس ساهم في تحسين سرعة التحميل بمعدل 8.2 مرة في المملكة العربية السعودية مقارنة مع الجيل الرابع وبمعدل 6.6 مرة في دول مثل الكويت، مما يسهم في تحسين تجربة الشبكة المعززة لتوفير المزيد من الخدمات الجديدة.

 

التصميم السلس لحزم البيانات: توفر شبكات الجيل الخامس لمشغلي الاتصالات مساحة أكبر للتحكم بالكمية المخصصة لهم من البيانات نظراً لانخفاض تكلفة البت الذي يتم نقله. ويمكن للمشغلين تصميم خدمات مبتكرة تلائم جميع المستخدمين وتسهم في زيادة اعتمادهم على البيانات، وبالتالي زيادة متوسط الإيرادات لكل مستخدم. وبفضل هذه الاستراتيجيات، تمكنت شركة CMCC في زهيجيانغ بالصين من تحويل 20% من قاعدة المستخدمين إلى الجيل الخامس بحلول منتصف العام الحالي، مما ساهم في زيادة معدل البيانات التي تم نقلها بنسبة وصلت إلى 60% مقارنة بمستخدمي الجيل الرابع، مما أدى بدوره إلى نمو إيرادات وأرباح المشغلين. وتمكن أحد المشغلين الذين نتعاون معهم في الشرق الأوسط من تفريغ حركة نقل البيانات بنسبة وصلت إلى 40% تقريباً من إجمالي حركة نقل البيانات في شبكات الجيل الخامس من خلال حزم الوصول اللاسلكي الثابت المبتكرة، فيما تمكن من تحويل أكثر من 20% من قاعدة المستخدمين إلى الجيل الخامس. ونظراً لأن الشركات تحقق إيرادات من مستخدمي الجيل الخامس أكبر بنسبة تصل إلى 80% تقريباً مما تحققه من مستخدمي الجيل الرابع، بالإضافة إلى التكلفة المنخفضة للجيل الخامس مقابل نقل كل بت، تمكن مشغل الاتصالات من الحد من انخفاض الإيرادات وتحقيق أرباح مضاعفة. ويوفر النطاق الترددي العريض النطاق حزماً من الجيل الخامس بسرعات متدرجة ويمكن الاعتماد عليها لابتكار قيمة أكبر على مستويات متعددة. ويمكن لمشغلي الاتصالات إطلاق القيمة بالاعتماد على المشتركين الذين يستخدمون هواتف مجهزة بتقنية بالجيل الخامس ولكنهم غير مشتركين بحزم الجيل الخامس وذلك من خلال توفير عروض مبتكرة مسبقة الدفع لهذه الفئة الواعدة.

 

الهواتف الذكية بأسعار متنوعة: بعد الخروج من مرحلة النشر الأولي ودخول تقنية الجيل الخامس مرحلة التحول، سيعتمد النمو في المرحلة القادمة على نشر التقنية على نطاق واسع، حيث يمكن للمشغلين أن يحظوا بقبول المستخدمين للخدمات الجديدة التي تعتمد على الجيل الخامس بمجرد أن يتم اعتماد اتصال الجيل الخامس على نطاق واسع ضمن قاعدة المستخدمين. وسيسهم توفير هواتف منخفضة التكلفة متكافئة مع شبكات الجيل الخامس جزئياً في نشر الجيل الخامس على نطاق واسع كما هو الحال في شركة CMCC Zhejiang التي استبدلت الهواتف الذكية التي تعمل بالجيل الرابع بهواتف ذكية من الجيل الخامس. ولم تكتفي الشركة بتوفير هواتف متطورة تعمل بالجيل الخامس فحسب، بل وفرت هواتف منخفضة التكلفة وتعمل بالجيل الخامس لتشجيع المستخدمين على الانتقال إلى الجيل الخامس.

 

الخدمات الجديدة التي تعتمد على الجيل الخامس: من المتوقع أن تتواصل المرحلة القادمة من النمو من خلال الخدمات الجديدة التي سيوفرها مشغلو الاتصالات لمواصلة الازدهار الذي تحق بفضل خدمات الاتصال المحسّنة من الجيل الخامس خلال فترة نشره، حيث تتيح تقنية الجيل الخامس توفير العديد من الخدمات الجديدة بفضل السرعة الكبيرة وزمن الاستجابة المنخفض. وتتركز سلسلة القيمة في الوقت الحالي على المشغلين حيث أصبح بإمكانهم توفير الخدمات الجديدة من خلال شبكاتهم المتطورة. وستتنوع هذه الخدمات من الألعاب التي تعتمد على الحوسبة السحابية والبث بالاعتماد على الواقع الافتراضي إلى التنقل بالاعتماد على الواقع المعزز والترفيه بالاعتماد على الواقع المختلط والألعاب، مما سيسهم في تعزيز إيرادات المشغلين. ونشهد مثل هذه التحولات في شركة + LG U في كوريا الجنوبية - على سبيل المثال - حيث توفر الشركة لمستخدمي الجيل الخامس مجموعة واسعة من المحتوى الترفيهي والألعاب بالاعتماد على الواقع الافتراضي والواقع المعزز. ويعكس انخفاض معدل الاستنزاف وازدياد عائدات الخدمات منذ إطلاق الجيل الخامس مدى النجاح الذي حققته الشركة.

 

وبالنسبة للمشغلين الذين بدأوا بجني ثمار نشر شبكات الجيل الخامس في وقت مبكر، فقد حان الوقت لدخول المرحلة القادمة من تحقيق النمو حيث يجب عليهم الانتقال من اتصال الجيل الخامس إلى توفير خدمات تعتمد على الجيل الخامس. وتتطلب هذه المرحلة تركيزاً متواصلاً على تحسين تجارب الشبكة لتلائم متطلبات الخدمات الجديدة بالإضافة إلى تعزيز نطاق تغطية الشبكات وابتكار المزيد من العروض التجارية من خلال تصميم خدمات جديدة. وسيضمن الجمع بين التغطية المحسنة وتجارب الشبكة والخدمات الجديدة والحزم المبتكرة تحقيق نمو مستدام للمشغلين على المدى الطويل وبالتالي تحقيق نجاح تجاري جديد بفضل الجيل الخامس.

لا شك بأن تقنية الجيل الخامس مازالت تحمل في طياتها العديد من الميزات الإيجابية التي يمكن استكشافها وتوظيفها لخدمة تنمية وتطوير أعمال وخدمات مختلف القطاعات والصناعات. ومما لا شك فيه أيضاً بأن مشغلي الاتصالات هم جسر العبور للمرحلة القادمة من توظيف ميزات هذه التقنية الثورية لصالح مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في بلدانهم. وباعتبارها أحد اللاعبين الرائدين في هذه التقنية على مستوى العالم، تحرص هواوي على الوفاء بكافة مستلزمات نشر هذه التقنية في دول مجلس التعاون الخليجي وسائر بلدان منطقة الشرق الأوسط، وتسعى لتعزيز مسارات تضافر الجهود والعمل المشترك مع مختلف شرائح القطاعين العام والخاص للعمل على تعزيز القيمة التجارية والخدمية لهذه التقنية بحسب متطلبات كل سوق. 

 

بقلم: آن جيان، رئيس مجموعة أعمال هواوي كارير لشبكات الاتصالات في الشرق الأوسط