Advertisement

Typography

التحول الرقمي اليوم هو نقطة الانطلاق لزيادة كفاءة وإنتاجية المؤسسات، والمحدد الرئيسي لمسار أعمالها، لذلك فإن بناء بنية تحتية تكنولوجية قوية لدعم التحول الرقمي أصبح أساسا لا غنى عنه في تطوير المؤسسات وتقدم الدول.

 

استطاعت مجموعة "بنية" أن تحتل مكانة متميزة في مجال تطوير وتحديث البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتحول الرقمي في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا؛ وذلك منذ بدايتها في السوق المصري باسم "فايبر مصر" للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Fiber Misr ICT عام 2017، وقامت الشركة بالاستحواذ على شركة إكوينوكس (Equinox) والتي يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 2005، ليتحول اسمها بعد الاستحواذ إلى فايبر مصر للأنظمة (Fiber Misr Systems) لتكون الذراع الرئيسية للمجموعة في قطاع الأنظمة المتكاملة. وبعدها توسعت الشركة بإنشاء عدة شركات أخرى تباعاً لتندمج جميعها تحت مظلة مجموعة فايبر مصر ICT "بنية" Benya) (التي نجحت سريعاً في مضاعفة حجم أعمالها عاماً بعد عام، قدمت خلالها الخدمات والحلول المبتكرة لأكثر من 300 عميل من المؤسسات الحكومية وشركات القطاع الخاص في مختلف المجالات محلياً وإقليمياً  في الشرق الأوسط وأفريقيا. استطاعت الشركة أن تتوسع وتصبح مجموعة شركات رائدة تضم: فايبر مصر للأنظمة (Fiber Misr Systems)، فايبر مصر للحلول الهندسية (Fiber Misr Engineering) ، بنية رقمية  (Benya Raqmeya)، بنية للكابلات (Benya Cables)، بنية للاتصالات في جمهورية الكونغو الديمقراطية (Benya Telecom DRC)، وشركات أخرى قيد الإنشاء: بنية للأبراج (Benya Towers)، بنية للاستثمار وريادة الأعمال (Benya Ventures).

 بذلك أصبحت "بنية" أحد أهم مقدمي الخدمات في مجال التحول الرقمي في المنطقة في فترة قصيرة بفضل استراتيجية تعتمد على تقديم حلول رقمية مبتكرة من خلال كوادر بشرية على أعلى مستوى من الكفاءة والخبرة.

 وتوفر "بنية" مجموعةً كبيرة ومتنوعة من المنتجات والخدمات والحلول الرقمية، بما في ذلك خدمات الاتصالات ومراكز البيانات واسعة النطاق، والحلول السحابية وأمن المعلومات، إلى جانب تصنيع وتشغيل تكنولوجيا الحلول الذكية والأنظمة المتكاملة، وتقوم بتوفير الإمكانيات المطلوبة لإدارة المدن الذكية، وابتكار الحلول التكنولوجية لتطوير التعليم، والنقل والمواصلات، والقطاع المصرفي وقطاعات أخرى.

 وخلال مشوار نجاحها، حصدت مجموعة "بنية" عدداً من الجوائز وشهادات التقدير من جهات ومؤسسات عالمية كبيرة في مجال التكنولوجيا تقديرا للجهود التي بذلتها في مجال التنمية في مصر والمنطقة، فقد حازت على لقب "شريك سيسكو الذهبي" لعام 2017، و"أفضل شريك لشركة Dell EMC على مستوى الشرق الأوسط" لعام 2020، وكذلك "شريك العام لشركة Gigamon" لعام 2020 على مستوى أوروبا والشرق الأوسط، وبفضل الكوادر المؤهلة للمجموعة ونجاحها في تنفيذ عدد من المشروعات، حصلت مجموعة "بنية" على جائزة "أفضل شركة لتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات" خلال حفل تيليكوم ريفيو لتكريم قادة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط وأفريقيا عام 2020، بالإضافة إلى جائزة 100BT  عام 2021  لجهود الشركة في دعم خطة مصر للتحول الرقمي.

 وقد جاء هذا المشوار المليء بالنجاحات بقيادة المهندس أحمد مكي، الذي استطاع بخبراته وبكفاءته تحقيق إنجازات كبيرة جعلته يستحق التكريم على جهوده من عدة جهات على مدار سنوات عمله، فقد حصد "مكي" عدة جوائز أيضا، منها جائزة مجموعة "ITP" كأفضل رئيس تنفيذي في الشرق الأوسط في قطاع الاتصالات عام 2014، كما تم إدراج اسمه ضمن قائمة مؤسسة "جلوبال تيليكوم بيزنس" العالمية لأقوى 100 شخصية عالمية مؤثِّرة في قطاع الاتصالات، وذلك في أعوام 2012 و 2013 و2014، وتم تكريمه من مؤسسة " تيليكوم ريفيو" كأفضل رئيس تنفيذي في أفريقيا والشرق الأوسط في فئة الشركات المزوِّدة لخدمات البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك في عامَيْ 2019 و2020 على التوالي.

 كما شغل المهندس أحمد مكي عدة مناصب قيادية وتنفيذية في هيئات عربية ومحلية، حيث تم اختياره عضوًا في مجلس الأعمال المصري الكويتي عام 2015، كما تولى عضوية لجنة الصناعة في الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات "NTRA"، بالإضافة إلى عضوية مجلس إدارة هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "ITIDA"، من عام 2013 حتى عام 2016.

 وعلى المستوى الإقليمي والدولي، تم انتخاب المهندس أحمد مكي عضواً في مجلس أمناء المحيط الهادي للاتصالات " PTC" في عام 2012، وكان أول قيادي من منطقة الشرق الأوسط يتولى هذا المنصب، كما ترأس لجنة الاتصالات في مجلس "SAMENA" عام 2011، وهو أهم الهيئات المعنية بمصالح خدمات الاتصالات بجنوب آسيا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ومؤخرا تم اختياره عضوا في مجلس إدارة مجلس الاتصال بالألياف البصرية "Fiber Connect council MENA"، ليكون أول مصري يتم اختياره لهذا المنصب.

 للحديث أكثر عن هذه الانجازات وسواها كان لمجلة "تيليكوم ريفيو عربية" هذا الحوار مع المهندس أحمد مكي، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة "بنية"، نستعرض فيه أهم المحطات والنجاحات التي حققتها المجموعة، ولنتعرف على استراتيجيتها وخططها المقبلة.

 

يُعد قطاع الاتصالات من أكثر القطاعات التي تحظى باهتمام كبير سواء على المستوى الرسمي أو الشركات وحتى الجمهور لارتباطه بكافة مناحي الحياة العملية والاجتماعية، فكيف أصبحت مجموعة "بنية" المؤسسة الرائدة في تنفيذ الحلول والمنتجات المتكاملة في مجال البنية التحتية التكنولوجية والتحول الرقمي في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا؟

 استطاعت مجموعة "بنية" على مدار السنوات الماضية تحقيق قصص نجاح مشهود لها بعدما أتيحت لنا فرص كبيرة لتنفيذ مشروعات ضخمة في مصر في مجالات الاتصالات المختلفة والتحول الرقمي، حتى أصبحت إنجازات مجموعة "بنية" في تنفيذ مشروعاتها تتجاوز المستوى المحلي، وباتت مرجعًا لتكرار تلك النجاحات في دول المنطقة، ومن منطلق أن التحول الرقمي يعد مجالاً تخصصياً، ولتنفيذه يجب أن يكون هناك دعم ودفع كامل من قِبل حكومات الدول؛ قررت مصر منذ عدة سنوات أن تقوم بتنفيذ خطة طموحة وجادة للتحول الرقمي في كل القطاعات، ولتنفيذها كان لا بد من إنجاز مشروعات كبيرة واسعة الانتشار والتأثير، وهو ما يتطلب وجود تعاون تام وتكاتف بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص لتنفيذ هذه الخطة وهو ما حدث بالفعل ، كانت مجموعة "بنية" أحد أطراف منظومة النجاح التي تنجز مشهد التحول الرقمي في مصر.

 نجحت مجموعة "بنية" في تقديم أفضل الحلول المتكاملة لتنفيذ مشروعات عديدة في مصر، وذلك بكفاءة عالية استناداً على كوادرنا المتخصصة، فأصبح لدينا مرجعية قوية وخبرة واسعة تؤهلنا على تنفيذ أعمال ومشروعات مماثلة في دول أخرى وتسعى شركة بنية دائما أن تكون رائدة في مجال تنفيذ مشروعات التحول الرقمي باعتباره أولوية  قصوى في معظم دول الشرق الأوسط وأفريقيا.

 

مجالات التعاون مع الجانب الحكومي دائما لها طابع خاص.. فهل يمكنك إطلاعنا على تفاصيل ومستجدات التعاون مع الهيئة العربية للتصنيع؟

 تُعد شراكتنا مع الهيئة العربية للتصنيع استراتيجية وممتدة، واستطعنا معاً تدشين كيانات مهمة لخدمة عملائنا في مصر والشرق الأوسط وأفريقيا، ونحن نعتز كثيراً بتلك الشراكة ونتمنى أن تتوسع في مجالات جديدة خلال الفترة القادمة، لأنها تمثل تكاملاً بين ما تمتلكه الهيئة من إمكانيات وخبرات عالية كصرح صناعي كبير وبين ما تمتلكه مجموعة "بنية" من خبرات وحلول تكنولوجية وكوادر تمثل في مجملها كل متطلبات النجاح.

 وقد شهد عام 2020 أولى شراكاتنا مع الهيئة بتدشين شركة "بنية للكابلات" بالتعاون مع شركة "Corning" الأميركية لإنشاء أكبر مصنع لإنتاج كابلات الألياف الضوئية باستثمارات مليار جنيه، والهدف الرئيسي منه هو توفير متطلبات مصر وأفريقيا من كابلات الفايبر التي أصبحت عنصراً رئيسياً في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وزاد الطلب عليها بشكل كبير مع عمليات التحول الرقمي التي تشهدها دول القارة الأفريقية، كما سيكون لهذا المصنع دور كبير في توطين صناعة كابلات الألياف الضوئية في مصر وأفريقيا، لذلك وقع اختيارنا على المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لتكون مقراً للمصنع،  نظراً لموقعها الاستراتيجي الذي يمكّننا من سهولة التصدير إلى أي مكان في العالم. 

 هذا وقد جاء التعاون الثاني لنا مع الهيئة العربية للتصنيع بتوقيع اتفاقية لإنشاء مصنع "بنية للأبراج" والذي سيمثل نقلة اقتصادية مهمة في تصنيع الأبراج التشاركية، فمع التطور العمراني الكبير الذي تشهده مصر، والتوسع في إنشاء المدن الذكية، والوصول إلى مناطق عمرانية جديدة، زاد الطلب على أبراج المحمول لتغطية كل هذه الأماكن، من هنا قررنا التوجه لتصنيع الأبراج المعدنية التشاركية والتي يمكنها حمل مُعدات تشغيل أكثر من مُشغل في نفس الوقت، بدلاً من قيام كل شركة منفصلة ببناء أبراج خاصة بها، وهو ما يمثل تكلفة كبيرة ويحتاج فترة زمنية طويلة للانتهاء منه، لذلك فإن هذه الأبراج تمثل نقلة نوعية في الجودة والتصميم والتكلفة الرأسمالية، كما سيتم إنتاج هذه الأبراج لأول مرة بأشكال وتصميمات مختلفة تتناغم مع تصميمات المدن الجديدة، حيث تحافظ تلك الأبراج على المنظر الجمالي والحضاري ومن المخطط أن يقوم هذا المصنع بتغطية احتياجات السوق المحلي، كما يمكنه التصدير إلى دول المنطقة المختلفة في الشرق الأوسط وأفريقياً.

 

تخطف العاصمة الادارية الجديدة الأضواء والاهتمامات خلال الفترة الاخيرة بدءاً من القيادة السياسية ووصولاً إلى المهتمين بأن يكون لهم مكان سواء للسكن أو العمل فيها. حدثنا عن مشروعات المجموعة في العاصمة الإدارية الجديدة بشأن تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتطبيقات التحول الرقمي وإنشاء مراكز داتا سنتر؟

 لا يمكن لأحد أن ينكر المكانة التي تحتلها العاصمة الإدارية الجديدة بصفتها المقر الرئيسي الجديد للحكومة المصرية بمختلف وزاراتها وهيئاتها وأجهزتها المختلفة، لذلك يُعد هذا المشروع من أهم المشروعات العمرانية التي تم إنشاؤها في مصر خلال العقود الزمنية الأخيرة، حيث يجمع بين أحدث ما توصلت إليه أساليب البناء ممزوجة بأحدث تكنولوجيا متطورة في مجال المدن الذكية، وهو ما تطلب تعاوناً مع كيانات ذات خبرة واسعة إقليمية ودولية في مجال التشييد والبناء وفي مجال البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتنفيذه على أعلى مستوى.

ونعتبر أنفسنا في مجموعة "بنية" محظوظين حقا لأننا كنا جزءاً من هذا المشروع التاريخي، حيث عملنا مع  تحالف شركات عالمية يشمل "سيمنز" و"سيسكو" و"دل تكنولوجيز" وشركات أخرى لتأسيس نظام متكامل لبناء وإدارة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مدينة المعرفة داخل العاصمة الإدارية، بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إذ قمنا بتوقيع عدد من الاتفاقيات مع جهات مختلفة في مجال التحول الرقمي، منها اتفاقية منظومة التطبيقات الذكية للمرحلة الأولى لمدينة المعرفة لإرساء التطبيقات التي تساعد على متابعة الأعمال اليومية الخاصة بتشغيل أنظمة المباني المختلفة، مثل إدارة المياه والكهرباء والبيئة والمخلفات والمراقبة والنقل والتحكم في الإضاءة وغيرها مما يسهم في تقليل النفقات والاستخدام بطريقة فعالة.

 كما أن هذه المدينة من المخطط أن تضم المطورين والمتخصصين في مجالات التكنولوجيا المختلفة، وستكون المركز الرئيسي لهم، كما سيتم إنشاء مركز "Creativa" للابتكار، ومركز أبحاث تطبيقية، ومركز التميز (CoE) للتصميم العالمي والتقنيات المساعدة (AT)، فضلا عن أنها تضم أيضا جامعة مصر المعلوماتية (EUI) التي أسستها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع وزارة التعليم العالي لتكون أول جامعة في أفريقيا والشرق الأوسط متخصصة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجالات المرتبطة بها، بالإضافة إلى مباني الخدمات ومبنى التحكم الرئيسي، وتعمل "بنية" ومجموعة الشركات المتحالفة معها على تنفيذ ما تحتاجه كل هذه المشروعات.

 إلى جانب ذلك، عقدت مجموعة "بنية" شراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة "دل تكنولوجيز" لبناء وتشغيل أول وأكبر مركز معلومات وطني للذكاء الاصطناعي، حيث تقوم مجموعة "بنية" بتصميم وتنفيذ عملية البحوث التشغيلية في هذا المشروع، الذي يهدف إلى تمكين قدرات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات من خلال البحث والتطوير، والتدريب والتوعية، والاستشارة المبنية على أفضل الممارسات وأحدث المعايير والتقنيات.

 وفي العاصمة الإدارية الجديدة نقوم بتوريد وتركيب 231 ألف عداد ذكي لخدمات المياه والكهرباء والغاز بالتعاون مع الشركة المصرية للاتصالات، فضلاً عن تنفيذ البنية التحتية التكنولوجية لمشروعات مختلفة في العاصمة الإدارية الجديدة والحي الحكومي بالتعاون مع شركات عالمية كبيرة تعمل في مجالات تكنولوجية متنوعة، هذا بالإضافة إلى التعاقد على بناء أكبر مراكز لبيانات البرمجيات السحابية في الشرق الأوسط وأفريقيا.

 ونتيجة حرص مجموعة "بنية" على الاستثمار في التقنيات الحديثة لتوفير أحدث الحلول التكنولوجية المبتكرة  وتطوير البنية التحتية التكنولوجية في مصر، وبناء كوادر بشرية قادرة على ادارتها وتشغيلها على أعلى مستوى، كانت لنا الريادة في إنجاز وإنشاء وإدارة وتشغيل واحد من أوائل الأبراج التشاركية في العاصمة الإدارية الجديدة، وفقا للمعايير العالمية، وهو نموذج للأبراج قادر على حمل أجهزة ومعدات وتقنيات تتسع لنحو 5 مشغلين لخدمات التليفون المحمول، وهو ما لم يكن متاحًا من قبل. بالإضافة الى التصميم الفريد، حيث تم تصميم هذا البرج التشاركي على أيدي أفضل كبار المصممين الاستشاريين في مصر بما يضاهى التصميمات العالمية، ويتمتع بطابع جمالي ومعماري مناسب للطابع العام في العاصمة الإدارية، ويتسم بإضاءة مميزه حديثه وذكية، وبتصميم معدني يضمن أعلى معايير الجودة والسلامة، بالاعتماد على تقنية تثبيت حديثة، وهو ما ينعكس على التغطية والخدمة بشكل أفضل للعملاء خاصة في المدن الجديدة التي لم تسبق تغطيتها، حيث يحتاج كل مشغلي الخدمة إلى نفس أماكن التغطية.

 

شهدت البنية التحتية التكنولوجية في مصر خلال السنوات الأخيرة صحوة كبرى من الاهتمام وكمّاً من المشروعات المتعلقة بتنميتها وتطويرها، هل يمكن أن نلقي الضوء على أهم المشروعات التي أنجزتها مجموعة "بنية" في مجال البنية التحتية التكنولوجية في مصر؟

 منذ بداية عملنا في مصر وهدفنا الأساسي هو تلبية احتياجات السوق في ظل عملية التحول الرقمي التي تقوم بها، والتي تتطلب تحديث وتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات حتى تستوعب التحديثات التي تُطبقها مصر، وذلك يتم بالتوازي في جميع المجالات، من التعليم إلى الصحة إلى التعمير والاستثمار والصناعة والتجارة وغيرها، وقد حرصنا على أن نكون شريكاً فعالاً من خلال عقد تحالفات وشراكات مع جهات مختلفة لتحقيق هذا الهدف. ففي مجال التعليم، عقدنا اتفاقية شراكة مع الشركة المصرية للاتصالات لتجهيز أكثر من 2530 مدرسة ثانوية في جميع محافظات مصر بالبنية التحتية التكنولوجية الأساسية من الألياف الضوئية، وأنظمة الشبكات للربط الداخلي في المدارس، حتى يتمكن الطلاب من استخدام أجهزة التابلت لمتابعة دراستهم عبر الوسائط التعليمية المختلفة.

 وفى مجال قطاع الأعمال، فقد تعاونا مع وزارة قطاع الأعمال العام لتطوير أنظمة شركات قطاع الأعمال من خلال تنفيذ أحدث حلول تخطيط موارد المؤسسات لنحو 60 شركة قابضة وتابعة للوزارة، هذا بجانب المشروعات التي قمنا بتنفيذها في العاصمة الإدارية الجديدة كما أشرنا إليها سابقا.

 

قامت مجموعة "بنية" برعاية تحدي أفريقيا لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، كيف سيدعم هذا التحدي تطوير قطاع الاتصالات في مصر وأفريقيا؟

 تكنولوجيا المستقبل تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لاستخدامها في جميع جوانب الحياة، فالعالم كله يتجه إلى تطوير هذه التكنولوجيا والاهتمام بها والاستفادة منها، وبالتالي لا بد أن نواكب هذا التطور لحظة بلحظة، وتؤمن مجموعة "بنية" بأهمية دعم الشباب وتنمية مهاراتهم لأنهم بناة المستقبل ويحملون على عاتقهم مسؤولية التنمية، خاصة أنه وبشهادة المؤسسات الدولية، فإن مصر مليئة بالكفاءات الشابة في مجال التكنولوجيا تحديداً، ونرى عدداً كبيراً منهم يتولون مناصب قيادية في الشركات العالمية لما أظهروه من مهارة وكفاءة، لذلك لا بد من توفير الدعم اللازم لهم ولكل الشباب الأفريقي، وهو ما دفع "بنية" لرعاية تحدي أفريقيا لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.

 كذلك، تقوم جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات " IEEE" بتنظيم "تحدي أفريقيا لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي" حيث توفر الجمعية التدريب وورش العمل، والدعم الفني واللوجستي ومختلف أنواع المحتوى لمساعدة المشاركين على بدء حياتهم المهنية في هذه المجالات، كما يستعرض الأعضاء قصص نجاح المهندسين والمطورين الأفارقة العاملين في شركات التكنولوجيا العملاقة، مع تناول كيفية الاستفادة منها، مما يتماشى مع حرص مجموعة "بنية" الشديد على دعم المبادرات التي تسعى إلى  تنمية المهارات الرقمية في مجالات التكنولوجيا على نطاق واسع في أفريقيا، وسيقام التحدي في نيجيريا ورواندا وأوغندا وجنوب أفريقيا وتونس في الربع الأخير من العام الجاري، بعد أن تم إطلاقه في مصر وكينيا في أبريل الماضي.

ويبدأ البرنامج بتدريب المشاركين ليتنافسوا في النهائيات المحلية، ثم  يتم تأهيل الفائزين من كل دولة لدخول النهائيات الإقليمية، والتي تُعقد سنوياً ضمن فعاليات المؤتمر الدولي للذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، والهدف الأساسي من إطلاق هذا التحدي هو بناء القدرات في مجالات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والمجالات المرتبطة بهما، لطلاب الجامعات ورواد الأعمال الشباب في مختلف الدول الأفريقية، إلى جانب تقديم الدعم لأفضل مشروعات التخرج والشركات الناشئة، ودفع عملية التطور في مجالات الإبداع وريادة الأعمال، من خلال"IoT & AI Knowledge Hub"  "مركزاً للمعرفة"  الذي يعتبر مجتمعاً معرفياً يقوم بتقديم ورش عمل ومحاضرات ومصادر تعلُّم عبر الإنترنت لدعم وتأهيل الشباب في أفريقيا والوطن العربي.

 كما اتجهنا لتأسيس شركة "بنية للاستثمار وريادة الاعمال " (Benya Ventures) والتي تعد الذراع الاستثماري لمجموعة "بنية"، وتقوم بدور فعال في مجال الاستثمار في الشركات الناشئة المتوقع لها مستقبلا واعدا في قارة أفريقيا، حيث يقوم تحدي أفريقيا لإنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي بدوره باكتشاف المواهب وتوسيع نطاق الشركات الناشئة القائمة في المحافل الرقمية، ومن جانبها تعمل "بنية للاستثمار وريادة الأعمال" (Benya Ventures) على تقديم التمويل للمشروعات والشركات الواعدة.

 

كورونا لم تترك مجالاً إلا وألقت بظلالها وتداعياتها عليه وإن كانت أغلبها بالسلب إلا أن تأثيرها على قطاع التكنولوجيا كان مختلفاً. هل أثرت جائحة كورونا على استراتيجيات المجموعة ونتائجها خلال العام المالي الماضي؟

 لقد تركت جائحة كورونا آثارا على مختلف الجوانب الاجتماعية والاقتصادية في العالم كلّه وستظل آثارها ممتدة لوقت طويل، وبالرغم من أن معظم تلك الآثار كانت سلبية، إلا أن الأمر يعد مختلفاً كثيراً في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن باقي المجالات الاقتصادية الأخرى، فظروف الحجر الصحي والتباعد الاجتماعي زادت من اعتماد الناس بشكل كبير على الوسائل التكنولوجية للتواصل عن بُعد وكذلك العمل والبيع والشراء وكل أوجه الحياة أصبحت تتم عن طريق وسائط إلكترونية، وكل هذا وضع على عاتق الدول أهمية المضي قدماً في مجالات التحول الرقمي، وبالفعل فإنه خلال العامين الماضيين استطاعت مصر تنفيذ ما كان مخططاً لإنجازه في سنوات عديدة. 

 لذلك، هناك زيادة ملحوظة في حجم المشروعات بعد الجائحة، ومع تطوير الأنظمة كانت هناك حاجة ملحة لتطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أيضاً، وهو ما جعلنا نفكر في تصنيع كابلات الفايبر، ونتجه لإنشاء مصنع للكابلات الضوئية بالشراكة مع الهيئة العربية للتصنيع "بنية للكابلات". كذلك اتجهنا أيضاً إلى تصنيع الأبراج المعدنية التشاركية، لتلبية احتياجات السوق المحلي من الأبراج المعدنية الخاصة بقطاعات الاتصالات والكهرباء.

 وعلى المستوى الإقليمي، تم تأسيس شركة "بنية للاتصالات في جمهورية الكونغو الديمقراطية" بالمشاركة مع شركة البريد والاتصالات "SCPT" حيث تعمل الشركة الجديدة على ثلاثة محاور: تمويل وتنفيذ شبكة متكاملة للألياف الضوئية لربط مدن جمهورية الكونغو الديمقراطية، وإنشاء مراكز البيانات، وبناء الأبراج التشاركية. وقد استطعنا إبرام كل هذه الاتفاقيات خلال فترة الجائحة، وكلها تسير وفق الخطوات الموضوعة لها والجداول الزمنية المحددة.

 

تحتل ريادة الأعمال أهمية خاصة وتشجعها مصر بشكل كبير، هل يمكن أن تخبرنا عن تجربتك كرائد أعمال ناجح؟

لقد بدأت تجربتي في ريادة الأعمال، عندما أسست شركة جسر الخليج الدولية "GBI" في عام 2008 التي حققت سبقاً تكنولوجيّاً بعد نجاحها في بناء وتشغيل كابل بحري عملاق يربط 25 دولة من دول الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا مروراً بمصر، ويربط العالم بالخليج، بعدها وضعت خطةً استراتيجية لتمديد طول الكابل ليصبح 40 ألف كيلومتر بعد زيادة الطلب من مختلف دول مجلس التعاون الخليجي. واستمريت رئيسا تنفيذيا لمجموعة شركات "GBI" في الدول المختلفة حتى عام 2016.

لقد كان هذا المشروع بالنسبة لي بمثابة فكرة تحولت إلى واقع بعد المرور بتحديات عديدة بدءاً من التمويل لهذا المشروع الضخم وأيضاً الحصول على الموافقات والتصاريح من الدول المختلفة وصعوبة التنفيذ  وبالرغم من كل هذه العقبات فقد استكمل تنفيذه في المدة المخطط لها بنجاح.

وبعدها قررت العودة إلى مصر وتكريس خبراتي للعمل فيها والمشاركة في بناء منظومة التحوُّل الرقمي في افريقيا انطلاقا من مصر، وأسست شركة "فايبر مصر" في عام 2017، التي تَحَوَّلَتْ بعدها بعامين إلى مجموعة "بنية"، بعد عمليات اندماج واستحواذ على شركات لها خبرة طويلة وفيها كفاءات وكوادر بشرية ماهرة قادرة على تصميم وتنفيذ الحلول المتكاملة في مجالات البنية التحتية للاتصالات.

وبعد كل هذا المشوار ( الذي اعتبر ما زلنا في بداياته ) أستطيع أن أقول إن أساس النجاح هو الإيمان بقدرتنا على تحقيقه والإخلاص في العمل ودعم الدولة وتشجيعها لتكنولوجيا التحول الرقمي، والاستثمار في تنمية الكفاءات والكوادر البشرية والتطوير المستمر من خلال الشراكة مع أكبر الخبرات العالمية المتطورة في مجال التحول الرقمي.