Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

بداعي السفر أو التنقل بين المدن داخلياً أو خارجياً، أصبحت حاجة الانسان إلى وسائل النقل السريعة ملحة. ومع العولمة وتسارع التحولات، عرفت وسائل النقل تعديلات كبيرة على مستوى المحرّك والشكل الخارجي.

 أفكار جديدة لا تزال قيد البحث اليوم مع سلسلة من الابتكارات والتجارب التي تتماشى مع الحلول الرقمية الحديثة والعصر التكنولوجي. فتخيّل أنك ستتمكّن من أخذ سيارتك أو سيارة أجرة من سطح منزلك لتصل إلى أبعد نقطة على الأرض خلال 60 دقيقة فقط. تعرض شركات السيارات تصورّها لوسائل النقل المستقبلية بحلول عام 2050 وما قبل: سترتكز وسائل النقل المستقبلية على المرونة، الاستدامة والسرعة في آن واحد لتتحول المركبات التقليدية إلى مركبات ذكية متطورة وصديقة للبيئة أيضاً.

بعض وسائل النقل المستقبلية ستكون بشكلها الحالي إنما مع بعض التغيّرات المطوّرة أكثر. وفعلاً ها قد بدأنا نشهد وجودها ومنها السيارات الكهربائية والمركبات والطائرات ذاتية القيادة. في هذا السياق، يقول الخبراء إن الأنظمة التي تعمل عليها السيارات والطائرات ذاتية القيادة هي خاضعة للنمو والتطوّر وتسمح لنا برؤية المستقبل أمامنا.

عندما نتحدّث عن السرعة لا نعني بذلك أن التقنيات السريعة لن نجدها في عصرنا الحالي بل على العكس. ينعكس استخدام وسائل النقل الذكية والسريعة على النمو الاقتصادي وحركة السفر بشكل خاص، في وقت بات يبحث فيه المسافرون اليوم عن الرحلات القصيرة التي لا تتطلب الكثير من الوقت والتعب الجسدي. على ضوء ذلك، تعمل شركات النقل والتكنولوجيا معاً لتوفير عدّة خيارات تطال المطارات ووسائل النقل العام عالمياً.

 

هل نعتمد تقنية هايبرلوب؟

تتبع الدول النامية نظام النقل السريع لتوفير تجربة تنقل فائقة للمسافرين، لذا تعرّف على تقنية هايبرلوب. أعاد رائد التكنولوجيا إيلون ماسك ابتكار واحياء هذه التقنية عام 2012 وهي ترتكز على دمج أنابيب ذات ضغط منخفض خالية من الهواء تربط بين محطتين. يستمد المحرّك قوّته من الطاقة الشمسية لتوليد الحقل المغناطيسي ودفع الكبسولات بسرعة كبيرة جداً. يمكن لتقنية هايبرلوب الاندفاع بسرعة تفوق سرعة الصوت تصل إلى 1220 كلم في الساعة لتفوق سرعة القطار التقليدي وتقترب من سرعة الطائرات، ما يشجع الناس على التنقل أكثر بين المدن البعيدة فمشكلة الوقت لم تعد موجودة بعد الآن.

قامت إحدى الشركة برحلة تجريبية مع الهايبرلوب عام 2020 حيث وصلت سرعة الكبسولات الى 100 ميل في الساعة على مدار الاختبار. وأثبتت التجارب سلامة هذه التكنولوجيا على المسافرين مما يمهّد الطريق لاستخدامها أكثر في الرحلات المقبلة. لا تتأثر تقنية هايبرلوب بالعوامل الطبيعية كون الكبسولات محمية من الرياح والأمطار. تعتبر كلفة صيانة الهايبرلوب أقل من التكاليف المطلوبة للقطارات السريعة وهو بحاجة إلى كمية قليلة من الوقود مقارنةً بالطائرات والسيارات.

وكان لدولة الامارات تجربة خاصة مع قطار الهايبرلوب لتسهيل حركة النقل بين المدن حيث يربط دبي بإمارة أبوظبي بظرف 12 دقيقة فقط. تراوحت كلفة المشروع بين 20 و40 مليون دولار للكلم الواحد. ومن المتوقع أن يصل عدد المسافرين على متن القطار إلى 45 مليون مسافر على أن يحقق هذا المشروع ايرادات طائلة للدولة بين 8 و15 عاماً مقبلة. فتح هذا المشروع الباب أمام العديد من الابتكارات مبرهناً مكانة الامارات في قطاع المواصلات والنقل.

 

هل تأخذ وسائل النقل الشكل نفسه عام 2050؟

من المتوقع زيادة عدد المركبات بحلول عام 2030 ليصل إلى ملياري مركبة، لكن طبيعة هذه السيارات وشكلها وتصميمها لن تكون كسياراتنا حالياً. تسعى شركات السيارات إلى خفض الانبعاثات الكربونية من خلال نشر صناعة السيارات الكهربائية ذاتية القيادة والصديقة للبيئة؛ ومن المتوقع أن تكون كل السيارات على هذا الشكل بحلول عام 2050 إلى جانب اعتماد الدراجات البخارية والكهربائية التي تعتبر من أسهل الوسائل للتنقل والأكثر فعالية.

إن المدن الذكية التي تمتلك بنية تحتية متطورة هي الأكثر حظاً في تبني طرق المواصلات المتطورة في السنوات القادمة، فأغلب السيارات ستعتمد على الموارد المتجددة. وبالاضافة إلى الخدمات الذكية المطلوبة من وسائل النقل المستقبلية، تأمل الدول في تبني الحافلات والسيارات الواسعة لاستيعاب أكثر من ألف راكب. ويشهد قطاع النقل ثورة تدريجية وانعكاساته إيجابية جدًا تجعل من السيارات الجديدة بعيدة عن المفهوم الميكانيكي وأقرب إلى الصناعة الذكية، فبحسب الدراسات، "تتمتع سيارات اليوم بقوة حوسبة تبلغ 20 جهاز كمبيوتر شخصياً".

وبينما أصبحت السيارات ذاتية القيادة حقيقة ملموسة، ستتم أتمتة 90% من وقت القيادة بحلول عام 2025. من المتوقع أن ينمو سوق أشباه الموصلات للسيارات بسرعة من 40 ملياراً في عام 2019 إلى 200 مليار لعام 2040. قد يرتفع عدد السيارات المتصلة من 50% عام 2021 ليصل إلى 95% بحلول عام 2030 حيث أن 47% من العملاء يبحثون عن السيارات المتطورة المتصلة بالانترنت للاستمتاع بتجربة فائقة عند القيادة. يبدو الأمر مثيراً للغاية، فيعتقد الباحثون أن المدن والطرقات ستأخذ حتى شكلاً جديداً مع انتشار السيارات الكهربائية وذاتية القيادة، فلا حاجة إلى اشارات المرور أو لشرطي سير.

 

ثورة الجيل الخامس في وسائل النقل

تتجاوز مميزات السيارات المتصلة النطاق الترددي للتطبيقات الحالية، فلا تقتصر الخدمات على السيارة نفسها بل تتيح للسائق الاتصال مع العالم الخارجي. وفقاً للتقارير، من المتوقع نمو المشتركين في خدمات تكنولوجيا المعلومات المدمجة في السيارات إلى 376 مليون شخص حول العالم، على أن تزيد قيمة سوق السيارات المتصلة عن 215 مليار دولار بحلول عام 2027.

تقدم شبكات الجيل الخامس الخاصة بالسيارات أحدث المعايير في التكنولوجيا اللاسلكية، مع المزيد من الخيارات للتحكم بالقيادة. وفي هذا الاطار، من المرجح زيادة قيمة شبكات الجيل الخامس الخاصة  10 أضعاف بحلول عام 2028. يتطلع الخبراء بالفعل إلى اتصال أسرع من شبكة الجيل الخامس- بما في ذلك +5G والجيل السادس. هذا الأمر سيدفع مهندسي السيارات نحو اعتماد الذكاء الاصطناعي لتغذية سعة السيارات الذكية وتحقيق الرؤية المستقبلية في عالم الشبكات اللاسلكية وشبكات النقل البري والبحري والجوي على حدٍّ سواء.