Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

إختتمت تيليكوم ريفيو جلسة حوارية ناجحة بعنوان "نشر الجيل الخامس في شمال أفريقيا" حيث ناقش المتحدثون فيها عمليات نشر الجيل الخامس القائمة في شمال أفريقيا إلى جانب الفرص والتحديات المرتقبة للمرحلة المقبلة.

جمعت الجلسة التي كانت بإدارة الرئيس التنفيذي للعمليات، تيليكوم ريفيو أفريقيا، عصام عيد، نخبة من رواد المجال ومنهم: كينيشي أوكليكي، مدير IntelligenceGSMA ومصطفى حجازي، مدير إدارة ابتكار واستراتيجيات تكنولوجيا المعلومات والشبكات، أورانج مصر وزوران لازاريفيتش، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لسوق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إريكسون ويوسف مربط، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا لشمال وغرب أفريقيا، نوكيا.

في كلمته الافتتاحية، شارك كينيشي أوكليكي رؤية واضحة من مختلف تقارير GSMA حول تنفيذ تقنية الجيل الخامس في شمال أفريقيا. وقدم استراتيجية خاصة لتسويق الجيل الخامس على مستوى الدول، كما كشف أنه بحلول يونيو 2023، أطلق 238 مشغلاً في 94 سوقاً عالمياً عمليات الجيل الخامس، منهم 106 في 52 سوقاً قدموا أيضاً اتصالات وصول لاسلكية ثابتة.

والجدير بالذكر أن 254 مشغلاً في 110 اسواق أجروا 750 تجربة على شبكات الجيل الخامس، مع قيادة شركات مثل نوكيا وإريكسون في دعم هذه التجارب. على هذا الخط، أكّد أوكليكي أن تردد النطاق المتوسط ​​(1-7 جيغاهرتز) كان القوة الدافعة خلف عمليات نشر الجيل الخامس على مستوى العالم. مقارنةً بالمناطق الأخرى في القارة، تعتبر منطقة شمال أفريقيا متراجعة نسبياً من ناحية تسويق الجيل الخامس وتخصيص الطيف المطلوب. وشدد أوكليكي على أن جاهزية شمال أفريقيا لتبني تقنية الجيل الخامس تمت الإشارة إليها من خلال اعتماد الهواتف الذكية وتقنية الجيل الرابع على مستوى عالٍ، بالإضافة إلى تركيز المشغلين للاستثمار في عمليات تحديث الشبكة. وشدد أوكليكي على الحاجة الملحة لتخصيص الطيف في شمال أفريقيا وتوقع أن تكون خدمات الجيل الخامس التجارية متاحة بحلول عام 2024، مما قد يؤدي إلى أكثر من 130 مليون اتصال بتقنية الجيل الخامس في المنطقة بحلول عام 2030، أي ما يعادل 41% من إجمالي اتصالات الهاتف المحمول في شمال أفريقيا. في الخلاصة، اعتبر أن اعتماد الجيل الخامس يمكن أن يدعم اقتصاد شمال أفريقيا بنحو 6.6 مليارات دولار بحلول عام 2030.

حلول جديدة وخدمات مرتقبة

في سياق الجلسة، تناول السؤال الأول الوضع الحالي لعمليات نشر الجيل الخامس والتحديثات المشتركة حول تقدم الاختبارات التجارية. تعليقاً على هذا الواقع، ذكر مصطفى حجازي أن جميع المشغلين تقريباً في شمال أفريقيا قد بدأوا الاختبار والتجارب الميدانية لتقنية الجيل الخامس. وفي مصر، حصلوا على تصريح تنظيمي للاختبار الميداني لشبكة الجيل الخامس والاستعداد لها. تجري المناقشات بين المشغلين والسلطات التنظيمية بشأن تخصيص المزيد من الطيف، خاصة في النطاق 3.5 جيغاهرتز. ونجح المشغلون المصريون في السنوات الأخيرة في تأمين تمديدات لطيف خدمة الجيل الرابع في النطاق 2.6 جيجاهرتز. واقترح حجازي إمكانية استخدام هذا النطاق في المراحل الأولى لنشر شبكة الجيل الخامس. وذكر أيضاً أنه من المتوقع أن يكون الانتقال الأولي لحركة مرور البيانات من الجيل الرابع إلى الجيل الخامس خجولاً نظراً لتوافر الهواتف التي تدعم تقنية الجيل الخامس في سوق الهواتف الذكية في المنطقة.

بدوره، شدّد يوسف مربط على أن دولاً عدّة قد بدأت الاعلان عن مسارها الواضح تجاه الجيل الخامس، حيث بدأنا نشهد على اختبارات وعروض وتجارب مختلفة في هذا المجال منذ عام 2019. وأكد الحاجة إلى تحديث شبكات الوصول الراديوي لاستيعاب الطلب المتزايد على الجيل الخامس والقدرات التي تتمتع بها هذه الشبكة. وأشار مربط إلى أن تطور الشبكة هو عملية مستمرة عبر الأجيال وشدد على أهمية تخصيص الترددات من قبل الهيئات التنظيمية.

من جهته لفت لازاريفيتش إلى أنه من خلال تخصيص الترددات بشكل مناسب، يمكن تحقيق نتيجة مفيدة للطرفين. وهذا لا يؤثر فقط على كيفية خدمة شركات الاتصالات وتزويد العملاء في منطقة أفريقيا بشبكات عالية الأداء فحسب، بل يؤثر أيضاً على فعالية تكلفة إنشاء الشبكات. يُعد تخصيص الطيف جزءاً حاسماً لنشر شبكات الجيل الخامس في شمال أفريقيا.

 

الوصول اللاسلكي الثابت من الجيل الخامس يتيح فرصاً جديدة

ناقش المتحدثون تأثير الجيل الخامس على نمو الناتج المحلي الإجمالي لدول شمال أفريقيا. في هذا الاطار، أشار مربط إلى أن هناك الكثير من الأبحاث في هذا المجال. وسلط الضوء على دراسات تناولت مكانة الجيل الخامس حيث تتوقع شركة برايس ووترهاوس كوبرز أن يصل تأثير شبكات الجيل الخامس على الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى 1.3 تريليون دولار بحلول عام 2030. وفي حين أنه من المتوقع أن تستفيد الاقتصادات الأقوى والأكثر حداثة أكثر من غيرها، يعتقد مربط أن يكون لشمال أفريقيا حصة كبيرة أيضاً.

وشدد على إمكانات الوصول اللاسلكي الثابت من الجيل الخامس (FWA) في سد الفجوة الرقمية، خاصة في المناطق الريفية حيث يكمل بناء الألياف الضوئية. تلعب هذه التكنولوجيا دوراً محورياً في دفع شمال أفريقيا نحو الجيل الخامس والتحول الرقمي، كما يتضح من الخطط الوطنية في دول مثل المغرب وتونس ومصر.

ولفت حجازي إلى الفرص المتاحة في الشبكات الخاصة، مستشهداً بأمثلة في قطاعات مثل الموانئ البحرية والتجارة والخدمات اللوجستية في مصر، حيث يمكن لتقنية الجيل الخامس تبسيط العمليات وتقليل إنفاق الموارد.

كما شدد لازاريفيتش على أهمية النطاق العريض المنزلي في شمال أفريقيا، مشيراً إلى أن الوصول اللاسلكي الثابت (FWA) يعد حلاً أكثر فعالية مقارنةً بشبكات الألياف الضوئية الواسعة. وتوقع حدوث طفرة كبيرة في اعتماد الوصول اللاسلكي الثابت (FWA) في المنطقة بحلول عام 2024. بالنسبة لإريكسون، فإن تركيزها على حالات استخدام الجيل الخامس في أفريقيا يتبع نهجاً تدريجياً، مع تصدّر الوصول اللاسلكي الثابت (FWA). أما التخطيط فيتم حالياً لاستكشاف تطبيقات أكثر تعقيداً مثل الشبكات الخاصة والألعاب والواقع المعزز في الوقت المناسب.

وأعرب أوكليكي عن ثقته في أن منطقة شمال أفريقيا ستتبنى تقنية الجيل الخامس مع ظهور حلول جديدة، مشيراً إلى انعكاس هذه الشبكة على الاقتصاد بما يُقدر بـ 6.6 مليارات دولار. ويعتقد أن تقنية الجيل الخامس ستعزز الإنتاجية بشكل كبير في مختلف القطاعات وتحسن كيفية  تقديم الخدمات الحكومية.

الجيل الخامس يعزز الاستدامة

ومن المحاور التي تم طرحها خلال الجلسة أيضاً تأثير عمليات نشر الجيل الخامس على استهلاك الطاقة لمزودي الخدمات. تعليقاً على هذا الموضوع، قال لازاريفيتش أن شبكة الجيل الخامس تمثل قفزة كبيرة في كفاءة استخدام الطاقة، وأنه في حين أن الأجيال السابقة (الجيل الأول والثاني والثالث والرابع) ساهمت في تحسين أداء الشبكة، إلا أنها أدت أيضًا إلى زيادات غير مستدامة في استهلاك الطاقة. ومع عمليات وتصميمات الجيل الخامس الموحدة، هناك إمكانية لخفض نسبة استخدام الطاقة. وسلّط لازاريفيتش الضوء على تقرير إريكسون الذي يطرح امكانات قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الذي يساهم في 1.4% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وأن تقنية الجيل الخامس يمكن أن تخفّض الانبعاثات من سائر القطاعات بنسبة تصل إلى 15%.

بدوره أكّد مربط على الدور الأساسي للرقمنة في تحسين استهلاك الطاقة. ودعا إلى التحول السريع نحو الجيل الخامس والتخلص التدريجي من الشبكات القديمة لجعل الأولى أكثر جاذبية للمشغلين وأكثر كفاءة من الناحية البيئية.

وأضاف أوكليكي أن استخدام مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتشغيل شبكات الاتصالات يعد طريقة فعالة من حيث التكلفة للمضي قدماً. وشدد على الحاجة إلى مصادر طاقة أرخص من حيث الكلفة لنشر تقنية الجيل الخامس بكفاءة أكبر، خاصة مع تكثيفها وزيادة استهلاكها للطاقة.

وفي معرض حديثه، اعترف حجازي بأن التحول إلى الجيل الخامس سيؤدي في البداية إلى ارتفاع استهلاك الطاقة بسبب التعايش مع الأجيال الأقدم. كما شدد على كفاءة استخدام الطاقة على المدى الطويل لشبكات الجيل الخامس، مؤكداً أهمية التخفيف من زيادات الاستهلاك في المراحل المبكرة. يُعد استكشاف مصادر الطاقة المتجددة أمراً مهماً لتحقيق هذه الأهداف "الخضراء" الصديقة للبيئة.

التركيز على فوائد الجيل الخامس

وفي ما يتعلق بنشر تقنية الجيل الخامس، قدم الخبراء في المجال رؤية قيّمة حول الاستراتيجيات الفعالة لتحسين الاستثمارات وتحسين تجارب المستخدم. وشدد لازاريفيتش على دور التخطيط وفعاليته لرفع مستوى الكفاءة وتحقيق النجاح. يختار العديد من المشغلين النشر غير المستقل (NSA) كنقطة انطلاق، كما أشار لازاريفيتش، الذي اعترف بالمزايا الاستراتيجية التي يملكها.

من ناحيته، أشار أوكليكي إلى زيادة الوعي بين المستهلكين حول تكنولوجيا الجيل الخامس وتوقع أن يعزز ذلك الاهتمام بالشبكة واعتمادها بشكل أكبر. كما أشار إلى أن المستهلكين قد لا يواجهون زيادات كبيرة في الأسعار أثناء التحول إلى الجيل الخامس مما يعزز جاذبيتها أيضاً.

بدوره، شدد حجازي على الأهمية الحاسمة لتحقيق الدخل في ظلّ مشهد نشر الجيل الخامس، معترفاً بأن هذه المسألة تُقلق العديد من المشغلين. إن الرؤية المقدمة من خبراء القطاع هي بمثابة إرشادات قيمة للمزودين والمشغلين الذين يسعون إلى التغلب على تعقيدات نشر الجيل الخامس مع تحقيق الأرباح من الاستثمارات وتقديم تجارب فائقة للمستخدم.

تحسين تخصيص طيف الجيل الخامس في شمال أفريقيا

تناول السؤال الأخير مسألة الحصول على طيف جديد والذي يجب على المشغلين تأمينه لنشر الجيل الخامس. في هذا الاطار، اعتبر لازاريفيتش إن هذه هي اللحظة المحورية لتنفيذ شبكات الجيل الخامس في شمال أفريقيا. وسلط الضوء على فعالية نشر تقنية الجيل الخامس ضمن الطيف الحالي، على الرغم من احتمالية تأثيرها المحدود مقارنةً باستخدام طيف جديد مخصص. يعد تخصيص الطيف الجديد أمراً مهماً  لتحقيق خطوات كبيرة في مجال الجيل الخامس. وشدد على أن الهيئات التنظيمية تلعب دوراً حاسماً في تأمين طيف إضافي، حيث أن العديد من شركات الاتصالات تتطلب عرض نطاق ترددي كبير. يُعد التخصيص الفعال أمراً حيوياً لتحقيق أقصى قدر من سهولة الاستخدام ودفع الاستثمار. دعا لازاريفيتش إلى تجنب إعادة استخدام الطيف الموجود لمنع التدهور.

وشدد مربط على ضرورة تخصيص عرض النطاق الترددي الكافي للمشغلين. وأشار إلى أن 100 ميغاهيرتز أصبحت المعيار للاستخدام الفعال للمعدات. تُعد السعة الكافية من خلال تخصيص الطيف أمراً مهماً للوصول اللاسلكي الثابت، الذي يخدم المشتركين في الخدمات الثابتة. وشدد مربط أيضاً على الحاجة إلى الحياد التكنولوجي في تخصيص الطيف.

من جهته لفت حجازي إلى الحاجة إلى ما لا يقل عن 50 ميغاهرتز من الطيف لضمان تجربة جديّة مع الجيل الخامس، خاصة بالنسبة لمشترك الجيل الرابع. واقترح إحراز تقدم تدريجي في تخصيص الطيف لتلبية الطلب المتزايد وتحقيق الفوائد الكاملة لتقنية الجيل الخامس.

أخيراً تم عرض ثلاثة أسئلة استطلاع مع المتحدثين والجمهور (عن بُعد) طرح من خلالها مدى توفر شبكة الجيل الخامس حالياً والتقدم الذي أحرزته في منطقة شمال أفريقيا. وأظهرت النتائج أن 75% من الجمهور أشاروا إلى أنه "جاري التنفيذ"، بينما اعتبر 25% منهم أنه لم يبدأ بعد. أما السؤال الثاني فركّز على مقارنة نشر تقنية الجيل الخامس في شمال أفريقيا تزامناً مع التقدم على المستوى الدولي وجاءت الإجابات على النحو التالي: 75% صوتوا بـ"متراجعين"، و25% اعتبروا أن البيانات ما زالت محدودة.

 في السؤال الثالث والأخير تم البحث حول مدى إمكانية دول شمال أفريقيا في توفير الوصول واسع النطاق إلى شبكات الجيل الخامس قريباً فاعتبر 25% من الجمهور أن ذلك "محتمل للغاية"، بينما 75% من الاجابات استبعدت ذلك مع التصويت على الخيار التالي: "يبدو غير مرجح في المستقبل القريب".