Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

إنجازات متعددة حققتها الدول العربية في مجال الرقمنة والاتصالات ومن بينها دولة الكويت التي تمكّنت من التقدّم والاستمرار رغم كل الظروف المعاكسة. أعادت الحلول الرقمية تشكيل الاستراتيجيات المتخذة لتحقيق النمو وإحداث التغيير الايجابي على مستوى المجتمع والأعمال.

يواجه مشغلو الاتصالات ومزودو الخدمات منافسة شرسة في سوق متعدد المكونات. تكشف الشركات عن خططها المستقبلية وهي تركّز اليوم على محاور أساسية تتوافق مع الواقع الجديد: التحول الرقمي، اعتماد الحلول السريعة، دمج التكنولوجيا في العمليات التشغيلية. تبرز دولة الكويت في قطاع التقنية والتكنولوجيا مع تنامي حجم انفاقها على مراكز البيانات والمعلومات والتكنولوجيا من 5.40 مليارات دولار في عام 2023 على أن يصل إلى 5.71 مليارات دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة.

"الكويت الجديدة" بين واقع الاتصالات والتكنولوجيا

تتجه منطقة الشرق الأوسط نحو البيانات السحابية والبيانات الضخمة والأجهزة الالكترونية والتقنيات الحديثة والمشاريع الناشئة بالاضافة إلى الحلول المدعومة بالذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والتعلم الآلي. في حين أن الطلب على هذه التقنيات يتزايد، تستجيب الكويت إلى التحول السريع من خلال بناء بنية تحتية رقمية آمنة، وتشغيل الأنظمة الذكية وتوسيع نطاق الشبكات اللاسلكية لرفع جودة الاتصالات والخدمات في كافة أنحاء البلاد لا سيّما في المناطق المأهولة سكانياً.

تتوافق رؤية الكويت 2035 مع الواقع الجديد سريع التطوّر. تسعى الجهات المعنية إلى بناء كويت الجديدة القائمة على الأنظمة الالكترونية الذكية والبنية التحتية الرقمية. هذا وتحتاج المؤسسات والشركات في الدولة إلى تحسين مرونتها في مجال الرقمنة لمواجهة التحديات المرتقبة والعمل في الوقت نفسه على تعزيز الحماية والأمان على الانترنت تزامناً مع المرحلة الانتقالية التي تشهدها مختلف القطاعات. أما من ناحية تجربة العملاء، فتركّز شركات الاتصالات في الكويت على العملاء وكيفية تحسين تجربتهم مع اعتماد نهج مختلف لتنمية الأعمال وتطوير القطاعات. يهدف هذا المسار إلى رفع الايرادات السنوية إن كان في الكويت أو في أي دولة أخرى تتطلع إلى الانتقال للمرحلة المستقبلية بجاهزية على المستويات كافة.

وتوقع الخبراء أن تُنفق المؤسسات التكنولوجية في الكويت نحو 0.95 مليار دولار خلال العام الجاري مقابل ارتفاع انفاق المستهلكين على البيانات والخدمات التقنية والأسواق الرقمية.

 شركات الاتصالات في الكويت تضع بصمتها على القطاع

تُطوّر الكويت قدراتها لتبني المنصات الرقمية وتوفير المزيد من الفرص لجذب الاستثمارات الذكية وتحقيق أفضل النتائج. فللتطور السريع تأثيره المباشر على سلوك العملاء الذي تبدّل حيث باتت الحاجة ملحّة لحزمة واسعة من الخدمات الرقمية مع محاولة دائمة لتوسيع نطاق شبكات الجيل الخامس لتصل إلى كل الدولة دون استثناء. وبناءً على رؤية الكويت الجديدة، تُسارع الشركات إلى طرح حلولها وأعمالها المبتكرة لبناء قاعدة عملاء مستدامة والمساهمة في اعتماد شبكات عالية السرعة والجودة مع الأخذ بالاعتبار المخاطر المحدقة من هجمات سيبرانية وعمليات مشبوهة على الانترنت تُهدد الخدمات الرقمية وتُؤثر سلباً على الاعمال والمجتمع والأفراد والشركات.

تملك الكويت كل المقومات اللوجستية والاستراتيجية والجغرافية للتحول إلى دولة رقمية ذات قيمة مُضافة. فرغم كل التحديات، تواصل الكويت جهودها لتطوير القطاع وفقاً لأسس رؤية 2035.

الجيل الخامس يُضاعف سرعة الانترنت في البلاد

حلّت دولة الكويت في المرتبة الأولى باعتبارها الأكثر تطوراً من حيث شبكات الانترنت على مستوى الخليج مع تضاعف سرعة الانترنت بنحو 10.8 أضعاف مع اعتماد شبكة الجيل الخامس مقارنةً بالجيل الرابع.

وقد حققت الكويت تقدماً ملحوظاً في تحسين أداء تجربة الفيديو باستخدام الجيل الخامس مقارنةً بالدول المجاورة. كما سجلّت الكويت أعلى نسبة في تجربة الفيديو مع 19% تليها البحرين مع 13% فالامارات مع 12% ثم  قطر مع 9% وأخيراً سلطنة عُمان مع نسبة 8%.

تأخذ الكويت مسارها للارتقاء بخدماتها بنجاح والتأكد من تفوقها في مجال الاتصالات والتكنولوجيا على المستويين المحلي والدولي إن كان عبر تحسين شبكات الاتصال أو الاستثمار في الجيل الخامس والعمل على نشره في كافة أنحاء البلاد، ويسعى مزودو الخدمات ومشغلو الاتصالات في الدولة للبقاء في صدارة المشهد الرقمي لضمان الاستدامة والنمو. ولا تقتصر الأعمال على ذلك فحسب، بل يتم العمل على تطوير البنية التحتية الرقمية في الكويت لتحويلها إلى مدينة ذكية توازي بقدراتها الدول المتقدمة.

ومن ناحية الابتكار والتحول في البلاد، حلّت الكويت في المرتبة السابعة عربياً والمرتبة الرابعة عشرة على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا في مؤشر المدن المبتكرة لعام 2023.

إنطلاقاً من ضرورة تطبيق الحلول التكنولوجية وتفعيل رؤية كويت الجديدة، تُطوّر الدولة جامعاتها التقنية مع التركيز على أنه سيرتفع عدد الوظائف التي تعتمد على التكنولوجيا في المرحلة المقبلة.

ضمان رؤية المستقبل ودعم الابتكار

فبعد التقدم الايجابي الذي أحرزته الكويت في مسيرة التحول الرقمي، يتم العمل على تزويد المواطنين بالمعلومات المطلوبة والوعي الكافي لتمكين الرقمنة والحدّ من مخاطرها. وبما أن رؤية الكويت 2035 ترتكز على التكنولوجيا أولاً، تستفيد الدول من كل الامكانات المتاحة لتعزيز الانتاجية وتحسين الأداء وتأمين المزيد من الفرص والخدمات واستخدامها في كافة القطاعات. فبهذه الاستراتيجية، جذبت الكويت الشركات الأجنبية وخصوصاً المتخصصة في صناعة التكنولوجيا حيث نُفّذت كل المتطلبات لدعم التحول الرقمي وتقديم البرامج التدريبية للأعمال التقنية والسحابية.

تستعد الهيئات التنظيمية بالتعاون مع القطاع العام إلى تطوير القوانين المتعلّقة بحماية البيانات والمعلومات مع استخدام التكنولوجيا المستمر. يتيح الانفتاح الحاصل خدمات إلكترونية جديدة عن طريق المنصات فتسير الحكومة الكويتية نحو دعم المهارات الرقمية لسدّ الفجوة؛ فكانت الكويت من أولى الدول الخليجية التي عملت في سبيل التحول الذكي مع تمكين شبكات الوصول اللاسلكي وتفعيل التعاونات التي تقود الدولة نحو الأفضل في قطاع الاتصالات والأنظمة الالكترونية. على رغم التحديات المتمثلة، تسعى الكويت إلى زيادة عدد المنصات الرقمية لاستقبال عدد أكبر من الطلبات والمنافسة على مستوى عالمي أبعد من أفق الحلول التقليدية.