Advertisement

تقارير وتغطيات
Typography

تقدّم الطائرات المسيّرة حلولاً غير مسبوقة ترفع مستوى الخدمات وتزيد انتاجية القطاعات. تطوّرت هذه التكنولوجيا في السنوات الثلاث الأخيرة لتُدمج في مجالات متعددة منها الرعاية الصحية، العمليات العسكرية والنشاطات المدنية وغيرها.

تتبنى الحكومات حالياً سلسلة من الطائرات المسيّرة توازياً مع تطوّر البنية التحتية الرقمية ومراكز البيانات وتعدد استخدامات الذكاء الاصطناعي. تتمتع هذه الطائرات بحجمها الفريد ووزنها وسرعتها وقدراتها على الطيران لمسافات أبعد ولمدة أطول. هذه المميزات وسواها عززت فكرة استخدام الطائرات المسيّرة بوتيرة أكبر إذ تشير الدراسات إلى رغبة العملاء في الاتجاه إلى تجربة مرنة بكفاءة عالية. عقبات كثيرة واجهت هذا القطاع ومنعت عملية تطوير الطائرات ذاتية القيادة منذ طرح الفكرة للمرة الأولى في عام 2013.

مسيّرات تحكم المدن الذكية

تعتزم الدول النامية انتاج الطائرات المسيّرة واستخدامها في مختلف القطاعات. فمقارنةً بالطائرات التقليدية، تستنفد المسيّرة كمية أقل من الوقود وهي تتوافر بتصاميم متعددة وتتماشى مع خطط البيئة الخضراء لخفض البصمة الكربونية والحدّ من الانبعاثات الكربونية. تتراوح كلفة الطائرة المسيّرة بين 500 دولار وخمسة آلاف دولار مقارنةً بالطائرة التقليدية التي تأتي بتكلفة أكبر وفقاً لنوعها وحجمها.

توظّف السلطات المعنيّة التكنولوجيا تلبيةً للمواطنين في وقت تسمح فيه التطبيقات الذكية أو الأجهزة الالكترونية المتصلة بالانترنت لمستخدميها بحلّ مشاكلهم فوراً وبسط الأمن ومساعدة المجتمع بأساليب أكثر ابتكاراً. تُستخدم الطائرات المسيّرة في المهام اليومية من خلال ربطها بخوادم انترنت وأنظمة رقمية ذكية تجمع البيانات في الوقت الفعلي لتحليلها ثم تخزينها واتخاذ القرارات الصائبة بناءً على ذلك.

تأخذ الطائرات الذكية مكانة رائدة في قطاع الزراعة فهي مزوّدة بكاميرات ومستشعرات تساعد المزارعين في مراقبة صحة المزروعات ومتابعة نموها على مدار السنة كما تسمح لهم بمعالجة مئات الأمتار واكتشاف وجود أي اصابة على أي من المزروعات. إلى جانب توفير الجهد والوقت، تُسهّل الطائرات الذكية عملية رش المبيدات والأدوية على مساحات واسعة.

ترتقي الطائرات الذكية بخدمات الرعاية الصحية  في وقت تعزز استخدامها بعد انتشار الوباء في عام 2019 حيث انتعشت صناعة المسيّرات لنقل الأدوية والعينات والأدوات الطبية ومراقبة تطبيق الحجر الصحي في المناطق البعيدة بدلاً من التنقل بالسيارات أو الطائرات التقليدية لأخذ العينات أو تقديم العلاجات. تجتاز المسيّرات مسافات كبيرة خلال فترة قصيرة دون الحاجة إلى تأمين مطارات أو مهابط. تُستخدم الطائرات الذكية أيضاً عند وقوع الحوادث الطبيعية أو الكوارث المفاجئة في عمليات الانقاذ والبحث عن الضحايا وتحديد مكانهم تحت الركام.  

لا يقتصر دور الجيل الجديد من المسيّرات على ذلك فحسب بل يُعد استخدامها أساسياً في المدن الذكية المتصلة بالانترنت لتوفير الحماية والأمان في الشوارع.

مع مراقبة التغييرات الحاصلة، يرى الخبراء أن سوق الطائرات المسيّرة غير العسكرية سيتضاعف عالمياً خلال العقد المقبل ليصل إلى 14.5 مليار دولار.

كيف تغيّر طائرات التسوّق حركة التجارة؟

منذ اعتمادنا على التطبيقات الذكية تغيّر نمط التجارة واستراتيجية البيع بالتجزئة فما التطورات التي سنختبرها في هذا المجال بعد توسّع الطائرات المسيّرة وهل سيكون لها تأثير على حركة التجارة؟

يوفّر التسوّق الالكتروني راحة كبيرة للعملاء مما يؤثر ايجابياً على حركة التسوّق ويرفع مستوى البيع دون التقيّد بالمكان أو الزمان. وتشير بعض الدراسات إلى نسبة أكبر من العملاء يلجأون إلى التسوّق الالكتروني اليوم أكثر من أي وقت مضى نسبةً لمرونة الخدمة وسهولة الحصول على المنتجات إلى جانب التركيز الكلي على كيفية دمج التكنولوجيا في هذه الصناعة بما يتماشى مع المستقبل الرقمي.

في ظلّ هذا الواقع، نشطت حركة الطائرات المسيّرة لتسليم المشتريات عبرها حتى بات هناك أكثر من 10 مشغلين أساسيين لطائرات التسوق المسيّرة حول العالم مع تسليم أكثر من 874000 طرد تجاري في العام 2022.  فمع نهاية عام 2019، وصل حجم الانفاق العالمي على المسيّرات إلى نحو 100 مليار دولار مع توقعات بنموّها مع تطلّع الكثير من الدول إلى اعتمادها لاستخدامات متنوعة.

دفعت هذه التحولات شركات التكنولوجيا وأصحاب الطائرات الذكية إلى زيادة شروط الأمن والخصوصية بما يلبي تطلعات العملاء عبر الانترنت. فبعدما زادت عمليات التسليم عبر الطائرات بدون طيّار، يؤكد الخبراء أنه من الضروري معرفة كيفية التحكّم بالتكنولوجيا الحديثة لما توفّره من وقت وجهد.

مخاوف تترافق مع حركة الطائرات الذكية

لكل ابتكار سلبيات وايجابيات وكذلك الطائرات الذكية التي صحيح أنها أصبحت جزءاً أساسياً من الحياة العملية والعسكرية والتجارية واليومية إنما لا تخلو من المخاوف على مستويات عدّة.

ترتفع احتمالية حصول الهجمات الالكترونية مع استخدام الطائرات الذكية وهذا ما يُبطئ عملية النمو والتطوّر. بين انجاز الأعمال شخصياً أو الاتكال على الآلات الذكية، تعزز الطائرات المسيّرة مفهوم التكنولوجيا الذكية في حياتنا مما يثير المخاوف بشأن الانسان ودوره الوظيفي خصوصاً في المصانع أو شركات التجزئة حيث الارتكاز الأساسي يقوم على توزيع المنتجات بسرعة ومرونة وهذا ما يعترف به أصحاب المجال.

في المقابل، سبق أن أعلنت جهات مختصة اتمام هجماتها السيبرانية بواسطة المسيّرات التي استهدفت البنية التحتية الرقمية والمعالم العامة. هذا بالاضافة إلى عيوب تصميمية قد تحملها الطائرات المسيّرة مما يتسبب بحوادث كبيرة وتعرّض الطائرة للسقوط. تحصل هكذا حوادث إما بسب عطل تقني أو بسبب أخطاء بشرية أو في حال غياب الصيانة فضلاً عن أخطاء في برمجيات الطائرة. ومن العوامل الخارجية التي قد تؤثر سلبياً على أداء المسيّرات حال الطقس السيئ.

حققت الطائرات المسيّرة انتشاراً ملحوظاً حيث بات هناك أكثر من 40 دولة لغاية اللحظة تعمل على تحسين شروط هذه الصناعة وتوسيع نطاق استخدامها بصورة دائمة. تتصدّر الصين قائمة الدول المصنّعة للمسيّرات مع صناعة 25 نوعاً كشفت بعضها في العام 2010. هذا وقد أعلنت الامارات العربية المتحدة توسّعها في هذا المجال منذ العام 2008 إلى جانب المملكة العربية السعودية ومصر والجزائر التي أعلنت عن انتاج هذا النوع من الطائرات بما يرافقها من أهداف في تخفيف ضغط العمل على البشر، خفض النفقات ورفع مستوى الخدمات. فهل تغزو الطائرات المسيّرة عالمنا مع غزو التقنية والرقمنة؟