عادت أزمة الانترنت والاتصالات في لبنان إلى الواجهة حيث بدأت السنترالات وخطوط الهواتف الأرضية في بعض المناطق اللبنانية الخروج عن الخدمة تدريجياً ومنها الحمراء، وصيدا، والنهر، وبيت الدين، والدامور والنبطية - لينقطع الاتصال داخلياً مع بطء الارسال من شركتي ألفا وتاتش وكذلك انقطاع التواصل مع الخارج.
على صعيد المؤسسات والشركات، تواجه خدمة الانترنت فيها الكثير من التحديات والخلل نتيجة توقف أعمال الصيانة وعمليات التشغيل حتى اللحظة. هذا وأعلنت شركتا توزيع الإنترنت IDM وCyberia عن توقف خدمة الإنترنت لدى العديد من المشتركين في العاصمة بيروت وغيرها من المناطق، حيث تقدّم الشركتان الخدمة ويعود ذلك إلى اضراب موظفي شركة أوجيرو، المزودة لخدمة الانترنت في لبنان.
توازياَ، مع الإضراب المفتوح لنقابة عمال وموظفي أوجيرو، وعدم الحضور إلى مراكز العمل توقفت أعمال الهيئة كلها حتى إشعار آخر. وقد سبق أن طالب الموظفون بتحسين رواتبهم وفقاً لسعر الصرف مؤكدين على الخسائر التي يتكبدها قطاع الاتصالات نظراً للتكاليف العالية مقابل سعر الدولار الواحد.
تزامناً، إستجاب وزير الاتصالات جوني القرم إلى المطالب المطروحة حيث وقع على أربعة مراسيم متعلقة بالمساعدة والتي تتمحور حول تخصيص راتب شهر اضافي شهرياً، إقرار بدل النقل بقيمة 95 ألف ليرة لبنانية، إلى جانب بدل الحضور فضلاً عن مرسوم غلاء المعيشة. يتطلّب تطبيق هذه المراسيم حصول وزارة الاتصالات وأوجيرو على سلفة خزينة من وزارة المال بقيمة 200 مليار ليرة لبنانية تقريباً من احتياطي موازنة 2022. وأكد القرم أن الوزارة ما زالت في طور المفاوضات مع نقابة موظفي أوجيرو للتوصل إلى حل للأزمة.
وفي حال لم تتخذ الدولة والوزارة المعنية الخطط الاستراتيجية المطلوبة فسيكون لبنان تحت خطر العزلة التامة والخروج تماماً عن خدمات الانترنت والاتصالات ما يهدد الأعمال بالدرجة الأولى على مستوى القطاعين العام والخاص.