Advertisement

Typography

تُعزّز الشركات استراتيجياتها الرقمية لمواكبة التطوّر السريع في مجال التكنولوجيا، وبفضل ذلك تمكّنت من اعتماد طريقة عمل مختلفة بعيدة عن الأساليب التقليدية. على ضوء ذلك، كان لمجلة تيليكوم ريفيو عربية مقابلة مع بول سمعان، الخبير في التحوّل الرقمي لإبراز أهمية الحلول الرقمية على مستوى الأمان والخصوصية وتسهيل الأعمال.

 كيف ترى نمو تقنية البلوك تشين في ظلّ التحول الرقمي؟

تستقطب تقنية البلوك تشين اهتمامًا واسعًا في عالم التكنولوجيا الرقمية، وهذا يأتي لأسباب مشروعة. فهذه التقنية تُسهم بفعالية في تعزيز المساعي نحو التحول الرقمي.

من أبرز ميزاتها هو مستوى الأمان العالي الذي توفره. كما تضمن البلوك تشين استدامة كل معاملة وصعوبة التلاعب بها. هذا النوع من الأمان يجعلها خيارًا مثاليًا للمجالات التي تحتاج إلى حماية عالية للبيانات، مثل المعاملات المالية وإدارة سلسلة التوريد.

ما يزيد من قيمة البلوك تشين هو شفافيتها. بمجرد تسجيل معاملة، تصبح جزءًا من سجل عام يُمكن لجميع المشاركين الاطلاع عليه، وهذا يزيد من الثقة والشفافية بين الأطراف.

ومن الجدير بالذكر أن الوظائف التلقائية التي توفرها البلوك تشين تسهل العديد من العمليات، مما يحقق وفراً في الوقت والتكاليف ويقلل من الأخطاء المحتملة.

من الواضح أن البلوك تشين ليست مجرد ظاهرة عابرة، فمميزاتها التي تُعتبر حجر الزاوية للتحول الرقمي الحالي تتطور باستمرار، مما يفتح الباب أمام تطبيقات أكثر إبداعًا في المستقبل.

 

ما هي القطاعات الأكثر استفادة من تقنية البلوك تشين؟

تتميز تقنية البلوك تشين بتطور ملحوظ وسريع، وهي قادرة على إحداث تغييرات في مجالات عديدة. فيما يلي بعض القطاعات التي قد تستفيد بشكل كبير من تقنية البلوك تشين في الفترة المقبلة:

إدارة سلسلة التوريد: يسهم استعمال البلوك تشين في تتبع تنقل السلع ضمن سلسلة التوريد في زيادة الكفاءة، والحد من خطورة الاحتيال، مما يجعل الأمور أكثر شفافية. على سبيل المثال، تستخدم Walmart تقنية البلوك تشين لرصد حركة سلع لحم الخنزير ضمن نظامها، مما أسهم في تحسين معايير سلامة الغذاء وتقليل الهدر.

القطاع المالي: تقدم تقنية البلوك تشين إضافات قيمية للعالم المالي من حيث تحقيق أمان وكفاءة أكبر في المعاملات. على سبيل المثال، تعمل HSBC على تطوير منصة مبنية على البلوك تشين للمعاملات المالية الخارجية، والتي من شأنها تقليل التكاليف وزيادة الأمان.

الرعاية الصحية: تعد تقنية البلوك تشين أداة فعالة لتخزين ومشاركة بيانات المرضى بأمان. وهذا ليس فقط يحسن جودة الرعاية، ولكن يخفض أيضًا التكاليف. شركة فايزر، على سبيل المثال، تستخدم البلوك تشين لحفظ بيانات المرضى بشكل آمن.

الحكومة: الحكومات حول العالم يمكنها الاستفادة من البلوك تشين لتعزيز أمان وشفافية عملياتها، سواء في تتبع ملكية الأراضي أو الميزانيات أو الانتخابات. استخدام إستونيا للبلوك تشين لإصدار الوثائق الإلكترونية هو مثال بارز على ذلك.

الملكية الفكرية: البلوك تشين يمكن استخدامه للتعامل مع قضايا الملكية الفكرية، حيث يساهم في الحد من الاحتيال وتسهيل إجراءات الحصول على حقوق الملكية

الفن والمقتنيات: في عالم الفن والتحف، يمكن للبلوك تشين أن يضمن أصالة القطع، مما يزيد من ثقة البائعين والمشترين.

 

هل توفر العملات المشفرة خصوصية أكبر للمستخدم أم أنها تعرّضه للاختراق؟

عند الحديث عن الخصوصية ومخاطر الاختراق، تظهر وجهتان للعملات المشفرة، ويجب أخذ ما يلي في الاعتبار:
اللامركزية: العملات المشفرة لا تخضع لتنظيم الحكومات أو المؤسسات المالية، مما يوفر للمستخدمين حرية تنفيذ المعاملات دون التعرض للمراقبة.

أمان البلوك تشين: تعتبر تقنية البلوك تشين التي تقوم عليها العملات المشفرة من الأنظمة الآمنة جدًا والتي يصعب تعديلها، وذلك يساعد في الوقاية من عمليات الاحتيال والسرقة.

الضعف الناتج عن الجدية: نظرًا لأنها تقنية جديدة نسبيًا، العملات المشفرة قد تتعرض لبعض المخاطر الأمنية. مثال على ذلك هو اختراق بعض المنصات وفقدان الأموال بسبب البرامج الضارة أو محاولات التصيد الاحتيالي.

مشكلة الخصوصية المطلقة: بينما توفر المعاملات المجهولة خصوصية للمستخدمين، فإنها في الوقت نفسه تجعل من الصعب تتبع الأشخاص الذين قد يستخدمونها في أنشطة غير قانونية.

تحديات الخصوصية: عدم ضرورة التحقق من الهوية في المعاملات يمكن أن يعتبر ميزة وعيبًا في الوقت نفسه. يُظهر هذا الجانب مدى خصوصية المعاملات ولكن يجعل من الصعب الكشف عن النشاطات الاحتيالية.

احتياجات الحماية: رغم أمان تقنية البلوك تشين، إلا أن هناك منصات تم اختراقها وحوافظ تم فقدانها بسبب التهديدات الإلكترونية، مما يصعب من مهمة تتبع المخترقين بسبب قدرتهم على إخفاء هويتهم.

 

ما هو تعريف تكنولوجيا الويب 3.0 وايجابياتها، وهل ستحلّ هذه التكنولوجيا محلّ الويب 2 لاحقاً؟

الويب 3.0 هو التطور الجديد الذي سيحدث نقلة نوعية في عالم الإنترنت.
يشتهر الويب 3.0 بأنه "الويب اللامركزي" أو "شبكة الثقة"، ويعتبر تطورًا ثوريًا يعتمد على تقنية البلوكتشين. وعلى الرغم من حداثته، فهو يمثل تحولًا كبيرًا في العالم الرقمي

ملامح أساسية للويب 3.0:
اللامركزية: بفضل عدم وجود هيئة إدارية مركزية، تقل فرص التلاعب أو الرقابة على المستخدمين.
يتم تدوين المعاملات ضمن البلوك تشين، الذي يعتبر سجلا عامًا يمكن الاطلاع عليه، مما يضمن نزاهة الجميع ويجعلهم خاضعين للمساءلة.

أمان متقدم: بنية البلوك تشين تجعلها آمنة وصعبة التغيير، مما يوفر حماية من المخاطر السيبرانية.

ملكية البيانات: يمنح الويب 3.0 السلطة للمستخدمين للتحكم في بياناتهم ومحتواهم، مما يزيد من استقلاليتهم على الشبكة.  ورغم أنه لا يمكن القطع بأن الويب 3.0 سيحل محل الويب 2.0، إلا أن مزاياه تتناول تحديات الويب الحالي، كالمركزية وقلة الشفافية والتحديات الأمنية.  يتميز الويب 3.0 بأنه أكثر ديمقراطية وشفافية وأمانًا.
مع تزايد انتشار الويب 3.0، من المتوقع أن يكتسب شهرة أكبر وقبولًا واسعًا في العالم الرقمي، مما قد يجعله الأساس لمستقبل الإنترنت

تطبيقات الويب 3.0 الحالية:
التمويل اللامركزي(DeFi) :يعكس DeFi على البلوك تشين التحولات الجديدة في عالم المال حيث يتم تنفيذ المعاملات كالإقراض والتداول بدون وجود وسطاء ماليين.

الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs): تسلط الضوء على ملكية الأعمال الرقمية مثل الفن والتحف، مؤكدةً فرادتها في العالم الرقمي

التطبيقات اللامركزية (dApps): تعمل هذه التطبيقات بناءً على البلوك تشين وتتيح استخدامها لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت. هذه الأمثلة فقط بداية، ومع تطور التكنولوجيا المتعلقة بالويب 3.0، من المنتظر أن نرى المزيد من التطبيقات الثورية التي ستغير طريقتنا في التفاعل مع العالم الرقمي.

 

كيف تقيّم انتشار هذه التقنيات على مستوى الدول وهل كل فئات المجتمع مستعدة للواقع الجديد؟

مع أن تكنولوجيا البلوك تشين والويب 3 ما زالت في مراحلها الأولى، إلا أن آثارها تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم. التبني والاعتماد على هذه التكنولوجيا يختلفان من دولة لأخرى. فمثلاً، تعتمد إستونيا على البلوك تشين في تقديم الخدمات الحكومية بشكل فعّال، في حين توجه الصين استثمارات ضخمة نحو البحث وتطوير هذه التكنولوجيا.

لماذا ازدادت شهرة البلوك تشين والويب 3؟
السعي المستمر نحو الأمان والشفافية. يوفر الأمان المُدمج في تكنولوجيا البلوك تشين حلاً للعديد من التحديات في قطاعات مثل الخدمات المالية وإدارة سلسلة التوريد.

الاهتمام المتزايد بالعملات الرقمية: تسلط الضوء على مرونة وقوة تكنولوجيا البلوك تشين.
رغبة الكثيرين في استخدام التطبيقات اللامركزية (dApps): تقدم هذه التطبيقات مزيدًا من الخصوصية والأمان للمستخدمين.

تحديات قد تواجه التبني على نطاق عالمي:

التعقيد التكنولوجي: قد يجد البعض صعوبة في فهم البلوك تشين خصوصًا إذا كانوا بعيدين عن عالم التكنولوجيا.
الفجوة التنظيمية: عدم وجود إطار تنظيمي واضح للبلوكتشين يثير الكثير من الأسئلة والتحديات.

هذه التحديات تمثل جزءًا من الصورة الكبرى التي نواجهها. من الضروري التغلب على هذه المشكلات للوصول إلى إمكانات البلوك تشين والويب 3 الكاملة. ومع ذلك، فإن التوجه العام يبدو مبشرًا، ومن المتوقع أن نشهد توسعاً أكبر في استخدام هذه التكنولوجيا في السنوات القادمة.