Advertisement

Typography

يشهد العالم تطورات متسارعة على مستوى التقنية والتكنولوجيا مما عزز دور العملات الرقمية وحدد أولويات الشركات التي تشمل الأمن والخصوصية، الدقة وسرعة الاستجابة ورفع مستوى العمليات التشغيلية. في حديث خاص مع مجلة تيليكوم ريفيو عربية، تحدث رودي شوشاني، مستشار في إدارة التحول الرقمي والويب 3.0 والبلوكتشين، عن أهمية الخدمات التكنولوجية بما يخدم استراتيجية التحول الرقمي.

بينما يتيح نظام البلوكتشين بيئة جديدة للعملات المشفرة كما تعدُ هذه التكنولوجيا بالكثير لعام 2024، أكّد  شوشاني أهمية البلوكتشين حيث يعتبر نظاماً مهماً في عالم العملات المشفرة، معتبراً أن عام 2024 سيشهد تطورات مهمة في هذا المجال. ومن المتوقع أن ينتشر استخدام البلوكتشين في قطاعات متعددة مثل إدارة سلسلة التوريد والرعاية الصحية وأنظمة الاقتراع وحماية الملكية الفكرية. وأشار شوشاني: الى انه "من المتوقع أن يتغيّر نظام الأمور المالية بشكل جذري. بالإضافة إلى ذلك، يشهد البلوكتشين اهتماماً متزايداً من قبل مؤسسات مالية تقليدية، ومن المتوقع أن يؤدي هذا إلى تغيير جوهري في كيفية تبادل القيمة وتخزينها في جميع الصناعات."

وأضاف: "يجب أن نأخذ في الاعتبار أيضاً تطور صناديق المؤشرات المتداولة ETFs. في عام 2024 وتعتبر ETFs أدوات استثمارية تتبع أداء مؤشر معين، مثل مؤشر S&P 500. يتم تداول ETFs  على البورصة مثل الأسهم، وهي توفر تنوعاً وسهولة في التداول. من المتوقع أن يستمر الاهتمام بالـ ETFs في السنوات المقبلة، حيث يعتبر خياراً شائعاً للمستثمرين الذين يبحثون عن تنوع وتحقيق عائد على استثمارهم".

أما عن العناصر المطلوبة لتبني تكنولوجيا البلوكتشين اليوم وقدرتها على دعم استراتيجية التحول الرقمي، فلفت شوشاني إلى دور البلوكتشين في رحلة الشركات نحو التحول الرقمي، كحليف استراتيجي قوي. واعتبر أنه ينبغي على الشركات تجهيز نفسها بالوعي التكنولوجي والقيادة الداعمة والرؤية الواضحة وفهم مبادئ البلوكتشين والمهارات والقدرات التقنية اللازمة لتطوير تطبيقاتها، بالإضافة إلى إيجاد شركاء موثوقين وتوفير البنية التحتية الداعمة، وعوامل محورية للنجاح.

وفي اطار متصل، تحدّث شوشاني عن ايجابيات هذه التقنية التي تتميّز بسجل لامركزي مشفر يضمن شفافية تامة لكافة المعاملات، ما يعزز الثقة بين جميع الأطراف المعنية. إلى جانب ذلك، تساهم في أتمتة العمليات اليدوية وتقليل التكاليف، ما يزيد من كفاءة الأعمال. وبالحديث عن الأمان، يوفر البلوكتشين مستوى حماية منيعاً ضد التلاعب والاختراق، ما يحفظ سلامة البيانات الحساسة. والأهم من ذلك، يفتح البلوكتشين آفاقاً واسعة لابتكار تطبيقات جديدة كلياً، ما يخلق فرصاً تجارية فريدة للشركات الطموحة.

وفي وقت بات فيه الأمن السيبراني ضرورة قصوى والشركات تترقّب الثغرات المتوقعة خلال المرحلة المقبلة، عبّر شوشاني عن أسفه مشيراً الى أن تحقيق الأمن السيبراني الكامل أمر مستحيل قائلاً: "يتطور المهاجمون باستمرار، وتترابط أنظمتنا بشكل أكبر، ويظل العنصر البشري عرضة للخطأ.

في المستقبل، نتوقع هجمات تستهدف سلاسل التوريد والبنية التحتية الحيوية. من المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً متزايداً في عالم الأمن السيبراني، مما يطرح تعقيدات جديدة لكل من المدافعين والمهاجمين".

وبينما يعتبر الويب 3.0 انترنت المستقبل، تحدّث شوشاني عن هذه التكنولوجيا موضحاً العناصر الأساسية التي تعتمد عليها والأهداف خلفها: "إنه رؤية لمستقبل الإنترنت أكثر لامركزية، حيث نتحكم بشكل أكبر في بياناتنا وتجاربنا، وتقل سيطرة الشركات الكبرى.
وهو مبني على مفهوم تطور الإنترنت إلى مرحلة أكثر تفاعلية وشمولية. من خلال استخدام تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع الافتراضي".

ولفت الى انه "يتم تشغيله من خلال تقنيات مثل البلوكتشين، والتي تمكن من تخزين البيانات والقيام بمعاملات بطريقة آمنة ولامركزية، وكذلك الذكاء الاصطناعي الذي يضفي طابعًا شخصيًا على تجاربنا على الإنترنت".

على الخط نفسه أشار: "يهدف ويب 3.0 إلى منحنا ملكية أكبر لبياناتنا، تحسين تجربة المستخدم بشكل عام وتوفير محتوى أكثر تفاعلية وشخصية وتحسين الخصوصية، وتقديم محتوى وتجارب أكثر تخصيصاً. على سبيل المثال، تخيل إجراءات مالية دون الحاجة إلى البنوك، أو عوالم افتراضية نملكها ونديرها بأنفسنا".

وفي ظلّ التحولات المتسارعة، تحدّث شوشاني عن مستقبل الانترنت والابتكارات التكنولوجية وتأثيرها على أعمال الشركات. في هذا السياق قال: "نتوقع ثورة بيانات هائلة مع تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، مما يعني أن الشركات بحاجة لمهارات تحليل واستخدام جديدة لاتخاذ قرارات أفضل وسيصبح الترابط الرقمي حافزًا لظهور تجارب افتراضية متكاملة مع واقعنا، تفرض على الشركات مواكبتها وتقديم تجارب متوازنة للمستخدمين.

اللامركزية أيضاً ستلعب دوراً محورياً مع تقنيات البلوكتشين ، حيث سيتحكم المستخدمون أكثر ببياناتهم وتجاربهم، ما يحتم على الشركات إعادة النظر في نماذجها التجارية. الأتمتة ستزيد مع الروبوتات والذكاء الاصطناعي، ما يتطلب التركيز على الوظائف الإبداعية والتفاعلية، لذا يجب على الشركات إعادة تدريب موظفيها لمستقبل العمل الجديد.

واعتبر شوشاني أنه إلى جانب مواكبة الابتكارات الحالية، من المهم أن تفتح الشركات عقولها على إمكانيات المستقبل البعيد وتستعد لاستقبال ثورة الحوسبة الكمومية  .Quantum computing 

أخيراً اختصر شوشاني كلمته معتبراً أن المستقبل مليء بالتحديات والفرص. سيحتاج النجاح إلى الابتكار، المرونة، جذب المواهب وتعزيز الأمن السيبراني. الشركات القادرة على التكيف ستزدهر، بينما ستتخلف تلك المتشبثة بالقديم. المستقبل مثير، وما نفعله اليوم سيحدد شكل عالمنا الرقمي غداً!