Advertisement

Typography

مع التطورات المتسارعة، تحرص الشركات على الحفاظ على أمن البيانات والخصوصية ومواجهة التحديات المتوقعة. لذلك تلتزم يونيفونك، المملكة العربية السعودية بتحقيق التحول الشامل وتقديم أفضل الخدمات. وللحديث عن آخر الابتكارات وأهمية الأمن السيبراني، كان لمجلة تيليكوم ريفيو مقابلة مع المهندس إبراهيم بن عبدالله المحيميدي، نائب الرئيس والمدير العام ليونيفونك، المملكة العربية السعودية.

مع تنوّع الخدمات الرقمية وارتفاع المنافسة بين الشركات، ما هي التحديات التي تواجهونها وما يميز "يونيفونك" عن غيرها من الشركات؟

يشهد العصر الرقمي الحالي تطورات جذرية مستمرة يدفع شركتنا للتفكير دائماً بابتكار حلول ومنتجات رقمية جديدة، وتوجهنا نحو بذل مزيد من الجهود للبقاء في طليعة القطاع الرقمي، فالوتيرة المتسارعة للتطور الرقمي تفرض تحديات كبيرة على مختلف الشركات وليس على تلك العاملة في المجال الرقمي فحسب.

وأمام اتساع رقعة استخدام التقنية الرقمية ودخولها في مختلف جوانب حياتنا اليومية وأعمالنا المختلفة سواء على مستوى الأفراد أو الشركات تظهر تحديات متزايدة حول مخاطر التهديدات السيبرانية وتتضاعف معها أهمية حماية معلوماتنا الحساسة، وضرورة اتخاذ تدابير صارمة للأمن السيبراني والبقاء على اطلاع حول أحدث بروتوكولات وتقنيات الأمن المستخدمة لحماية الأصول الرقمية، خصوصاً مع صعوبة إدارة تلك الكميات الهائلة من البيانات والجهود المضنية اللازمة لضمان خصوصيتها وأمانها والتكاليف العالية المرتبطة بذلك.

وتتطلب مقتضيات عصرنا الرقمي منا اليوم إحداثَ تحول حقيقي في نماذج الأعمال وتحسيناً مستمراً لها لتلبية توقعات العملاء والتكيف مع سلوكياتهم الرقمية المتطورة باستمرار، وتحقيق تكامل سلس بين الأنظمة والبرامج المستخدمة في ذلك، بالإضافة إلى تبني عقلية التعلم المستمر والاستثمار في التدريب والتطوير المستمرَّين مواكبةً للتغيرات الحاصلة.

أما في ما يتعلق بمجال عملنا، فلا شك أن حدة المنافسة بين الشركات تحفزنا نحو الاستمرار في العمل الدؤوب وتعزيز الجودة والكفاءة واتباع نهج استباقي من أجل الحفاظ على تفوقنا وريادتنا للقطاع. ونسعى إلى مواجهة التحديات المرتبطة بمزاولة أعمالنا كشركة محلية تعتمد أعلى المعايير العالمية ونواصل توسيع تقنياتنا ومشاريعنا وحلولنا لتلبية متطلبات الأسواق المختلفة التي نعمل ضمنها.

وبصفتها منصة اتصالاتٍ سحابية لتقديم خدمات الرسائل النصية والصوتية للعملاء، تمثل يونيفونك أحد أبرز اللاعبين في مجال الاتصالات في المنطقة. واكتسبت الشركة هذه المكانة بفضل فريق عملها المتميز وكادر مطوريها التقنيين الذين يعملون باستمرار على تطوير حلول مبتكرة لتعزيز العلاقات مع العملاء.

وتمتلك يونيفونك مرونة عالية وعقلية إبداعية تمكنها من تعزيز قدرتها باستمرار على تقديم منتجات رقمية فريدة تفوق توقّعات العملاء، وهو ما يميزها عن منافسيها ويرسخ مكانتها في تقديم تجربة تواصُلٍ ميسرة ومتعددة القنوات واللغات للمؤسسات في الشرق الأوسط وفقاً لأعلى معايير التقدم التقني. وتلتزم الشركة بدعم رؤى واستراتيجيات المملكة العربية السعودية بما في ذلك "رؤية المملكة 2030" لدفع عجلة التحول الرقمي في القطاعين الحكومي والخاص.

 

في سياق البيانات الحساسة التي يتم التعامل معها غالباً عبر منصات تفاعل العملاء، كيف تضمن يونيفونك اتخاذ تدابير قوية للأمن السيبراني؟

كما أشرتُ سابقاً، ونظراً للحساسية العالية للكثير من البيانات التي نعالجها ونتعامل معها هنالك حاجة ملحة لاتخاذ تدابير أمن سيبراني صارمة وضرورة مستمرة لمواكبة آخر التحديثات المتعلقة ببروتوكولات وتقنيات الأمن المخصصة لحماية الأصول الرقمية المختلفة.

ونحرص في يونيفونك على الارتقاء بمعايير أمان بيانات عملائنا وضمان الالتزام بقواعد الأمن السيبراني وحماية البيانات وتطبيق أفضل الممارسات الدولية ونيل الشهادات ذات الصلة بما في ذلك ISO 27001 وISO 27017 وISO 27018 وCSA STAR Level 1 وSOC 2 Type I وII التي تعكس التزامنا بتلبية أعلى متطلبات الأمان الرقمي.

ولأن أمان بيانات عملائنا يقع في صلب اهتمامنا، تتخذ يونيفونك مجموعة شاملة ومتكاملة من السياسات والعمليات والتقنيات للتخفيف من المخاطر التي تتعرض لها البيانات بما ينسجم مع أفضل الممارسات المطبقة في الصناعة.

كما تمتلك الشركة نظاماً شاملاً لإدارة أمن المعلومات ISMS يغطي الجوانب الرئيسية كالسياسات والأصول والتشفير والعمليات والاتصالات والأمن المادي واستمرارية الأعمال والموارد البشرية والمنتجات والأمن السحابي وعلاقات الموردين وإدارة الثغرات الأمنية والاستجابة للحوادث، ما يوفر مظلة أمان واسعة للشركات والعملاء.

من جهة أخرى، تولي يونيفونك اهتماماً كبيراً بحوكمة الأمن السيبراني، حيث يتم التركيز على تشكيل إطار أمان قوي يتماشى مع السياسات والإجراءات، وذلك باعتماد أفضل الممارسات المعتمدة. يضمن هذا الإطار أساساً متيناً لحماية البيانات، بالإضافة إلى ضمان مرونة الأعمال واستمرارية الخدمة وسلامة البيانات في حالة حدوث اضطرابات أو هجمات غير متوقعة.

وتُجري الشركة تقييمات منتظمة للتهديدات والمخاطر بغية تحديد نقاط الضعف الناشئة وتلافيها وتعزيز آليات الدفاع الاستباقي ضد المخاطر المستجدة والهجمات السيبرانية المختلفة. ويُجري فريق الإدارة تقييماً ومراجعةً دوريةً لسياسات ومعايير أمن المعلومات التي تعتمدها الشركة لضمان المساءلة والشفافية الكاملة.

ولا تكتفي يونيفونك بذلك، بل تجري مراقبة مستمرة لأنظمتها الأمنية للتحقق من جودة الأمان من خلال إجراء اختبارات دائمة لكشف الاختراقات الحاصلة ومعالجتها بشكل فوري. وتجري الشركة أيضاً تدقيقاً دورياً شاملاً للتأكد من الالتزام الكامل بالمعايير واللوائح الأمنية.

 وتضمن الشركة أعلى مستويات الأمن السيبراني والحماية لبيانات عملائها عبر تطبيق هذه الإجراءات المكثفة والشاملة.

 

كيف تقوم يونيفونك بدمج الابتكارات التقنية الناشئة عبر منصتها؟

تلتزم يونيفونك بدفع عجلة الابتكار وتقديم خدمات رقمية متطورة لعملائها، إيماناً بإدراكها لأهمية دمج التقنيات الناشئة في منصتها لتقديم تجربة تواصل تفاعلي فريدة متعددة القنوات تسهل من خلالها عملية المحادثة عند كل نقطة اتصال على امتداد رحلة العميل عبر توحيد قنوات الاتصال المتعددة وتوفير تطبيقات التراسل والردود المؤتمتة من خلال روبوتات الدردشة. وكذلك توفير حلول المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

وتدمج الشركة قنوات اتصال العملاء بما في ذلك الرسائل النصية والصوتية والاتصالات الأخرى في منصة واحدة لتمكين المؤسسات من إنشاء علاقات أقوى مع العملاء، وتسريع الاستجابة لطلباتهم واستفساراتهم. ومع ظهور قنوات التواصل الجديدة والتغيُّر المستمر في تفضيلات المستخدمين تعتمد المؤسسات على يونيفونك للارتقاء بمستوى التفاعل مع العملاء بدءاً من الرسائل النصية القصيرة الخاصة بالخدمات المصرفية الإلكترونية وصولاً إلى خدمة دعم العملاء عبر الواتساب، وغيرها من أشكال وقنوات الاتصال.

وتدعو يونيفونك مختلف المؤسسات والشركات إلى تسريع وتيرة رقمنة الاتصالات وإحداث تحوّل شامل في منهجيات تواصلها مع عملائها وتطوير قنوات تواصلهم معها بما ينسجم مع سلوكهم الرقمي المتغير لتحسين تجربة تواصلهم، والتركيز على الأنشطة الأساسية لهذه المؤسسات دون الحاجة لإنشاء بنىً تحتية مكلفة لخدمات الاتصالات.

وفي إطار دمج الابتكارات التقنية الناشئة في منظومة عملها، استحوذت الشركة في عام 2022 على محفظة منتجات "سيستيك" للمحادثة بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، لتعزز بذلك حلولها وخدماتها الذكية، كما توفر منصة "يونيفونك" حلولاً متطورة لأتمتة وتخصيص تجارب العملاء، ونطاقاً واسعاً من منتجات الاتصالات الرقمية بالاعتماد على تقنيات "سيستيك" الرائدة في التعرف على الكلام المنطوق.

 

ما هي أهم الانجازات التي طبعت العام 2023؟ هل يمكنكم مشاركة أمثلة عن الابتكارات الناجحة التي نشأت داخل يونيفونك؟

حققنا خلال العام 2023 العديد من الإنجازات، وشاركنا في العديد من الأحداث والفعاليات، إضافةً إلى توسّعِنا في الأسواق العالمية، وكذلك الإعلان عن عدة ابتكارات، فضلاً عن إبرام شراكات استراتيجية مع مجموعة من الشركات. فعلى صعيد الابتكارات، قمنا بتطوير روبوت الدردشة (Chatbot) المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وهو أحدث ابتكاراتنا الذكية والذي يشكل نقلةً نوعية في منظومات التواصل المؤتمتة، ويعتبر حلاً ذكياً يُسهم في رفع كفاءة العمليات. ويمثِّل هذا الابتكار إضافةً جديدة تعزز من خدماتنا القائمة على الذكاء الاصطناعي. وعملنا أيضاً على تطوير حملات متعددة القنوات، يمكن لعملائنا مزامنتها وأتمتتها وتخصيصها للحصول على حملات كُبرى يمكن إطلاقها عبر واتساب، وتويتر، وفيسبوك ماسنجر، والتواصل الصوتي، والرسائل النصية.

وعلى صعيد المشاركات، شاركنا في مؤتمر "ليب 2023" التقني الدولي، ومعرض "سيملس السعودية 2023"، أحد أهم الفعاليات التي تُعنى بابتكارات المدفوعات والتقنية المالية والبيع بالتجزئة والتجارة الالكترونية. كما قمنا باستعراض X by Unifonic، وهو استثمار بقيمة 100 مليون ريال يشمل عدة مسارات من ضمنها برنامج مسرِّعات يستهدف الشركات الناشئة والصاعدة في مجال البرمجيات كخدمة تماشياً مع مستهدفات برنامج التحول الرقمي ضمن "رؤية المملكة 2030"، وكذلك استديو بناء الشركات لبناء شركات ناجحة خلال الفترة القادمة. ونظّم ذراعنا الاستثماري هذا الدورة الثانية من مسرعة الأعمال التقنية للشركات الناشئة، بمشاركة 9 شركات ناشئة واستمر التدريب لثلاثة أشهر واختتم بعرض للشركات أمام المستثمرين.

ومن بين الإنجازات التي حققناها خلال العام 2023 أيضاً، اختيارنا كواحدة من الشركات المشمولة ضمن برنامج "الشركات المليارية" في المملكة العربية السعودية، وكذلك اختيارنا في الدفعة الأولى من مبادرة (Bridge) التابعة للبرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات (NTDP). ويهدف البرنامج إلى دعم الشركات الناشئة سريعة النمو بمساعدات مالية متنوّعة لتمكينها من التوسّع في الأسواق العالمية في خطوةٍ تعزز مكانة الشركة الرائدة في توفير المنتجات والخدمات المبتكرة.

وفيما يخص عمليات التوسع، افتتحنا مكتبنا الجديد في لاهور في باكستان، ما يعكس التزامنا بتلبية احتياجات الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها. أما في ما يتعلق بالشراكات الجديدة، فقد عقدنا اتفاقية شراكة مع InspireU from stc، أول مسرعة أعمال في المملكة العربية السعودية لتشجيع ودعم وتطوير ريادة الأعمال والمشاريع الناشئة التي تركز في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والابتكار الرقمي. كما أبرمنا اتفاقية شراكة استراتيجية مع شركة "مو إنجيج"، منصة تواصل العملاء الرائدة القائمة على البيانات، ومن خلال هذه الشراكة، ستصبح يونيفونك الآن جزءاً من برنامج MoEngage Catalyst Partner، الذي يهدف إلى مساعدة العلامات التجارية على التوسع السريع في الأسواق.

 

كيف تنظرون إلى الوضع الرقمي في المنطقة؟ وما هي أهدافكم المستقبلية؟

تشهد منطقة الشرق الأوسط كبقية مناطق العالم تطوراً كبيراً في مجال الرقمنة والتقنية، حيث ينعكس ذلك على الميادين الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. كما تسعى دول المنطقة إلى تبني التحول الرقمي، الأمر الذي يدفع الشركات العاملة في هذا المجال إلى دفع عجلة الابتكار لمواكبة التطورات الحاصلة في مجال الرقمنة. وتعتبر المملكة العربية السعودية من الدول الرائدة في مجال التحول الرقمي، حيث وضعت المملكة ضمن أولوياتها تطوير قطاع تقنية المعلومات والاتصالات باعتباره إحدى الركائز الرئيسية للتنمية. ويشكل التحول الرقمي أحد المحركات الرئيسية لتطوير مختلف القطاعات، حيث تعزز الرقمنة من قدرة المؤسسات على توفير تجارب متكاملة للعملاء من خلال تقديم خدمات أكثر جودة وسهولة وكفاءة، وتطوير قنوات التواصل معهم.

وتعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أسواقنا الرئيسية، حيث نسعى بكل جهدنا لتسريع عملية التحول الرقمي للمؤسسات العامة والخاصة في المملكة والشرق الأوسط بشكل عام.

وينصب تركيزنا الحالي على تعزيز حضورنا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيما ننظر إلى الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا كأسواق نمو بالنسبة لنا. ونسعى خلال الأعوام العشرة القادمة إلى تحقيق النمو ضمن تلك الأسواق من خلال استراتيجيات النمو بالاعتماد على مواردنا وإمكاناتنا الداخلية، والاستعانة بموارد خارجية، إلى جانب عمليات الاستحواذ. وفي هذا الصدد، قمنا بالاستحواذ على شركة Sestek والتي تمتلك قاعدة عملاء كبيرة في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، ونواصل بالتوازي مع ذلك استكشاف فرص الاستحواذ المحتملة في جنوب شرق آسيا وأفريقيا.