Advertisement

Typography

في مقابلة حصرية مع تيليكوم ريفيو، شارك دانيال موسوف، رئيس مبيعات شبكات الهاتف المحمول، الشرق الأوسط وأفريقيا، نوكيا، إبتكارات الشركة وحلولها إلى جانب أبرز المشاريع الرقمية المطروحة مؤخراً لتعزيز الاتصال.

كيف تواجه نوكيا تحديات الاتصال في المناطق النائية، وما هي الحلول المبتكرة المعتمدة لتعزيز الوصول الرقمي؟

لشبكات الاتصال تأثير كبيرعلى التنمية الاقتصادية والتماسك الاجتماعي. وفي حين يشهد الانترنت انتشاراً واسعاً على مستوى العالم ليصل إلى  نحو 5.3 مليارات شخص، فإن أكثر من 34% منهم لا يزالون غير متصلين بالنطاق العريض عالي السرعة. أما بالنسبة لمنطقة أفريقيا فالوضع أكثر سوءاً. فهي القارة الأقل اتصالاً، حيث كان 36% فقط من الأشخاص فيها متصلين بالإنترنت في عام 2022.

تواصل نوكيا العمل على مستويات عدّة في أفريقيا لتوسيع الاتصال عبر القارة. أولاً، مع استمرار إصدار تراخيص الجيل الخامس في جميع أنحاء أفريقيا على مدار العامين المقبلين، ستواصل نوكيا التوسع في تغطية الجيل الخامس في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والنائية منها بالشراكة مع مزودي خدمات الاتصالات. بالإضافة إلى ذلك، نواصل تطوير حلول فعالة من حيث التكلفة تستهدف المناطق النائية ذات الكثافة السكانية المنخفضة. بالتعاون مع شركائنا، نواصل تحسين التكلفة الإجمالية للملكية (TCO) لهذه الحلول والابتكار في استخدام مختلف حلول توصيل الخدمة، بما في ذلك وصلات الموجات الدقيقة أو توصيل الخدمة عبر الأقمار الصناعية أو عمليات نشر الألياف الضوئية، استناداً إلى ظروف البنية التحتية المحلية.

كيف تتعاون نوكيا مع الحكومات المحلية والمنظمات غير الحكومية أو أصحاب القطاع لضمان استدامة مشاريع شاملة لتوصيل الخدمات للمناطق النائية؟

قد يبدو العمل لسد الفجوة الرقمية بمثابة بيان تسويقي، ولكن في الواقع إنها مهمة صعبة. فلا بدّ أن نفهم أن الفجوة الرقمية لا تشمل الاتصال المادي فقط، بل هي متعلّقة بالمهارات الرقمية، والاستخدام الرقمي، وكيفية الوصول إلى المحتوى، وما إلى ذلك. يقسم الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة أهدافه إلى  مجموعتين: التوصيلية العالمية والاتصال الذاتي. هناك حاجة إلى نهج تعاوني يضم لاعبين دوليين يعملون بشكل وثيق مع اللاعبين المحليين والحكوميين.

تلعب نوكيا دوراً مهماً في العمل بشكل تعاوني مع الهيئات التنظيمية والوكالات للمساعدة في تشكيل السياسات التي تعزز عمليات تخصيص الطيف وعملية الترخيص.

نتعاون مع الحكومات ومشغلي شبكات الهاتف المحمول والمنظمات غير الربحية في المنطقة لتوسيع الاتصال إلى المناطق النائية المحرومة. بالإضافة إلى نشر البنية التحتية، شاركت نوكيا في مبادرات الشمول الرقمي في أفريقيا. ويشمل ذلك توفير برامج وأدوات محو الأمية الرقمية لمساعدة سكان الريف على اعتماد التكنولوجيا بشكل فعال.

لطالما تصدّرت نوكيا قائمة الشركات التي تعمل على تمكين المجتمعات وتعزيز المساواة بين الجنسين من خلال تعاونها مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة. منذ توقيعها على مبادئ تمكين المرأة (WEPs) في عام 2021، نفذت نوكيا مشاريع تجريبية ناجحة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا. في كينيا، واصلت نوكيا توفير التعليم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات للفتيات والأسر، ورفع مستوى الوعي حول العنف القائم على النوع الاجتماعي والتخطيط لتوسيع هذه المبادرات بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة ووزارة التعليم الكينية. وفي جنوب أفريقيا، قوبل برنامج الدورة الثانية لنوكيا، الذي يهدف إلى تمكين الاستقلالية المادية للنساء المحرومات اللواتي نجون من العنف القائم على التمييز الاجتماعي، بطلب مرتفع، فعلى ضوء ذلك تم وضع خطط لبرنامج جديد.

كما أبرمت نوكيا شراكة مع اليونيسف ومؤسسة أورانج لتمكين الشباب في المغرب من خلال دعم المهارات الرقمية والبيئية ودفع ريادة الأعمال، إلى جانب تعزيز المعرفة حول مسألة تغير المناخ. ويساهم موظفو نوكيا ومؤسسة أورانج في هذه المبادرة من خلال التوجيه والتدريب. إن هذا التعاون لا ينعكس على العلاقة المشتركة مع نوكيا فقط بل يعود بنتائج ملموسة للمغرب أيضاً.

إضافة إلى ذلك، تعمل نوكيا واليونيسف معاً لسد الفجوة الرقمية في أجزاء مختارة من السنغال. سيستفيد أكثر من 100 معلم وأكثر من 10000 طالب في المدارس المتوسطة في المناطق المحرومة من برنامج التعليم الرقمي وبرمجة الكود. تتضمن هذه المبادرة جلسات متخصصة حول المهارات الرقمية، وتحديث المعدات، وتعزيز الاتصال، مما يدل على التزام نوكيا بتوفير تعليم عالي الجودة وتمكين المجتمعات في جميع أنحاء العالم. ومن خلال هذه الجهود التعاونية، تواصل نوكيا إحداث تأثير كبير، وتعزيز التغيير الإيجابي وتمكين الأفراد في المجتمعات المتنوعة.

ما رأيك بالامكانات المتطورة وما هي توقعاتك المستقبلية بالنسبة للاتصال في المناطق النائية؟ وما الدور الذي تلعبه نوكيا في ظلّ هذا المشهد المتطوّر؟

 تواجه أفريقيا ركوداً اقتصادياً صعباً، وقد أدى انخفاض قيمة العملة وارتفاع التكاليف إلى زيادة النفقات التشغيلية لعملائنا وشركائنا في منطقتنا. تحت هذه الظروف، يزداد الأمر سوءاً بالنسبة للمستخدمين في المناطق الأصغر حجماً. وفقا للبنك الدولي، هناك حاجة إلى 100 مليار دولار لربط 1.1 مليار شبكة إضافية عبر الإنترنت بحلول عام 2030. إن تحقيق هذا الهدف يُعد مهمة كبيرة، فبحسب التقرير سيتطلب ذلك نشر نحو 250 ألف محطة قاعدة جديدة للجيل الرابع وما لا يقل عن 250 ألف كيلومتر من الألياف عبر المنطقة. نظراً لصعوبة التنفيذ، هناك حاجة إلى حلول ونماذج أعمال مبتكرة جديدة لنستمر في سد فجوة الاتصال. سنواصل التعاون مع المشغلين لتقديم تقنية الجيل الخامس في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية حين تصبح التراخيص متاحة. واليوم، لدى نوكيا 306 صفقات تجارية متعلقة بالجيل الخامس و110 شبكات مشغل للجيل الخامس مباشرة على مستوى العالم. نواصل التركيز على نماذج الأعمال الجديدة، بما في ذلك RAN كنموذج خدمة مع شركات الأبراج الإقليمية في أفريقيا.

يعود تركيزنا على الحلول الموفرة للطاقة مثل Rural Connect بتأثير سريع على الاستثمار وهذا ما يلعب دوراً حاسماً في نماذج الأعمال الجديدة، مثل ترتيبات مشاركة البنية التحتية لشبكة RAN والشبكة كخدمة (NaaS)، لخفض التكلفة الإجمالية للملكية.

ما التقدم الذي تحققه نوكيا في مجال Cloud RAN، وما الفوائد المسجلة من ناحية أداء الشبكة ومرونتها؟

لطالما كانت نوكيا نشيطة في عملية تطوير شبكة RAN السحابية وقيادتها على المستوى العالمي والإقليمي، وقد أعلنت عن عدد من عمليات التعاون والتجارب مع كبار المشغلين. نعتقد في نوكيا، أن شبكات المستقبل ستكون هجينة، مع مزيج من تقنية RAN السحابية وRAN المصممة لهذا الهدف. وفي هذا السياق، من المهم ألا تعمل شبكات RAN السحابية على تعزيز المرونة والأتمتة مع تمكين حالات الاستخدام الجديدة فحسب، بل تحافظ أيضاً على معايير الأداء على مستوى الناقل التي توفرها حالياً الشبكات المصممة لذلك. ولهذا السبب فإن نهج نوكيا تجاه شبكة RAN السحابية هو تمكين التعايش بمرونة مع أنظمة RAN المصممة لهذا الهدف من خلال تكافؤ الميزات بين الاثنين مع الحفاظ على أداء متسق يعتمد على سرعة  الخدمات المضمونة والرائدة من نوكيا. أخيراً، أعلنت نوكيا عن تعاونات متقدمة مع صانعي الخوادم الرئيسيين والمتخصصين في مجال التوسع الفائق، مما يتيح ميزة تعاونية لمزودي خدمات الاتصالات والعملاء من المؤسسات ويسمح لهم بترجمتها إلى مزيد من الكفاءة والمرونة في عملياتهم.